الفلبين تعزز علاقاتها العسكرية مع أمريكا واليابان وأستراليا.. هل فقدت الصين هيمنتها؟

عمر رأفت
الفلبين تعزز علاقاتها مع الولايات المتحدة واليابان واستراليا عسكريًا .. هل فقدت الصين هيمنتها؟

تسير العلاقات الصينية الفلبينية في اتجاه متوتر، على الرغم من استمرار قنوات الاتصال بين الطرفين خلال الفترة السابقة، ولكن تلك الاتصالات قد تنقطع بسبب تعاون مانيلا عسكريًّا مع بعض الدول.


أشار تقرير أبرزته صحيفة جنوب الصين الصباحية، أن العلاقات الصينية الفلبينية تزداد توترًا، على الرغم من الاجتماعات رفيعة المستوى.

وذكر التقرير أن الفلبين تسعى لتعزيز تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، وهذا الأمر يغضب الصين، خاصة بعد موافقة مانيلا على إجراء تدريبات مشتركة ضخمة مع الولايات المتحدة في مياهها، بما في ذلك بحر الصين الجنوبي.

بكين تشعر بالقلق

يأتي هذا حسب ما ذكرت صحيفة جنوب الصين الصباحية، في الوقت الذي تحدثت فيه نائبة وزير الخارجية الفلبينية، تيريزا لازارو، ونائب وزير الخارجية سون ويدونج في 17 فبراير الحالي، واتفق الجانبان على الحفاظ على العلاقات الصينية الفلبينية والسلام الشامل والاستقرار في بحر الصين الجنوبي بطريقة مشتركة.

وأشارت الجريدة الصينية إلى أن بكين تشعر بالقلق إزاء التطورات الأخيرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي، بما في ذلك الفلبين، ولكنها عاجزة عن فعل أي شيء في الوقت الحالي.

وقال نائب مدير مركز أبحاث قانون وسياسة المحيطات التابع للمعهد الوطني لدراسات بحار الصين الجنوبية، دينج ديو، إن الحكومة الصينية قلقه بخصوص استخدام الدول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لنزاعها مع الفلبين حول الممر المائي كذريعة للتدخل في الشؤون الإقليمية.

اتهامات فلبينية للصين

أضاف ديو أنه من خلال تحويل قضية بحر الصين الجنوبي إلى قضية أمن قومي، سيكون لدى دول مثل أستراليا أو الولايات المتحدة أو حتى أوروبا الفرص والأسباب للتدخل، ومن ناحية أخرى، فالصين قلقة من تكوين دول جنوب شرق آسيا تحالفات صغيرة في مياهها الإقليمية.

وذكرت الصحيفة الصينية أن الرئيس الفلبيني، فرديناند ماركوس، تعهد في أول زيارة له لبكين في يناير 2023، بعد توليه منصبه بتطور العلاقات بين البلدين، جاء ذلك خلال اجتماعه مع الرئيس الصيني، شي جين بينج.

واتفقوا على إنشاء قنوات اتصال مباشرة بين البلدين للتعامل مع التوترات في بحر الصين الجنوبي، بالإضافة إلى الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، وهذه الاتفاقيات لم تستمر بسبب اتهام الفلبين بمحاولة سفينة صينية تعطيل مهمة إعادة إمداد القوات المتمركزة في الممر المائي، ودعمت واشنطن اتهام الفلبين.

تعاون أمريكي فلبيني عسكري

قال دينج في تصريحاته التي أبرزتها الصحيفة الصينية إن الحادثة أظهرت أن قنوات الاتصال المباشر الجديدة بين مانيلا وبكين تعمل، وخلال المكالمة الهاتفية بين وزيري الخارجية للبلدين، أظهر الجانبان ضبط النفس ولم يصعدا الموضوع.

وذكرت جريدة الصين الجنوبية الصباحية أنه في وقت سابق من هذا الشهر، وافقت مانيلا على السماح للجيش الأمريكي بالوصول إلى أربع قواعد أخرى في الفلبين، بالإضافة إلى القواعد الخمس المشمولة باتفاقية التعاون الدفاعي الموقعة في عام 2014.

وقد وقعت مانيلا وطوكيو اتفاقية مساعدات إنسانية وإغاثة في حالات الكوارث، يمكن أن تكون بمثابة تمهيد لتدريبات عسكرية مشتركة.

بكين ليس لديها خيارات كثيرة

قال الباحث في برنامج الأمن البحري بمعهد الدراسات الدفاعية والاستراتيجية في مدرسة إس راجاراتنام للدراسات الدولية، كولين كوه، في تصريحاته لصحيفة جنوب الصين الصباحية، إن بكين ليس لديها خيارات كثيرة بخلاف الحفاظ على الوضع الراهن مع الفلبين.

وأضاف أنه لا يوجد الكثير مما تستطيع الصين فعله لإقناع الفلبين بالتراجع عن اتفاقياتها مع الولايات المتحدة، ما لم تغير سلوكها في بحر الصين الجنوبي، وهو أمر لن يحدث، مشيرًا إلى أنه لا يمكن للصينيين تقديم أي ترتيبات أمنية.

الفلبين لن تتراجع

قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة رينمين الصينية، شي ين هونج، في تصريحاته للجريدة الصينية إن الفلبين لم تشعر بأنها بحاجة إلى التنازل أو التراجع عن التعاون مع الولايات المتحدة أو اليابان، في محاولة لتجنب الخلافات مع الصين، مشيرًا إلى استحالة تحسن العلاقات بين مانيلا وبكين على المدى القريب.

وأضاف أنه على الجانب الصيني، لن يوجد تغيير في موقفها بشأن قضية تايوان وقضية بحر الصين الجنوبي، ولن توجد تغييرات جوهرية ودائمة في السلوك العسكري وشبه العسكري المقابل، وستتراجع أيضًا المساعدات والاستثمارات الصينية للفلبين أقل بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات.

 

ربما يعجبك أيضا