العنف بالضفة الغربية يزيد نار الصراع في الشرق الأوسط

شيماء مصطفى
فلسطين.. مقتل 4 إسرائيليين

تتصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية التي شهدت نشوب اشتباكات دموية في جنين وإطلاق نار من فلسطينيين قرب مستوطنة يهودية أسقط قتلى.

ونفذ مستوطنون غاضبون هجمات على قرى فلسطينية واستخدام إسرائيل للقوة الجوية ضد مسلحين في تحرك غير معهود… وفي ما يلي لمحة عن الصراع في الضفة الغربية.

صراع تاريخي

كانت الضفة الغربية، بما في ذلك البلدة القديمة في القدس، جزءًا من فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني حتى عام 1948، عندما سيطرت عليها إمارة شرق الأردن وقتها، خلال حرب بين إسرائيل المعلنة حديثًا كدولة في ذلك الوقت وبين الدول العربية.

اقرأ أيضًا: الاحتلال الإسرائيلي يحرم 5000 أسير فلسطيني من مشاركة عائلاتهم العيد

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية خلال حرب عام 1967. وضمت إسرائيل القدس والحزام المحيط بها من الضفة الغربية في خطوة لم تحظ أبدًا باعتراف دولي، وفق تقرير لوكالة أنباء رويترز، اليوم الخميس 29 يونيو 2023.

حكم ذاتي

في عام 1994، تأسست السلطة الفلسطينية بموجب اتفاقيات سلام مؤقتة، ما منح الفلسطينيين حكمًا ذاتيًّا محدودًا. وواصلت إسرائيل احتلال الضفة الغربية.

اقرأ أيضًا: «الرئاسة» الفلسطينية: قيام دولة مستقلة الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار

وتدير السلطة الفلسطينية الشؤون المدنية والأمنية في البلدات والمدن الفلسطينية الرئيسة. والمناطق التي تديرها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية محاطة بمناطق تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة تبلغ أكثر من 60% منها وتعرف باسم “المنطقة ج”.

السكان

باستثناء المناطق الإسرائيلية في القدس الشرقية، يقطن الضفة الغربية حوالي 3 ملايين فلسطيني، نحو ثلثهم من النازحين لأنهم أو أسلافهم أجبروا على الفرار من ديارهم في حرب عام 1948.

ووفقًا لمنظمة السلام الآن الإسرائيلية المعنية بمراقبة النشاط الاستيطاني، زاد عدد المستوطنين اليهود إلى حوالي 465400 يعيشون في 132 مستوطنة أقرتها الحكومة، و146 بؤرة استيطانية لا تحظى بموافقة رسمية.

استيطان

وافقت الحكومة الائتلافية الإسرائيلية التي تضم أحزابًا قومية ودينية هذ العام على إنشاء آلاف الوحدات السكنية الإضافية للمستوطنين اليهود.

اقرأ أيضًا: مستوطنون إسرائيليون يحرقون منازل فلسطينية في رام الله

وتحد قيود عديدة قدرة الفلسطينيين على التنقل والبناء. ففي عام 2022، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 781 بناية فلسطينية هُدمت في المنطقة (ج) ويكون السبب في العادة عدم الحصول على تصاريح إسرائيلية يكاد يكون من المستحيل الحصول عليها.

رؤى متضاربة

الضفة الغربية في جوهر تطلعات الفلسطينيين لتأسيس دولة تشمل قطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية. لكن عملية السلام مصابة بالجمود التام منذ فترة طويلة.

وبالنسبة إلى إسرائيل، تمثل الضفة الغربية أهمية استراتيجية ودينية. وهي معروفة في إسرائيل بيهودا والسامرة وبها مواقع ذكرت في التوراة وهو عامل جذب للاستيطان.

اقرأ أيضًا: فلسطين: جرائم اليمين ومستوطنيه تستحضر النكبة لشرعنة ضم الضفة الغربية

وفي عام 2019، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خططًا لضم أجزاء من الضفة الغربية. لكن إسرائيل علقت مثل هذه الخطوات بموجب اتفاق تطبيع للعلاقات مع الإمارات في 2020. ويقول الفلسطينيون إن المستوطنات اليهودية تقوض حل الدولتين.

عنف

شهدت الضفة الغربية اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987، وعرفت بمواجهات رشق خلالها فلسطينيون جنودًا إسرائيليين بالحجارة. وكانت مسرحًا للانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000 وتحولت إلى نزاع مسلح.

وبدأت إسرائيل في بناء جدار عازل خرساني يستقطع أجزاء من الضفة الغربية عام 2002 وقالت إنها تهدف ببنائه إلى وقف التفجيرات الانتحارية. وبالنسبة إلى الفلسطينيين، هذا الجدار الذي يقع معظمه داخل الضفة الغربية يصل إلى حد الاستيلاء الفعلي على الأرض.

مواجهات

زادت المواجهات بين المستوطنين اليهود والفلسطينيين أكثر في أحدث مراحل الصراع، مع تزايد هجمات المستوطنين على الفلسطينيين.

وأثار هجوم مستوطنين على قرية حوارة الفلسطينية في فبراير إدانة دولية. وجاء ذلك في أعقاب هجوم نفذه مسلح فلسطيني أدى إلى مقتل شقيقين إسرائيليين.

اقرأ أيضًا: مغزى استخدام إسرائيل مسيّرة في استهداف سيارة فلسطينية بجنين

وحدثت عدة وقائع مماثلة منذ ذلك الحين، كان آخرها هذا الشهر عندما هاجمت حشود من المستوطنين بلدات وقرى في أعقاب مقتل 4 إسرائيليين على أيدي مسلحين اثنين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

 الموقف الدولي

تعتبر غالبية دول العالم أن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية هي أراضٍ محتلة. وشدد قرار مجلس الأمن لعام 2016 مجددًا على أن إنشاء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 يمثل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وعقبة رئيسة أمام تحقيق حل الدولتين”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في 5 من هذا الشهر، إن أي تحرك صوب ضم الضفة الغربية، سواء أكان بحكم الأمر الواقع أم بحكم القانون، سيضر بمساعي حل الدولتين.

وصرح بلينكن هذا الأسبوع بأن الاضطرابات في الضفة الغربية ستزيد من صعوبة تحقيق هدف نتنياهو، المتمثل في تطبيع العلاقات مع دول عربية منها السعودية.

ربما يعجبك أيضا