العمل من المنزل.. “كورونا” يدخل العالم الحجر الصحي

حسام عيد – محلل اقتصادي

مع انتشار فيروس كورونا في أكثر من 60 دولة حول العالم، بات العمل من المنزل هو خيار للكثير من أصحاب الشركات والموظفين وذلك في محاولة لاحتواء هذا الفيروس المميت والمساهمة في تخفيض مستويات تمدده وانتشاره.

أمر أعطى الدعم بالنسبة لبعض الشركات التي تساهم في بيئة العمل من المنزل.

العمل من المنزل

مديرة المركز الوطني الأمريكي للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي، نانسي ميسونييه، قالت إن الشركات يجب أن تكون جاهزة لاستبدال الاجتماعات الشخصية بالاجتماعات عبر الهاتف أو الفيديو.

وبالتالي هي تشير إلى العمل من المنزل في محاولة لاحتواء هذا الفيروس بسرعة أكبر.

فيما ارتفع عدد الشركات الأمريكية المدرجة والتي قامت بالسماح لموظفيها بالعمل من المنزل بدلًا من العمل بالمكاتب الخاصة بالشركة لقرابة 70 شركة من مستويات كانت لا تتعدى الـ 10 شركات في عام 2019.

وبالتالي لم تجد الشركات نفسها أمام العديد من الخيارات سوى السماح للموظفين بهذا بسبب الأوضاع التي تعتبر قوة قاهرة سواء لأصحاب الشركات أو حتى بالنسبة للموظفين.

إقبال على تطبيقات التواصل عن بعد

ولكن هذا أعطى الدعم بالنسبة لبعض الشركات والتطبيقات التي تقوم بتسهيل فكرة العمل من المنزل.

وبالنظر إلى التحميلات الأسبوعية الخاصة بتطبيقات الأعمال والتعليم، نجد تسارع وتيرة المكاسب ومستويات التحميل إلى 30 مليون خلال شهر فبراير الماضي.

وهنا نتحدث عن تطبيقات مثل tencent talk ؛ والذي ارتفع مستويات التحميل عليه من 250 ألف إلى 6 ملايين تحميل، بأكثر من 2300%.

وأيضا زادت مستويات التحميل على تطبيق ding talk بأكثر من 1500%، وكذلك lark  بـ 6000%، وتطبيق wechat work بأكثر من 700%.

كل هذه التطبيقات التي تساهم في عمل الاجتماعات والمكالمات الهاتفية ما بين مقر العمل ومنزل الموظف ارتفعت بشكل كبير نسب تحميلها واستخدامها.

إنقاذ سهم zoom

وبالتالي هذا أثر أيضًا على واحدة من الأسهم التي تراقبها شركات ومراكز الأبحاث المالية، وهو سهم شركة zoom الذي تعرض لضغوط كبيرة في العام 2019، ليتعافى بشكل كبير وسريع ومكاسب بأكثر من 530% في العام 2020، وذلك على خلفية استخدام هذا التطبيق بشكل أكبر من قبل الموظفين منذ بداية فبراير.

وارتفعت مستويات تحميل تطبيق zoom بأكثر من 90%، وزادت مدة الاستخدام 17%. وحتى أعداد المستخدمين ارتفعت إلى 2.2 مليون حتى 24 فبراير الماضي، مقارنة بـ 640 ألف مستخدم في 2019.

والتوقعات بالنسبة للعام 2020، هو أن أعداد المستخدمين قد يتضاعف بأكثر من 20 مرة وذلك على خلفية استفادته من انتشار فيروس كورونا، وتوجه الشركات والموظفين للعمل من المنزل وليس المكاتب.

تطبيقات الإنترنت المستفيدة

هناك أيضًا تطبيقات تعليمية، وخصوصًا مع توجه العديد من الحكومات حول العالم لتعطيل الدراسة في المدارس وبالتالي ارتفاع مستويات التحميل لهذا النوع من التطبيقات، فما يقرب من 6آلاف مدرس يستخدم تطبيق ding talk في الصين، و50 مليون طالب.

وحتى بالنسبة للتطبيقات الترفيهية مثل Netflix، Weibo.com، YouTube، prime video، ازدادت نسب مشاهدتها بشكل أكبر، وخصوصًا مع توجه العديد من الدول بعمل الحجر الصحي الداخلي، الأمر الذي وجه الناس إلى متابعة البرامج الترفيهية بشكل أكبر، وكذلك التوجه لتطبيقات توصيل الطعام بشكل أسرع.

وبالتالي يبدو أن مصائب قوم عند قوم فوائد؛ وهذا ما شاهدناه في ظل استفادة بعض الشركات وبعض الأسهم من انتشار فيروس كورونا حول العالم.

ربما يعجبك أيضا