العبور الثاني للمصريين.. “أنفاق قناة السويس” شريان حياة وتنمية

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

على مدى عقود كانت حركة النقل من وإلى سيناء شبه معقدة وتمثل حالة من المعاناة اليومية لآلاف المواطنين والبضائع، حيث كانت تعتمد بشكل أساسي على معديات قناة السويس وكوبري السلام ونفق الشهيد أحمد حمدي، إلا أن جاءت فكرة إنشاء 6 أنفاق مائية، فكانت بمثابة شرايين حياة جديدة لهم، واختصرت حركة النقل إلى 20 دقيقة فقط بعد ما كان العبور قد يصل إلى بضعة أيام.

من المقرر أن يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، غدًا الأحد، تلك الأنفاق أسفل المجرى الملاحي لقناة السويس ضمن المشروعات القومية التي يفتتحها بالإسماعيلية، والتي وصفها وزير النقل المهندس كامل الوزير، بأنها بمثابة العبور الثاني للمصريين بعد تحطيم خط برليف المنيع، معلنًا بدء عملية تنمية شبة جزيرة سيناء وتحويلها إلى عاصمة مصر الاقتصادية.

تنقسم أنفاق قناة السويس إلى مجموعتين:

الأولى هي مجموعة أنفاق شمال الإسماعيلية

وتم التعاقد مع تحالف شركتي “بتروجت- كونكورد” للتنفيذ، ويتكون المشروع من نفقي سيارات “كل نفق يخدم اتجاها مروريا واحدا” تمر أسفل قناة السويس بشمال الإسماعيلية علامة الـ كم 73٬250 ترقيم قناة، وإجمالي طول النفق الواحد 5820م “4830م، وباستخدام ماكينات الحفر TBM- 990م باستخدام الحفر المكشوف”، متضمنة “عدد 4 آبار للصيانة، تشمل عدد 2 بيارة تهوية في كل بيارة صيانة”، عدد 4 ممرات هروب عرضية، “يتم ربط النفقين بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة كل 1000م من طول النفق، والتي تستخدم في عمليات إخلاء الأفراد فى حالات الطوارئ”.

وتم إنشاء مصنع إنتاج الحلقات الخرسانية على مساحة 14500م2 بطاقة إنتاجية قصوى 15 حلقة/ يوم ومنطقة لتخزين المنتج على مساحة 25900م2 تكفي لتخزين 928 حلقة خرسانية، وتتكون الحلقة الخرسانية الواحدة من “9 قطع SEGMENTS” بإجمالي كمية 45م3 خرسانة و4٬5 طن حديد “إجمالي وزن الحلقة 112 طنا”.

أما المجموعة الثانية فهي أنفاق جنوب بورسعيد

تم التعاقد مع تحالف شركتي “أوراسكوم- المقاولون العرب” للتنفيذ، ويتكون المشروع من نفقي سيارات “كل نفق يخدم اتجاها مروريا واحدا” تمر أسفل قناة السويس بجنوب بورسعيد علامة الـ كم 19٬150 ترقيم قناة.

إجمالي طول النفق الواحد 3920م “2851م باستخدام ماكينات الحفر، TBM- 1069م باستخدام الحفر المكشوف” متضمنة “عدد 4 آبار للصيانة، تشمل عدد 2 بيارة تهوية، فى كل بيارة صيانة عدد 4 ممرات هروب عرضية” يتم ربط النفقين بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة كل 1000م من طول، النفق والتي تستخدم في عمليات اخلاء الافراد في حالات الطوارئ.

كما تم إنشاء مصنع إنتاج الحلقات الخرسانية على مساحة 10000م2 بطاقة إنتاجية قصوى 15 حلقة/ يوم، ومنطقة لتخزين المنتج على مساحة 20310م2 تكفي لتخزين 700 حلقة خرسانية.

بداية الحلم

مع وصول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى رئاسة الجمهورية في منتصف ٢٠١٤، أراد القضاء على هذه المعاناة بشكل نهائي، فأصدر تكليف رسمي للهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع ٤ شركات وطنية لتنفيذ الأنفاق الستة، وتم تدبير ماكينات الحفر لتكون مملوكة للقوات المسلحة لترشيد تكلفة التنفيذ.

وقامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بدراسة ومقارنة مواصفات جميع ماكينات حفر الأنفاق المستخدمة عالميًا حتى وقع الاختيار على الشركة الألمانية “هنركرشت”، وتم مفاوضة الشركة لتخفيض التكلفة بنسبة ٢٥٪ وتم التعاقد مع الشركة على تصنيع وتوريد عدد ٤ ماكينات حفر أنفاق كاملة بالمعدات المساعدة “مصنعي الحلقات الخرسانية – مصنعي تسليح الحلقات الخرسانية – محطتي توليد الطاقة – محطتي فصل وتنقية البنتونيت- محطتي خلط الخرسانة- محطتي الهواء المضغوط- محطتي خلط مادة الحقن”، وتدريب نحو ٤٠ مهندسًا.

وفي فبراير ٢٠١٥، تم استلام موقع العمل وتوالى وصول ماكينات حفر الأنفاق اعتبارًا من نوفمبر ٢٠١٥ حتى مارس ٢٠١٦، وتم تجميعها بمواقع العمل بأيدي المهندسين والفنيين والعمال المصريين بإشراف الشركة الألمانية على عملية تركيب وقيادة الماكينات أثناء أعمال الحفر لمسافة ١٠٠ متر حيث بدأ الحفر في يونيو ٢٠١٦ باستخدام الماكينات بسواعد مصرية ١٠٠٪ وتم التعاقد مع شركات عالمية لتقديم الاستشارات الفنية.

اشتملت أعمال التنفيذ -بحسب صحيفة “أخبار اليوم”- بكل موقع على مصنعين لإنتاج الحلقات الخرسانية لتصنيع حلقات تبطين جسم النفق، ومصنعي تسليح الحلقات الخرسانية، ومحطتي توليد الطاقة “قدرة المحطة 18 ميجا وات” ومحطتي فصل وتنقية البنتونيت “قدرة المحطة 2800م3/ ساعة” ومحطتي خلط الخرسانة ومحطتي الهواء المضغوط “قدرة 11 بار” ومحطتي خلط مادة الحقن “قدرة المحطة إنتاج 30م3/ ساعة من الجروات” بالإضافة إلى خزانات مياه “عدد 4 خزانات كل سعة 6000م3”.

ربما يعجبك أيضا