العاصفة يونيس.. هل هي نتيجة لتغيُّر المناخ؟

آية سيد

تجتاج العاصفة "يونيس" بريطانيا وأوروبا وسط تحذيرات من كونها رياح "مُهددة للحياة," وهو ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت تنذر بالمزيد من الكوارث المناخية.


اجتاحت عاصفة قوية آتية من المحيط الأطلسي، بريطانيا وأيرلندا يوم أول من أمس، الجمعة 20 فبراير 2022، وتسببت في أضرار كبيرة، ما دفع السلطات إلى إطلاق تحذيرات من أنها تمثل خطرًا على الحياة.

وتسببت العاصفة يونيس في مقتل 13 شخصًا على الأقل في بريطانيا وأيرلندا وهولندا وبلجيكا وألمانيا وبولندا، كما عطَّلت الرحلات الجوية والقطارات والعبَّارات في غرب أوروبا، بحسب ما ورد في موقع فرانس 24. وفي الوقت نفسه تسببت العاصفة في انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 400 ألف منزل في بريطانيا، ونحو 75 ألف منزل في فرنسا.

من أين جاءت العاصفة؟ وما مدى خطورتها وتبعاتها؟

في تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية بتاريخ 18 فبراير 2022، تساءلت عمَّا إذا كانت العاصفة يونيس نتيجة لتغيُّر المناخ، وهل يعني هذا أن نتوقع زيادة في هذه العواصف المدمرة؟ فجاءت إجابة هذين التساؤلين وغيرهما على نحو ما سنعرض لتفاصيل التقرير، فقد تشكلت “يونيس” في وسط المحيط الأطلسي ثم تحركت من جزر الأزور نحو أوروبا، بتأثير التيار النفَّاث. وبلغت سرعة الرياح 177 كم في الساعة، ما دفع مكتب الأرصاد الجوية إلى إطلاق إنذار بالمستوى الأحمر لتنبيه المواطنين بالبقاء في منازلهم، لأن “يونيس” قد تكون الأسوأ منذ عاصفة 1987 المدمرة، التي قتلت 18 شخصًا في يوم واحد.

ولهذا السبب اجتمعت لجنة الطوارئ الحكومية “كوبرا” لكي تبحث الردود المناسبة في مواجهة الدمار المحتمل. وقال العلماء في مكتب الأرصاد الجوية إنه يُحتمل أن تصحب العاصفةَ رياحٌ عاتيةٌ. وأوضح الباحث في جامعة إكستر مات بريستلي، أن هذه عبارة عن مناطق صغيرة من الرياح الشديدة داخل إعصار العاصفة ويصعب التنبؤ بها. وأضاف: “هذه الرياح تصاحب العواصف الشديدة مثل يونيس، وحقيقة أن نطاقها صغير لكن سرعتها مرتفعة جدًّا تجعل التنبؤ بها من الصعوبة بمكان”.

هل يونيس مرتبطة بتغيُّر المناخ؟

قال خبير الأرصاد في شركة ميت ديسك مايكل ديوكس، إن هذا مُحتمل، مضيفًا “رغم صعوبة تحديد تغير المناخ فإن نماذج المناخ تشير إلى زيادة هذه الأنواع من العواصف، مع ارتفاع حرارة الأرض ببطء”. وفي حين يختلف العلماء حول ما إذا كانت العواصف نفسها ستزيد وتشتد قوتها، يتفق معظمهم على أن أزمة المناخ ستجعل آثار هذه العواصف أسوأ. وقالت عالمة المناخ الألمانية فريدريد أوتو، التي تقود جهدًا بحثيًّا حول هذا الشأن، في مبادرة “وورلد ويزر أتريبيوشن“، مبادرة تضم خبراء من معاهد بحثية مختلفة حول العالم: “توجد أدلة قليلة على أن الرياح في هذه العواصف الشتوية ازدادت قوةً بسبب تغيُّر المناخ”.

وفي السياق نفسه قال أستاذ العلوم المناخية بجامعة ريدينج ريتشارد آلان “العواصف نادرة الحدوث مثل يونيس ستضرب الجزر البريطانية في المستقبل، لكن لا توجد أدلة واضحة على أنها ستصبح أكثر تواترًا أو قوةً من ناحية سرعة الرياح”. وأضاف “مع الزيادة في شدة سقوط الأمطار وارتفاع مستوى البحار نتيجة لارتفاع حرارة الكوكب بسبب تغير المناخ ستتفاقم الفيضانات من العواصف الساحلية والفيض الممتد عندما تضربنا هذه العواصف المدمرة النادرة في عالم أكثر دفئًا”.

ربما يعجبك أيضا