الفارس الشهم يُلبي نداء خانيونس.. الإمارات تواصل نهجها الإنساني تجاه غزة

نهج إنساني مستمر.. الإمارات تواصل مسيرة العطاء تجاه أهالي غزة

محمد النحاس

تثبت الإمارات أن الأمل لا يزال ممكنًا في غزة؛ فعملية "الفارس الشهم 3" لم تكن مجرد حملة إغاثية، بل هي قصة إنسانية متكاملة تعكس قيم التضامن والتكاتف التي تحملها دولة الإمارات تجاه الشعب الفلسطيني


في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يشهدها قطاع غزة جرّاء الحرب، تسطر دولة الإمارات العربية المتحدة فصلًا جديدًا من العطاء والتضامن من خلال عملية “الفارس الشهم 3”.

هذه العملية، التي تجسد التزام الإمارات بتقديم الدعم والمساعدة للفلسطينيين، تنقلنا إلى مدينة خانيونس حيث تتجلى أسمى معاني الإنسانية.

نهج إنساني

استمرارًا لنهجها الإنساني تجاه قطاع غزة بشكل خاص والمآسي والحروب حول العالم، لبَّت دولة الإمارات العربية المتحدة مناشدات الفلسطينيين النازحين في خان يونس جنوبي غزة، التي تضررت جراء الحرب والنزوح المتكرر.

كانت هذه العائلات تعاني من ظروف مأساوية، تفاقمت بفعل نقص أبسط مقومات الحياة لذا، سارعت  الإمارات للاستجابة من خلال متطوعي عملية “الفارس الشهم 3″، الذين قاموا بتجهيز 10 خيام إيواء للأسر النازحة، ما خفف من معاناتهم وأعاد إليهم بعض الأمل.

مذكرة التفاهم مع بلدية خانيونس

في خطوة حيوية أخرى لدعم البنية التحتية، وقعت الإمارات مذكرة تفاهم مع بلدية خانيونس لإصلاح وصيانة شبكات المياه في مختلف مناطق المدينة، حسب وكالة أنباء الإمارات (وام)، اليوم الاثنين 15 يوليو 2024.

هذا المشروع جاء استجابة للوضع الكارثي لشبكات المياه التي تضررت بنسبة 70%، فقد جرى تدمير 25 بئرًا بالكامل و12 بئرًا بشكل جزئي. المبادرة الإماراتية لم تقتصر على الإصلاح فقط، بل شملت أيضًا توفير المواد اللازمة لتشغيل الآبار وتمديد شبكات المياه، بهدف تحسين الظروف الصحية والبيئية للمواطنين.

يذكر أن الإمارات، تقدم خدمات  المياه الصالحة للشرب للأسر الفلسطينية النازحة في جنوب قطاع غزة. وبحسب ما ذكرت وكالة أنباء الإمارات الخميس 11 يوليو وصل عدد المُستفيدين من الحملة إلى أكثر من 70 ألف، بهدف توفير المياه لهم في ظل ما تعانيه محافظات قطاع غزة من تدمير للبنية التحتية وخطوط المياه والصرف الصحي نتيجة الحرب. وتم تجهيز وتوزيع خزانات المياه على مناطق النزوح بالتعاون مع مصلحة المياه ومتطوعي عملية الفارس الشهم 3 في مختلف مناطق جنوب قطاع غزة.

توزيع المياه

في وقت سابق من شهر يوليو، أطلقت مؤسسة “إمارات زايد الخير” حملة لتوزيع المياه الصالحة للشرب على سكان خانيونس، في ظل توقف محطات التحلية. تم توزيع المياه على العائلات النازحة، وتركيب خزانات في مخيمات النازحين لتلبية احتياجات 50 ألف مستفيد يوميًا، ما يضمن توفير 116 ألف لتر من المياه يوميًا.

وخلال يوليو أيضًا، وتحديدًا في اليوم الـ 9 من الشهر الجاري، عبرت قافلة شاحنات إماراتية مُحملة بالمساعدات الإنسانية المتنوعة معبر كرم أبو سالم وذلك لأول مرة منذ إغلاق معبر رفح في 6 مايو الماضي ووصلت شاحنات مُحملة بـ 80 طنًا من المساعدات الإماراتية، من ضمنها الخيام بالإضافة للمواد الإغاثية الأساسية والطرود الغذائية والتمور.

ويذكر أن الإمارات كانت أيضًا أول دولة تصل إلى خانيونس  في أبريل الماضي، لتقدم مساعدات، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها، حيث قدمت آلاف الطرود الغذائية والمستلزمات الأساسية للسكان الذين عانوا من انعدام الأساسيات. ولم يقتصر الدعم الإماراتي على ذلك، بل سيَّرت شاحنات محملة بالمساعدات لإغاثة سكان المدينة بعد عودتهم إلى منازلهم المدمرة.

دعم القطاع الصحي

علاوةً على ذلك، تواصل الإمارات جهودها لدعم القطاع الصحي في غزة، حيث تسعى لإعادة تأهيل مجمع ناصر الطبي في خانيونس، الذي توقف عن العمل بسبب الأضرار التي لحقت به. ومن شأن إعادة تشغيل هذا المجمع ستساعد في تحسين الخدمات الطبية للنازحين.

ومن خلال هذه الجهود الإنسانية، تثبت الإمارات أن الأمل لا يزال ممكنًا في غزة؛ فعملية “الفارس الشهم 3” لم تكن مجرد حملة إغاثية، بل هي قصة إنسانية متكاملة تعكس قيم التضامن والتكاتف التي تحملها دولة الإمارات تجاه الشعب الفلسطيني، وتثبت أن الإنسانية تتجلى في أوقات الأزمات بأبهى صورها لترسم بريقًا من الأمل وسط ظلام الحرب.

ربما يعجبك أيضا