العراق.. قوى «الإطار» تفشل في تشكيل الحكومة والصدر يحرك ورقة «المستقلين»

محمود سعيد

تطالب قوى الإطار التنسيقي بحكومة عراقية توافقية تشارك فيها جميع القوى السياسية داخل البرلمان على غرار الدورات السابقة.


تمر الدولة العراقية بأزمة سياسية حادة بسبب الخلافات بين التحالف الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوى والأحزاب الرئيسة في العراق حول تشكيل الحكومة.

الكتلة الصدرية الشيعية تصدرت الانتخابات البرلمانية بـ73 من أصل 329 مقعدًا، واتحدت مع تحالف “السيادة” السني بـ71 مقعدًا، والحزب الديمقراطي الكردستاني، رابع أكبر كتلة برلمانية، لكن قوى الإطار التنسيقي المقربة من إيران رفضت تشكيل التحالف الثلاثي للحكومة.

الصدر يدعو المستقلين إلى حل أزمة تشكيل الحكومة

دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، النواب المستقلين إلى إنهاء الأزمة السياسية، عبر تشكيل حكومة جديدة خلال 15 يومًا، وقال: إن “تحالف إنقاذ الوطن، هو أكبر كتلة برلمانية وراعي الأغلبية الوطنية.. لكنه وبسبب قرار القضاء العراقي بتفعيل الثلث المعطل تأخر في تشكيل حكومة الأغلبية”.

 

وتابع: إن “الطرف الثاني، وهو الإطار التنسيقي الداعي إلى حكومة التوافق، فشل بتشكيل الحكومة التوافقية بعد أن أعطيناه مهلة الـ40 يومًا”، داعيًا النواب المستقلين إلى “تشكيل تكتل مستقل منهم، لا يقل عن الـ40 فردًا، بعيدًا عن الإطار التنسيقي، والالتحاق بالتحالف الأكبر (تحالف إنقاذ وطن) ليشكلوا حكومة مستقلة”.

وتابع: “سيصوت التحالف الأكبر على حكومتهم (المستقلون)، بما فيهم الكتلة الصدرية، وبالتوافق مع سُنّة وأكراد التحالف، ولن يكون للتيار الصدري مشاركة في وزرائها، على أن يكون ذلك في مدة أقصاها 15 يومًا”.

“الإطار التنسيقي” يناور الصدر

تحالف “الإطار التنسيقي” في العراق، أعلن، سريعًا قبل انتهاء المهلة الصدرية، تبنيه مبادرة لإنهاء أزمة تشكيل الحكومة الجديدة، تتضمن “دعوة جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة الحوار ومناقشة الحلول والمعالجات من دون شروط أو قيود مسبقة”.

وتطالب قوى الإطار التنسيقي بحكومة توافقية تشارك فيها جميع القوى السياسية داخل البرلمان على غرار الدورات السابقة، ويضم الإطار “ائتلاف دولة القانون”، و”تحالف قوى الدولة”، و”تحالف النصر”، و”تحالف الفتح” الذي  يضم فصائل الحشد، وحركة “عطاء”، و”حزب الفضيلة”.

وأضاف، في بيان، أن “منصب رئيس الجمهورية يحتل موقعًا معنويًّا هامًّا لذا ينبغي أن يتصف شخص رئيس الجمهورية بالكفاءة والإخلاص وحسن السيرة والسلوك”.

الإطار والمناصب الرئيسية

في ما يتعلق بمنصب رئيس الوزراء قالت قوى الإطار: إنه “يجب الحفاظ على حق المكون الأكبر مجتمعيًَّا من خلال كتل المكون الأكبر المتحالفة لتكوين الكتلة الأكثر عددًا ومن ثم الاتفاق على ترشيح رئيس مجلس الوزراء القادم”.

وطالبت بضرورة أن تتحمل “القوى المشاركة في الحكومة منها مسؤولية فشله (رئيس الوزراء) ونجاحه ومحاسبته”. وأنه “سيشكل لجنة تفاوضية لبدء الحوار مع الفرقاء السياسيين، لوضع هذه المبادرة موضع التنفيذ”.

ويتنافس 59 مرشحًا لهذا المنصب، أبرزهم مرشحا حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، برهم صالح، والحزب الديمقراطي الكردستاني، ريبر أحمد، ويحظى صالح بتأييد “الإطار التنسيقي”، ويلقى أحمد دعم تحالف “إنقاذ وطن” (175 مقعدًا).

رؤية عراقية

يرى الباحث والمحلل السياسي العراقي، نظير الكندوري، أن “مبادرة الحكيم طائفية بامتياز”، يريد من خلالها ترسيخ الطائفية في المجتمع العراقي بعد أن رفضها العراقيون.

وعن مستقبل العراق، أوضح الكندوري أنه لا حلول ممكنة لهذا النظام السياسي “من الفشل الذي يعيشه”، وأن “فرص فشله أكبر بكثير من فرص نجاحه أو استمراره، إلا إذا قاموا بافتعال أزمة أمنية أو فتنة طائفية” لغرض مد عمر هذا النظام.

 

 

ربما يعجبك أيضا