«العالم في أسبوع»: تقارب عربي صيني.. واشتباكات حدود هندية.. وتوتر بكوسوفو

شهد هذا الأسبوع تقاربًا عربيًّا صينيًّا غير مسبوق في قمة احتضنتها المملكة العربية السعودية، تزامن معه تصاعد التوتر بين صربيا وكوسوفو.

وفي الأسبوع نفسه، اندلعت احتجاجات في بيرو تندد بعزل رئيسها، وتبادلت الولايات المتحدة وروسيا سجينين أمريكي وروسي، في صفقة عدتها موسكو “استسلامًا أمريكيًّا”، ولم ينته الأسبوع قبل تجدد الاشتباكات الحدودية بين الصين والهند.

تقارب عربي صيني في الرياض

في خضم التوترات المتصاعدة بين واشنطن وبكين، احتضنت العاصمة السعودية، الرياض، هذا الأسبوع، 3 قمم غير مسبوقة مع بكين، “سعودية – صينية” و”خليجية – صينية” و”عربية – صينية“، تزامنًا مع زيارة للرئيس الصيني، شي جين بينج، للمملكة، تمخضت عن تعميق التعاون العربي الصيني.

وفيما أعلنت الدول العربية المشاركة تمسكها بمبدأ “الصين الواحدة”، ودعمها لبكين في حماية سيادتها، معتبرة أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين، أقرت واشنطن بوجود علاقات معقدة تربط حلفاءها وشركاءها مع بكين، مبدية احترامها “قدرة الدول على اتخاذ قرارات سيادية بما يحقق مصالح شعوبها”.

احتجاجات غاضبة في بيرو

شهدت بيرو هذا الأسبوع احتجاجات رافضة لعزل رئيسها، بيدرو كاستيلو، الذي قضى في الحكم 17 شهرًا فقط، ويواجه تهمًا بالفساد والتربح غير المشروع. واستخدمت الشرطة البيروفية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، ومات شابان إثر جروح ناجمة عن طلقات نارية.

وفي محاولة لتهدئة الغضب الشعبي، أعلنت الرئيسة البيروفية الجديدة، دينا بولواريتي، تشكيل حكومة بقيادة المدعي العام، بيدرو أنجولو، واعتزامها تقديم موعد الانتخابات عامين، لتنعقد في إبريل 2024 بدلًا من 2026، مبدية استعدادها للحوار مع القوى السياسة كافة.

تبادل سجينين أمريكي وروسي

لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني جرينر، وتاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت

بوساطة إماراتية وسعودية، أتمت الولايات المتحدة وروسيا هذا الأسبوع صفقة لتبادل سجينين، هما لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني جرينر، المتهمة بحيازة مواد ممنوعة في روسيا، وتاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت، المحكوم عليه بالسجن 25 عامًا في الولايات المتحدة، والملقب بـ”تاجر الموت”.

وبينما أشاد إعلام روسي بالصفقة على اعتبارها “استسلامًا أمريكيًّا”، سخر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من تبادل لاعبة كرة سلة في مقابل رجل مسؤول عن عشرات آلاف الوفيات المروعة، بينما لا يزال جندي البحرية الأمريكية، بول ويلان، محتجزًا بموسكو، واصفًا الصفقة بأنها “إحراج غبي وغير وطني”.

توتر صربي كوسوفي.. ودعوات غربية للتهدئة

دعت دول غربية، بجانب روسيا، لتسوية التوتر بين صربيا وكوسوفو “بوسائل دبلوماسية”، إثر هجمات استهدفت الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي في شمالي جمهورية كوسوفو، تخللتها اشتباكات بين مواطنين صرب وقوات أمن، وذلك على وقع اعتقال ضابط شرطة صربي سابق بالمنطقة ذات الأغلبية الصربية.

