«اختبار جديد».. ماذا تخبرنا البيانات عن العلاقات الاقتصادية الأمريكية السعودية؟ «تفاعلي»

منه عبد الرازق
العلاقات الاقتصادية الأمريكية السعودية

تخبرنا الأرقام الرسمية وتحليل البيانات أن العلاقات الاقتصادية الأمريكية السعودية ظلت جامدة خلال عقد من الزمان، ولكن للحرب والحاجة رأيًا آخر.. نظرة على أرقام الاستثمارات بين البلدين.


بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية علاقات سياسية قد يخيم عليها التوتر أحيانًا، ولكنها قوية وراسخة بين البلدين على مدار العقود الماضية.

ومؤخرًا، أوجدت الحرب الروسية الأوكرانية، التي بدأت أواخر فبراير الماضي، متغيرًا جديدًا في علاقة الرياض وواشنطن، مع تزايد ارتفاع أسعار النفط عالميًّا، وارتفاع حاجة الغرب إلى نفط المملكة، لتعويض إمدادات روسيا التي توقفت مقابل حزم العقوبات التي تتوالى عليها.. فماذا تقول البيانات؟

العلاقات الاقتصادية الأمريكية السعودية

تشابك العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة يظهر عبر تحليل بيانات التجارة والاستثمار بين البلدين خلال 10 سنوات، استنادًا إلى قواعد بيانات لمكتب التحليل الاقتصادي الحكومي الأمريكي، التابع لغرفة التجارة الأمريكية. وتخبرنا الأرقام أنها لم تتغير إلا قليلًا في السنوات القليلة الماضية.

وظل الاستثمار الأجنبي المباشر الأمريكي في السعودية لا يتغير إلا طفيفًا من حيث حجم الاستثمارات طوال السنوات من 2012 إلى 2020، وكانت الزيادة 2% فقط بين عامي 2019 و2020، إذ تراوحت من 8 إلى 11 مليار دولار سنويًّا.

الاستثمار المتبادل بين السعودية وأمريكا

في عام 2020 بلغت قيمة الاستثمارات الأمريكية في الشرق الأوسط 90.124  مليار دولار، منها أكثر من 11.6 مليار دولار في السعودية، أي نحو 13%، تتركز في استثمارات الشركات القابضة غير المصرفية وتجارة الجملة والتعدين، فضلًا عن الاستثمار الأمريكي المباشر في المملكة.

أما إجمالي الاستثمارات السعودية في أمريكا، فاحتل نحو 14.7% من إجمالي استثمارات دول الشرق الأوسط في الولايات المتحدة. وبلغ إجمالي استثمارات الشرق الأوسط 42.497 مليار دولار، منها 6.262  مليار دولار استثمارات سعودية. وانخفض هذا الحجم 14% مقارنة بعام 2019، إذ ترواح حجم الاستثمار من 6 إلى 8 مليارات دولار، خلال السنوات الـ4 السابقة، أي من 2017 إلى 2020.

 

 

 

استثمارات السندات وأذون الخزانة والخدمات

في فبراير من العام الحالي 2022، استثمرت 11 دولة عربية في 3.4% إجمالي حجم الاستثمارات من السندات وأذون الخزانة الأمريكية، احتلت السعودية النصيب الأكبر بين الدول العربية الـ11 بـ45%، بقيمة 116.7 مليار دولار.

في المقابل، بلغت مبيعات شركات الخدمات المملوكة للولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية 4.3 مليار دولار، في عام 2017 (أحدث البيانات المتاحة) في حين أن بلغت مبيعات شركات الخدمات المملوكة للسعودية في الولايات المتحدة  1.9 مليار دولار، وفقًا لمكتب الممثل التجاري الأمريكي.

