الفرحية والحوامة والخرجية.. «العيدية» بهجة الصغار وفرحة الكبار

شيرين صبحي

العيدية فرحة الكبار وبهجة الصغار، وهي شرطًا لازمًا عند الأطفال لاكتمال فرحتهم بالعيد.


تعود العيدية إلى قرون بعيدة، وهي عادة إسلامية تتمثل في إعطاء نقود أو هدية أو حلوى للأطفال، في عيدي الفطر والأضحى.

و”العيدية” كلمة عربية منسوبة إلى العيد، وتعني العطاء أو العطف، ومشتقة من العود على قول الإمام ابن الأنباري إنه يسمى عيدًا نسبة إلى العود في الفرح والمرح.

يوم الطلبة

5368306 630152855

العيدية

تختلف أنماط العيدية من دولة عربية إلى أخرى، ففي مصر مثلًا، يقدمها الكبار إلى الصغار والأطفال، وتختلف قيمتها حسب سن متلقيها. وعادة ما تكون أوراقًا نقدية جديدة، في حين أن الزوج يشتري لزوجته بعض الهدايا البسيطة التي تعبر عن حبه لها وامتنانه لوجودها في حياته.

اقرأ أيضًا: بينها «من العايدين».. أغنيات شهيرة زينت البيوت العربية في العيد بالبهجة

وفي السعودية يومان للعيدية تخصصهما المملكة، يوم للبنين وآخر للبنات، يعرفان بيوم “الطلبة”، وخلالهما يطرق الأطفال أبواب أصحاب المنازل لطلب العيدية، ويحصلون منهم على بعض النقود أو الحلوى أو القمح المحمص أو حب القريض. ويطلق عليها اسم “الحوامة” أو “الفرحية” و”الحقاقية”.

قرقيعان سوريا والعيود.. وعيدية الكبار في لبنان

في سوريا تعرف العيدية باسم “الخرجية”، ويطلق عليها في المغرب اسم “فلوس العيد”. وفي الكويت يمر الأطفال على البيوت لأخذ عيديتهم من المكسرات والزبيب وتسمى “القرقيعان”. وفي عمان يجتمع الأطفال مع الكبار، في مكان يسمى “القلة” أو “العيود”، يتبادلون فيه الفرحة وإعطاء العيدية للأطفال.

11 7

العيدية فرحة الكبار والصغار

وفي القرى اللبنانية، يتبادل الكبار أيضًا العيدية. ويتسابق الناس في الصباح الباكر على المعايدة، وينزلون إلى ساحات القرى لتبادل التهنئة، ثم يعودون إلى البيوت لتقديم العيدية للأبناء. ولم تعد هذه العادة موجودة، لكن لا يزال الزوج يقدم عيدية لزوجته، والبعض يضعها داخل محفظة فخمة أو مرفقة بالأزهار.

عادة قديمة للأمهات والجدات نصيب منها

ترجع عادة العيدية إلى العصر الفاطمي، وكانت تقدم مع كعك العيد، عندما كان الخليفة المعز لدين الله الفاطمي يمنح أمراء الدولة “صرة من الدنانير” في المناسبات. وأطلق على العيدية مسميات مختلفة، مثل “الرسوم” أو “التوسعة”، فكان الفاطميون يوزعون النقود والملابس الجديدة على عامة الشعب، وبخاصة الفقراء، خلال العيد.

اقرأ أيضًا: «الفتة والرقاق».. أطباق عيد الأضحى الشهية بنكهة تاريخية

وفي بلاد أخرى يحمل الأطفال كيسًا صغيرًا من القماش يجمعون فيه العيدية، التي تكون بعض أنواع الحلويات. والعيدية شرط لازم عند الأطفال لاكتمال فرحتهم بالعيد، وهي فرحة الكبار وبهجة الصغار، لكنها لا تقتصر على الأطفال وحدهم، بل تقدم إلى الأم وإلى الأخت والعمة والخالة وكذا الجد والجدة.

دراهم ودنانير.. وماذا عن الجامكية؟

kn lmzw ymr bqm lmwyd wtwzy lnqwd wlhdy wlksw m hlwl klw yd

العيدية قديمًا

لفظ “العيدية” أطلق للمرة الأولى عندما سن أحد خلفاء العصر الفاطمي زيادة رواتب المواطنين خلال الأعياد، وكان المواطنون ينتظرون أمام قصر الحاكم ليخرج عليهم لتوزيع الدراهم والدنانير الذهبية. واكتفت الدولتان الأيوبية والمملوكية بصرفها للجنود من المماليك، خصوصًا في عيد الأضحى، كما كانت الحال زمن الفاطميين.

وفي أيام المماليك كانت تسمى “الجامكية” وتنوعت أشكالها، فتارة على طبق مملوء بالدنانير الذهبية، وأخرى كدنانير من الفضة، وفقًا لما قال الإعلامي والباحث في التراث الشعبي، زياد سامي عيتاني، في صحيفة “النهار“. و

كان يطلق على عيد الفطر مسمى عيد “الحلل” وتعني الملابس التي توزع على الفقراء، وخصصت لها ميزانية مستقلة بلغت نحو 16 ألف دينار عام 515 هجريًّا.

وعاء مملوء بالكعك والدنانير

كان السلطان في عصر المماليك يخرج وإلى جواره عساكره وكل الأمراء لأداء صلاة العيد، وهو يرتدي زيًّا أبيض اللون مزينًا بوحدات من الذهب والفضة. وبعد انتهاء الصلاة، تنظم ولائم لعامة الشعب والجنود والأمراء، وكانت الدنانير الذهبية والفضية توضع في وعاء مملوء بالكعك والبسكويت.

وفي العهد العثماني، اختلفت الطريقة التي تقدم بها العيدية، فبعد أن كانت للأمراء في صورة دنانير ذهبية، أصبحت في هيئة هدايا وألعاب وأموال للأطفال. وهكذا تختلف طرق التعبير عن الفرحة بالعيد حسب عادة وتقاليد كل قطر من الأقطار أو البلاد العربية.

ربما يعجبك أيضا