التوتر تفاقم على خلفية قرار حكومة بريشتينا، الذي يلزم الصرب بالتخلي عن لوحات سياراتهم، ووضع لوحات كوسوفية مكانها. واحتجاجًا على ذلك، استقال 600 ضابط شرطة بشمالي كوسوفو، إلى جانب رؤساء بلديات وقضاة محليين صرب، قبل التوصل إلى اتفاق بوساطة الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي.

لكن الأعمال العدائية تجددت بعد دعوة لانتخابات مبكرة، في 4 مناطق ذات أغلبية صربية يوم 18 ديسمبر 2022، ما دفع لإرجائها إلى 23 إبريل 2023. وترفض صربيا الاعتراف باستقلال إقليمها السابق، كوسوفو، المعلن في عام 2008، بعد نحو 10 أعوام من الصراع بينهما.

قمة افتراضية لـ «جي 7» حول أوكرانيا

جانب من القمة الافتراضية لمجموعة السبع

عقدت مجموعة السبع (جي 7) قمة افتراضية هذا الأسبوع، شددت فيها على مواصلة دعمها لأوكرانيا في “كفاحها الدفاعي ضد روسيا”، ووعدت بتلبية مطالب الأوكرانيين لتحقيق السلام العادل، وكذلك تبنت مقترح المستشار الألماني، أولاف شولتز، بتأسيس “نادي المناخ”.

وانتقد البيان الختامي للقمة المكرسة لأوكرانيا “الخطاب النووي الروسي غير المسؤول”، متوعدة بعواقب وخيمة إذا استخدمت موسكو أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية، وباستمرار فرض العقوبات حتى ينهي الكرملين الحرب. وقد حث الرئيس الأوكراني على دعم مقترح لعقد قمة عالمية لترسيخ السلام ببلاده.

«باتريوت» الأمريكية إلى أوكرانيا

منظومة “باتريوت” الأمريكية

في تطور لافت، تعتزم الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بمنظومة الدفاع الجوي الأمريكية عالية التقنية “باتريوت“. وبينما لا تزال الخطوة بانتظار موافقة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستين، نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن مسؤول كبير بإدارة الرئيس جو بايدن، لم تذكر اسمه، أن العملية ستجرى خلال أيام.

وعلى مدار الأشهر الماضية، أرسلت واشنطن إلى كييف أنظمة دفاع أرض-جو متوسطة المدى، إلا أنها كانت محدودة الفاعلية. وتعد “باتريوت” إحدى أكثر الأنظمة فاعلية ضد الصواريخ البالستية وصواريخ “كروز”، ويستخدمها حلفاء للولايات المتحدة بأوروبا الشرقية والخليج.

اشتباكات حدودية جديدة بين الصين والهند

اشتباكات حدودية بين الصين والهند

اندلعت اشتباكات حدودية جديدة بين القوات الهندية والصينية، مسفرة عن إصابة جنود بجروح طفيفة من كلا الجانبين. ووقعت المواجهات هذا الأسبوع في قطاع تاوانج، بولاية أروناتشال براديش، شمال شرقي الهند، التي تطالب بها الصين وتحدها من الجنوب.

وقال وزير الدفاع الهندي إن جنودًا تابعين لجيشه اشتبكوا مع قوات صينية حاولت عبور خط السيطرة الفعلية، وتغيير الوضع القائم بطريقة أحادية. وفي المقابل، زعم متحدث لجيش التحرير الشعبي الصيني، أن قوات هندية عبرت ذلك الخط “بطريقة غير قانونية”، لمنع دورية روتينية لقوات حرس الحدود الصينية.

وأقامت بكين ونيودلهي “خط السيطرة الفعلية” بعد حرب على مناطق حدودية عام 1962، لكن تلك الحدود الممتدة بطول 3 آلاف و800 كيلومتر، لم تخضع لترسيم جيد بسبب وجود أنهار وبحيرات وقمم ثلجية، ولذلك يتقابل الجنود من الجانبين وجهًا لوجه في عدة نقاط.