الشركات متعددة الجنسيات بين السعودية وأمريكا

وصلت قيمة أصول الشركات السعودية متعددة الجنسيات في أمريكا إلى 26.533 مليار دولار في 2019، ما يعادل أكثر من 10% من إجمالي أصول الشركات المملوكة لدول الشرق الأوسط. وزادت قيمة الأصول 12% مقارنة بعام 2018، وهذه أكبر نسبة نمو منذ عام 2012.

ووصلت قيمة أصول الشركات الأمريكية في السعودية إلى 29.629 مليار دولار في 2019، ما يعادل 12.6% من إجمالي أصول الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات في الشرق الأوسط، وزادت قيمة أصول هذه الشركات في السعودية 14% عام 2019 مقارنة بعام 2018، وهذه أكبر نسبة نمو في 8 سنوات.

 

 

 التبادل التجاري.. الطائرات والمركبات أبرز السلع

بلغت نسبة الصادرات الأمريكية إلى السعودية نحو 25% من إجمالي صادرات أمريكا إلى الشرق الأوسط، بقيمة 21.366 مليار دولار، في 2021. ووصل أعلى حجم للصادرات خلال عقد من الزمن إلى 28 مليار دولار عام 2015، وظلت نسب النمو في الصادرات لا تتغير كثيرًا في السنوات الـ5 الماضية، وتراوحت بين 25 و21 مليار دولار سنويًّا.

واحتلت المملكة العربية السعودية المرتبة 23 في قائمة أكبر أسواق المستوردة للسلع من أمريكا في عام 2019، وشملت قائمة أبرز أنواع السلع الواردة الطائرات (2.6 مليار دولار) والمركبات (2.0 مليار دولار) والآلات (2.0 مليار دولار) والأسلحة والذخيرة (1.6 مليار دولار) والآلات الكهربائية (835 مليون دولار) وفق مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة.

وبلغت قيمة صادرات الولايات المتحدة من المنتجات الزراعية إلى المملكة العربية السعودية 1.3 مليار دولار في عام 2019، وهي ثاني أكبر سوق للصادرات الزراعية، وكانت الصادرات الأبرز (141 مليون دولار) والجوز (128 مليون دولار) والذرة (110 ملايين دولار) والأرز (98 مليون دولار) والزيوت النباتية مثل فول الصويا (87 مليون دولار).

 

انخفاض الصادرات السعودية

عام 2012 كانت السعودية تحتل قمة الدول المصدرة إلى أمريكا، بقيمة 56.755 مليار دولار، لكن حجم الصادرات انخفض تدريجيًّا خلال السنوات الـ9 السابقة حتى وصل إلى بقيمة 14.959 مليار دولار في 2021، أي بانخفاض 74% مقارنة بعام 2012، وفق بيانات لمكتب التحليل الاقتصادي الحكومي الأمريكي.

ويشير مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة إلى أن السلع السعودة المصدرة إلى الولايات المتحدة في عام 2019 هي الوقود المعدني (12 مليار دولار) والألمنيوم (295 مليون دولار) والعائدات الخاصة الأخرى (258 مليون دولار) والأسمدة (231 مليون دولار) والمواد الكيميائية العضوية (183 مليون دولار).

واردات أمريكا الزراعية من السعودية

بلغت قيمة واردات الولايات المتحدة من المنتجات الزراعية السعودية 7 ملايين دولار في عام 2019، وشملت الفئات الرئيسة الفواكه والخضراوات المصنعة (3 ملايين دولار) والأطعمة الخفيفة (898 ألف دولار) والنبيذ والبيرة (219 ألف دولار) وعصائر الفاكهة والخضراوات (147 ألف دولار) والقهوة المحمصة وسريعة التحضير (108 آلاف دولار).

أما قيمة واردات الولايات المتحدة من الخدمات من المملكة العربية السعودية تقدر بنحو 1.5 مليار دولار في عام  2019، كانت أهم هذه الخدمات  في قطاعات السفر والخدمات المالية والنقل.

ربما يعجبك أيضا