حكومة بزشكيان تواجه تحديًا في الداخل يتعلق بحكومة الظل التي يقودها سعيد جليلي. وفي الخارج، احتمال عودة الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو رجل لا يحب المفاوضات بل الصفقات.
خلال استقباله نواب البرلمان الجدد، دعا المرشد الأعلى، علي خامنئي، المجلس التشريعي إلى المشاركة بفاعلية في السياسة الداخلية والخارجية للحكومة الجديدة.
وقصد خامنئي أن يوصي البرلمان بمساندة حكومة الرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان، وكذلك ممارسة البرلمان لدور الحارس للخطوط الحمراء التي تحددها مؤسسة المرشد، خشية من حكومة إصلاحية تتجاوزها.
خفض الالتزام النووي
في إشارة للخطوط الحمراء، وحسب تقرير صحيفة آكاه الإيرانية، اليوم الاثنين 22 يوليو، أكد خامنئي على تأييده لقانون “الخطوة الاستراتيجية”، الذي تم اقراره في ديسمبر 2020 للرد على العقوبات الأمريكية، والذي سمح لإيران بإنتاج يورانيوم مخصب حتى مستوى 60%.
ويأتي هذا القانون في إطار استراتيجية خفض الالتزام النووي، التي مفادها مواجهة أية خطوة غربية ضد الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بالتراجع خطوة عن التزام إيران النووي.
وكان بزشكيان قد تعهد خلال حملته بالعودة إلى الاتفاق النووي، وقال إنه يعتزم مراجعة القانون الذي يعرقل الغربيين عن العودة للاتفاق النووي مرة أخرى. في إشارة إلى قانون “الخطوة الاستراتيجية”، وهو أمر لن يتم إلا بموافقة المرشد الأعلى لإمكانية تمريره تحت سقف البرلمان.
غضب ضد بزشكيان
بعد كلمته أمام نواب البرلمان الإيراني، بوصفه لا يزال نائبًا في البرلمان، أثارت كلمة الرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان، الكثير من الجدل، حيث اعتبرها التيار المتشدد أن بزشكيان يعد فوزه في انتخابات الرئاسة انتصارًا على المعارضين للاتفاق النووي، وأنه عازم على العودة لذلك الاتفاق بلا أية شروط.
بينما دافعت وسائل الإعلام الموالية للإصلاحين عن بزشكيان، معتبرة أن وسائل إعلام التيار المحافظ قصدت إساءة تفسير خطاب الرئيس الإصلاحي أمام البرلمان، فكتب موقع انتخاب الإصلاحي، اليوم الاثنين، لقد قال بزشكيان: “أرجو الله أن لا يخزي شعبنا العزيز الذي جاء رغم الدعاية المضادة، ولكم الأعداء الذين كانوا يجلسون في الخارج والداخل”.
ويراهن العالم الغربي وحلفاؤه على نجاح حكومة بزشكيان الإصلاحية في العودة مرة أخرى إلى الاتفاق النووي مع الغرب، الذي غادرته إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عام 2018م.
ظريف يدافع
بينما الوزير الأسبق محمد جواد ظريف، رئيس المجلس التوجيهي الذي شكله الرئيس بزشكيان لتشكيل الحكومة الجديدة، عاد للتغريد مجددًا على منصة إكس، وكتب معلنًا انصياعه لأوامر المرشد الأعلى ولقانون “الخطو ة الاستراتيجية” في أية مفاوضات مقبلة مع الغرب.
فكتب ظريف: “بغض النظر عن وجهات النظر الشخصية، فإن قانون الخطوة الاستراتيجي فيما يتعلق بالمفاوضات النووية هو قانون البلاد ويجب احترامه”.
مضيفًا: “إن الإدارة القادمة للرئيس المنتخب بزشكيان مستعدة للدخول في حوار وبحسن نية – وفقًا للاتفاق النووي المبرم مع إيران – لضمان الالتزام المتبادل بهذا الإنجاز الفريد للدبلوماسية”.
معضلة جليلي وترامب
حسب وكالة الأنباء الرسمية (ارنا)، فقد تلقى الرئيس الجديد اتصالًا هاتفيًا من رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، الذي أعرب عن أمله في أن تلعب إيران دورا بناء أكثر في السلام والاستقرار في هذه المنطقة وتطوير التعاون مع المجتمع الدولي.
كما تبادل الطرفان وجهات النظر حول القضية النووية الإيرانية. وكانت اليابان من ضمن القوى الخارجية التي سعت للعب دور وساطة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية لحل معضلة الاتفاق النووي.
وحسب تقرير صحيفة اقتصاد نيوز الإيرانية، اليوم الاثنين، فإن حكومة بزشكيان تواجه تحديًا في الداخل يتعلق بحكومة الظل التي يقودها خصمه في انتخابات الرئاسة، سعيد جليلي، والذي يخضع له الكثير من نواب البرلمان.
وفي الخارج، احتمال عودة الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو رجل لا يحب المفاوضات بل الصفقات.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1921116