«الغرب مقابل البقية».. مخاوف من انقسامات تهدد العالم

ما تأثير «انقسام دول العالم» على مختلف القضايا الدولية؟

محمد النحاس

وفق مقال الجارديان، فإن الحروب الحاليّة، رغم أنها إقليمية، إلا أن لديها تداعيات عالمية، وتُغذّي عدم الثقة وسوء الفهم وتعزز من سردية "الغرب مقابل البقية" في جميع أنحاء العالم.


عادت الطرق التي تدير بها الدول قضاياها الأمنية، والدفاعية أمام التهديدات الدولية إلى سابق عهدها، على حد تعبير مقال لصحيفة “الجارديان” البريطانية.

وتجلى ذلك في الحرب الروسية الأوكرانية، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والانقلابات والحروب الأهلية في البلدان الإفريقية، والمخاطر المتزايدة لحدوث صدام عسكري شرق آسيا، وفق المقال المنشور، اليوم الاثنين 26 فبراير 2024.

زيادة الانقسام

باتت قضايا العالم أكثر اتصالاً من أي وقتٍ مضى وظهر ذلك في الصراعات الحالية، بداية من أزمة الغذاء، ومرورًا بالحرب الروسية الأوكرانية، وحتى قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وليس انتهاءً بهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.

ورغم اتصال القضايا العالمية وتشابكها، إلا أنّ دول العالم باتت أكثر انقسامًا وأشد تشرذمًا، حيث تضيق المساحات المتاحة للحوار الحقيقي والتعاون والتفاهم بمرور الوقت، حسب مقال الجارديان.

الغرب مقابل دول العالم

وفق المقال، فإن الحروب الحاليّة، رغم أنها إقليمية، إلا أن لديها تداعيات عالمية، وتُغذّي عدم الثقة وسوء الفهم وتعزز من سردية “الغرب مقابل البقية” في جميع أنحاء العالم.

وتلفت كاتبة المقال، ناتالي توتشي، إلى صعود دول ما يسمى بـ “الجنوب العالمي”، وحسب ناتالي التي كانت تحضر مؤتمر ميونج للأمن، منذ أكثر من عقد من الزمان حيث كانت وسط قلة من النساء وكان أكثر الحاضرين من “الرجال البيض المُسنين الذين يرتدون بدلات رسمية أو الزي العسكري”، لكن ذلك قد تغير.

وأصبح المؤتمر، الذي يعقد سنويًّا، يضم الكثير من النساء، وباتت حضور دول الجنوب العالمي لافتًا، كما يشارك خبراء المناخ، والحقوقيون، والمتخصصين بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب العسكريين ورجال الاستخبارات.

تحول إيجابي ومحادثات مثمرة

على رأس أولويات المؤتمر، أزمة المناخ وقضايا الطاقة والأمن الغذائي والذكاء الاصطناعي والهجرة والتعددية وسلاسل التوريد العالمية، في تحول يصفه المقال بالإيجابي “إذا اعتبرنا مؤتمر نموذجًا مصغرًا للساحة الأمنية الدولية”.

حسب المقال، كان هناك محادثات مثمرة حول الحرب الروسية الأوكرانية، ووفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني، ومشكلات إمداد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية، واحتمالية عودة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

العالم بين حربي غزة وأوكرانيا

لكن ذكرت الكاتبة أن المحادثة حول الشرق الأوسط، والحرب في غزة، كانت محبطة للغاية، فلم تظهر الحكومة الإسرائيلية أي علامات على ضبط النفس، كما أن إدارة بايدن أبدت رفضها لاجتياح رفح، لكنها لم تستخدم الأدوات المتاحة لها لوقف الحرب (على العكس تستمر في إرسال الأسلحة، واستخدام حق النقض “الفيتو” في عرقلة في مجلس الأمن لعرقلة قرار وقف إطلاق النار).

ووفق المقال، فقد كان هناك توجه غربي ممنهج لإشراك الجنوب العالمي في دعم أوكرانيا خلال العام الأول من الحرب،  إلا أن تلك المحاولات ما زالت تبوء بالفشل.

وتوضح الكاتبة، ناتالي توتشي، أن إثارة قضية أوكرانيا اليوم لا تبعث أي نوع من التعاطف، بالنظر إلى معايير الغرب المروعة المزدوجة، التي تجلت في التواطؤ مع إسرائيل في حربها الوحشية على قطاع غزة.

ربما يعجبك أيضا