«سيادة العراق خط أحمر».. قراءة في وعود الكاظمي

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

بين تحذيرات إيران للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أي «مغامرة» قبل مغادرته البيت الأبيض، وبين تهديد ترامب بأنه سيحمّل «إيران المسؤولية» في حال شن هجوم يتسبب بمقتل أمريكيين في العراق. وفي ظل الهجوم الأخير على السفارة الأمريكية في العراق، وصولا إلى تهديدات ميلشيا «عصائب أهل الحق» الموالية لطهران، بتفجير الوضع في البلاد، يبرز السؤال الأهم، أين هو العراق مما يجري بين أمريكا وإيران على أراضيه؟

سيادة العراق خط أحمر !

يتساءل العراقيون حول مفهوم السيادة بالنسبة لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، التي اعتبرها في خطابه الأول فور تنصيبه رئيسا للحكومة قبل أشهر، بأنها «خط أحمر» فيما تعبث ميلشيات إيران بأمن واستقرار البلاد، واللعب بالنار عبر استهداف مصالح أمريكا وسفارتها بالعراق.

رغم إدانة واستنكار الحكومة العراقية، للهجوم الأخير على السفارة الأمريكية، وخروج الكاظمي للتأكيد أكثر من مرة عبر شاشات التليفزيون، ومن خلال جولات ميدانية في الشارع العراقي، بأن الوضع آمن وتحت السيطرة، لا يزال المواطن العراقي يشعر بأن القرار العراقي ليس بيد أبنائه كما تعهد الكاظمي.

العراق ساحة صراع

وهو ما يؤكده، حديث زياد عرار، المحلل السياسي، بقوله إن العراق ساحة الصراع بين الطرفين، وأن التهديد الأمريكي حقيقي، وأن هناك رغبة أكيدة بضربة أمريكية متوقعة لطهران.

ربما تتسق هذه التوقعات، مع تصريحات، مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية بأن الرئيس دونالد ترامب كان واضحا بشأن تحميل إيران مسؤولية مقتل أي جندي أمريكي، واصفا ذلك بالخط الأحمر.

وأضاف أوبراين أن ترامب ما يزال رئيسا حتى العشرين من يناير كانون الثاني، وستكون إيران «مغفلة» إذا أرادت اختبار نيته في هذه المسألة، حسب تعبيره.

الموقف العراقي «جريء» ولكن !

قدرة العراق إذن على اتخاذ القرار بين واشنطن وطهران، ليست كافية، وأن محور السلاح الموجود في العراق، ما بين الوجود الأمريكي، والسلاح الإيراني في أيدي ميلشياتها بالعراق، بحسب «زياد عرار». مضيفا أن العراق لا يمتلك أكثر من الإجراءات التي قام بها في السابق.

آخر هذه التحديات للحكومة العراقية، كانت تهديدات ميلشيا «عصائب أهل الحق» التي يتزعمها قيس الخزعلي، الموالية لطهران، باستهداف من وصفوهم بـ«عملاء أمريكا».

رغم خروج الكاظمي للتأكيد بأن «أمن العراق أمانة في الأعناق»، وأن قيادة العراق لن تخضع للمغامرات أو الاجتهادات. إلا أنه اعترف بأن « ثقة الشعب والأجهزة الأمنية والجيش بالدولة اهتزت بفعل مغامرات الخارجين على القانون». وعادة ما تستخدم الأجهزة الأمنية العراقية عبارة «خارجين عن القانون» للإشارة إلى الميلشيات الخاضعة لسيطرة إيران.

فعلاقة الكاظمي بالميلشيات التي توصف بالولائية في العراق – نسبة إلى ولائها لإيران – شابها الكثير من التوتر والمواجهات، ورغم تحركات الكاظمي «الجريئة» في بعض الأحيان تجاه هذه الميلشيات، لكنها سرعت ما خيبت آمال العراقيين، وأبرزت القوة الحقيقية الحاكمة في البلاد عبر السلاح واستهداف مصالح أمريكا في البلاد.

ربما يعجبك أيضا