الفقر وفساد النظام في إيران.. وراء هجوم الأحواز

يوسف بنده

رؤية

كتب مدير تحرير صحيفة “جمهوري إسلامي”، مسيح مهاجري، أمس السبت 29 سبتمبر/ أيلول، في افتتاحية الصحيفة، تحليلاً مختلفًا لهجوم الأحواز، مستعرضًا المواقف الرسمية للنظام الإيراني تجاه الهجوم.

وقال مهاجري: “الوجه الآخر للقضية هو أن الحكومة لم تقم بعمل ملموس في خوزستان، من أجل الحد من الفقر، والقضاء على التمييز، ومعالجة مشاكل المناخ، والعشرات من المشاكل الصعبة والسهلة الأخرى، وقد مهّد هذا التقصير للاستجابة إلى أصوات من خارج البلاد، خاصة عصابات السلفيين والوهابيین”.

وأضاف مهاجري: “ما الذي تتوقعه من الشباب والمراهقين الذين ترکوا الدراسة للبحث عن عمل ولا يملكون مالاً لمواصلة تعليمهم، أو حتى لتوفير ما يُشبعون به بطونهم، غير التحوّل إلى الإصغاء للدعاية السلفية والوهابية المضللة المدعومة بدولارات النفط المتدفقة من جيوب آل سعود، وآل نهيان، وآل فلان؟!”.

فساد

وقد أكد حشمت الله فلاحت بيشه، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أن “الإهمال” كان وراء الحادثة الإرهابية في مدينة الأحواز.

ووفقًا لما جاء في وكالة “إيسنا”، ذكر فلاحت بيشه أن “لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان اجتمعت بحضور وزراء الإعلام والداخلية و92 نائبًا، لمشاهدة ودراسة مقاطع مصورة للحادث، تم الحصول عليها من محافظة خوزستان، من تسجيلات كاميرات وزارة الاستخبارات التي كانت تتمركز بشكل دائم في منطقة العرض، بالإضافة إلى كاميرات الجيش”.

وفي إشارته إلى الإهمال، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية: “من غير المقبول على الإطلاق، أن يصل الإهمال لدرجة أن يطلق الإرهابيون الرصاص على المواطنين. في الوقت الذي يقف فيه جندي وفي يده بندقية مجهزة بكاميرا منتظرًا أوامر قادته”. وأضاف فلاحت بيشه أن ما حدث لا يمكن وصفه بأقل من أنه “خطأ أمني”.

وقال رئيس لجنة الأمن القومي، مشيرًا إلى مشكلة في تأمين العرض، “تُظهر الكاميرات مصورًا يلتمس من الجندي القناص إطلاق النار على المسلحين الذين كانوا يُطلقون رصاص الرحمة، لكن الجندي ينتظر أمر قائده لكي يرد، وهو ما يشير إلى وجود مشكلة في الإدارة الأمنية”.

وأضاف فلاحت بيشه أنه “كانت هناك 8 أو 9 كاميرات تصور الهجوم، ولكن يبدو أن أحدًا لم يكن يتوقع في البداية أن ما يحدث يمكن أن يكون هجومًا إرهابيًا”.

وأكد فلاحت بيشه أن “نحو 9 جنود كانوا مجهزين ببنادق ذات كاميرات، ولكن يبدو أن هؤلاء الجنود لم يكونوا يتوقعون في البداية أن ما يحدث يمكن أن يكون هجومًا إرهابيًا”.

وقال رئيس لجنة الأمن القومي: “أحد الجنود قال إنه لم يؤمر بإطلاق النار، لدرجة أن قائده أمره بإطلاق الرصاص ولم يفعل”.

اتهام الحركات الأحوازية

يذكر أن النظام الإيراني اتهم “حركات أحوازية” بالوقوف وراء الحادث “الإرهابي”، وبعدها أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أن المهاجمين ينتمون إليه، وبعد بضعة أيام، بث تنظيم داعش فيلمًا آخر قال إنه لبعض المشاركين في الهجوم.

داعش

وبعد أن قامت مجموعة مسلحة، يوم السبت الماضي، 22 سبتمبر/ أيلول، بمهاجمة عرض عسكري في الأهواز، بمناسبة ذكرى بداية الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت ثماني سنوات. وقد أسفر الهجوم عن مقتل 25 وإصابة نحو 60 شخصًا، بين مدنيين وعسكريين.

قال ممثل مدينة الأحواز في البرلمان الإيراني، كاظم نسب الباجي، لوكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا”، إنه وفقًا للقرائن، فإن “الهجوم الإرهابي على العرض العسكري في الأحواز نفذه عناصر ينتمون لتنظيم داعش”.

وفي إشارة إلى شريط  فيديو منشور على مواقع تابعة لتنظيم داعش، قال الباجي: إن الحادث ليس من عمل المجموعة “الأحوازية”.

وأضاف كاظم نسب الباجي: “في داخل البيت الذي کانت تنظم فيه الخلية مخططها تم العثور على وثائق وقرائن مثل علم داعش”.

ربما يعجبك أيضا