العملية العسكرية التركية بشمال سوريا.. هل دقت ساعة الصفر؟

محمود طلعت

تهدد تركيا منذ أسابيع بشن هجوم جديد على قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمال سوريا، بهدف إقامة منطقة آمنة على حدودها الجنوبية


تواصل أنقرة استعداداتها لشن عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرات عدة، بهدف استكمال إنشاء ما يعرف بمناطق آمنة على طول الحدود الجنوبية لتركيا مع سوريا.

أردوغان وفي تصريحات سابقة، حدد أولويات العملية العسكرية المرتقبة، والمتمثلة في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ووحدات حماية الشعب الكردية، ولفت إلى بدء العملية بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن.

مستجدات العملية العسكرية التركية

قبل يومين، وصلت تعزيزات عسكرية للجيش التركي تضم دبابات ومدفعية وناقلات جنود، إلى خطوط التماس مع منطقة تل رفعت بريف حلب الشمالي وجبهة منبج شرقي حلب، حسب ما أعلن قائد عسكري في الجيش السوري المعارض الموالي لتركيا.

وأشار في تصريح له، اليوم الأحد 3 يوليو 2022، إلى أن تعليمات قيادة أركان الجيش السوري صدرت أمس برفع الجاهزية القتالية لكافة الفصائل على خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب والرقة والحسكة بانتظار ساعة الصفر، وفقًا لموقع أحوال تركية.

عملية عسكرية “خاطفة وسريعة”

وصف القائد العسكري السوري العملية التركية في شمال السوري بأنها ستكون خاطفة وسريعة، وقال: “نعلم أن أغلب عناصر قوات قسد هم من المكون العربي وهؤلاء سوف يقفون إلى جانب أهلهم ويريدون الخلاص من حكم عناصر حزب العمال الكردستاني”.

وكشفت مصادر في المعارضة السورية أن تركيا استوفت كل الشروط لتنفيذ عملية عسكرية في شمال سوريا تكون بدايتها من منطقتي تل رفعت ومنبج في ريف حلب الشمالي والشرقي، وربما تنطلق العملية العسكرية في أي لحظة.

استهداف نقطة عسكرية في تل رفعت

استهدفت طائرة مسيرة تركية، الأحد 3 يوليو، نقطة عسكرية تابعة للنظام السوري بمدينة تل رفعت بريف حلب، ما تسبب في إصابة عنصرين من قوات النظام السوري.

وذكرت المصادر أن النقطة العسكرية المستهدفة هي ما يعرف بـ”مستودع الجمعية الفلاحية”، والذي سيطرت عليه قوات النظام السوري قبل نحو 3 سنوات، حسبما أورد موقع تلفزيون سوريا.

العملية العسكرية التركية في سوريا

تشكّل منطقتا تل رفعت ومنبج اللتان تريد تركيا التوغل فيهما جزءًا من “منطقة آمنة” بعرض 30 كيلومترًا تريد أنقرة إقامتها على طول الحدود التركية السورية. واعترضت دمشق بشدة على إقامة منطقة كهذه.

وتتمركز قوات النظام السوري إلى جانب “قسد” بمدينة تل رفعت في نقاط عدة، وشهدت المنطقة تواجدًا للقوات الروسية في محاولة لمنع عملية عسكرية تركية على المنطقة، وفقًا لوسائل إعلام سورية.

رفض أمريكي روسي للعملية التركية

قالت رئيسة مجلس سوريا الديمقراطية أمينة عمر، إن استهداف أنقرة للشمال السوري هدفه النيل من “تجربة الإدارة الذاتية” شرقي الفرات، مشيرة إلى رفض واشنطن وموسكو لأي عملية تركية داخل الأراضي السورية، وفقًا لصحيفة الشرق الأوسط.

وأضافت أن تركيا تستفيد من الظروف الدولية الراهنة وتستغل التناقضات بهدف فرض وقائع معينة على الأرض، معتبرة أن أي عملية تشنها تركيا تهدد بإمكان حدوث فوضى وعودة داعش للتوسع مجددًا.

إيران تعرض وساطة لمنع الغزو التركي

دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى إجراء حوار بين مسؤولين أمنيين أتراك ومسؤولين أمنيين في نظام الأسد، عقب الاستعدادات التركية لشن عمل عسكري شمال شرقي سوريا.

وقال الوزير الإيراني خلال لقائه وزير خارجية النظام فيصل المقداد في دمشق، أمس السبت 2 يوليو، إن بلاده تعد أي تدخل أجنبي أمرًا غير صائب وغير صحيح وهو عنصر يعقد الأوضاع، مشددًا على معارضة طهران لأي عمل عسكري خارجي في سوريا.

ربما يعجبك أيضا