القاهرة وأفريقيا.. مشروعات مصر التنموية تغزو القارة السمراء

إبراهيم جابر
مصر وإفريقيا

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – تبذل مصر جهودًا كبيرة لإحداث تنمية حقيقة على أراضيها عبر تنفيذ الآلاف من المشروعات الكبرى، ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها إلا أنها لم تنس أو تتغافل عن دورها الإقليمي في القارة السمراء كونها الشقيقة الكبرى لكل البلدان الأفريقية، وهو ما برز خلال زيارة وزيرين مصريين إلى أوغندا وتنزانيا لمتابعة المشروعات المنفذة والجاري تنفيذها هناك.

“مجمع صناعي”

وزير الإسكان المصري عاصم الجزار، ترأس وفدا مصريا لزيارة تنزانيا للمشاركة في فعاليات افتتاح “مجمع السويد الصناعي”، والذي وضعت حجر أساسه الرئيس التنزانية سامية حسن، أمس الإثنين)؛ والتي طلبت نقل تحياتها وتقديرها للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يوجه دائما بتعزيز فرص التعاون بين الجانبين.

ووجهت الرئيسة التنزانية الشكر لممثلي الشركات المصرية الذين حرصوا على زيارة تنزانيا لاستكشاف فرص الاستثمار المتاحة بها، مبينة أنها قابلت الشركات التي حضرت اليوم خلال زيارتها الأخيرة لمصر حيث وعدوا بأن يحضروا إلى تنزانيا لضخ استثمارات جديدة في شرايين الاقتصاد التنزاني، وأنهم أوفوا بوعدهم.

وتعهدت سامية حسن بتذليل أي عقبات تواجه الشركات المصري هنا فيما يتعلق بتسهيل الإجراءات والتراخيص وإتاحة الأراضي، منوهة بأن الافتتاح سيمهد الطريق أمام مزيد من الاستثمارات المصرية في تنزانيا، مؤكدة أن الحكومة التنزانية ملتزمة بتعزيز التعاون في مجال الأعمال مع الجانب المصري، ووجهت رسالة قوية بأن على رجال الأعمال المصريين أن يطمئنوا على استثماراتهم في تنزانيا، وأنا أضمن لهم ذلك.

“سد جوليوس نيريري”

وأكد الوزير المصري أن الرئيس السيسي وجه بمتابعة موقف المشروعات التي تمت مناقشتها بين القيادة السياسية في البلدين وعلى رأسها مشروع سد جوليوس نيريري، والمشروعات الأخرى التي يجري تنفيذها في تنزانيا، مؤكدًا يتم تقديم تقرير شهري للرئيس السيسي حول مدى تطور الأعمال، وكذلك أقوم بنفسي بالمتابعة اليومية لمتابعة موقف تنفيذ الأعمال.

وشدد الجزار خلال تفقد سير العمل بمشروع سد ومحطة “جوليوس نيريري” الكهرومائية، الذي يُنفذه تحالف شركتي “المقاولون العرب” و”السويدي إليكتريك” على نهر روفيجي بدولة تنزانيا، بتكلفة تبلغ 2.9 مليار دولار، على أن التحالف المصري المُنفذ للمشروع يبذل قصاري جهده في تنفيذ المشروع.

وأشار إلى اهتمام مصر بالشأن الأفريقي، وللأهمية الكبيرة التي يمثلها المشروع للشعب التنزاني، والدور المنتظر للسد والمحطة في توفير الطاقة لدولة تنزانيا، والسيطرة على فيضان نهر روفيجي، والحفاظ على البيئة، وأن هذا المشروع يجسد قدرة وإمكانات الشركات المصرية في تنفيذ المشروعات الكبرى  خاصة في قارة أفريقيا.

ويضم المشروع عدد 2 سد مؤقت أمام وخلف السد الرئيسي لعمل التجفيف والتحويل أثناء تنفيذ السد الرئيسي، ومفيض للمياه بمنتصف السد الرئيسي، ومفيض طوارئ، وعدد ٢ كوبرى مؤقت على نهر روفيجي، وطرق مؤقتة بطول 39 كيلو متر لخدمة منطقة المشروع خلال فترة التنفيذ، والمعسكرات المؤقتة الخاصة بكل من المالك ومقاول عام المشروع والعمالة، وتطهير وتجهيز وتنفيذ أعمال الحفر بالسدود الركامية، وتركيب محطات الخرسانة والكسارات اللازمة للمشروع، وتجهيز وتطهير موقع المشروع.

“7 سدود”

وزير الري المصري محمد عبد العاطي، وصل مساء أمس (الإثنين)؛ إلى العاصمة الأوغندية كمبالا، لتفقد المشروعات المصرية هناك، واستهل زيارته بلقاء وزيرة الزراعة الأوغندية هيلين أوودا معربا عن اعتزازه بالعلاقات التاريخية التى تربط مصر وأوغندا بدءاً من التعاون بين البلدين في إنشاء سد أوين وحتى الآن، والتى تُعد مثال يُحتذى به في التعاون والتنسيق بين الدول الأفريقية.

وأشار عبد العاطي أن التعاون الثنائي مع دول حوض النيل والدول الأفريقية يعد أحد المحاور الرئيسية في السياسة الخارجية المصرية فى ظل ما تمتلكه مصر من إمكانيات بشرية وخبرات فنية ومؤسسية متنوعة في مجال الموارد المائية وغيرها من المجالات، من خلال تنفيذ العديد من المشروعات التنموية.

وأوضح أن وزارة الري المصري تنفيذ العديد من المشروعات في مقدمتها مشروع مقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمي والذى انتهت المرحلة الخامسة منه، ومشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة كسيسي بغرب أوغندا والجارى تنفيذ المرحلة الثانية منه حالياً، فضلا عن إنشاء ٧ سدود لحصاد مياه الأمطار بدولة أوغندا، وحفر عدد ٧٥ بئر جوفي فى أوغندا.

وأكد الدكتور عبد العاطي على أهمية المياه كنواة أساسية لفتح آفاق التعاون بين الدول في مختلف المجالات، مع التأكيد على الدور الهام الذي يمثله مشروع محور التنمية (بحيرة فيكتوريا – البحر المتوسط) باعتباره من أهم نماذج التعاون الإقليمي، والذي يهدف لتحويل نهر النيل لمحور للتنمية يربط بين دول حوض النيل، ويشتمل على ممر ملاحي وطريق وخط سكه حديد وربط كهربائي وربط كابل معلومات لتحقيق التنمية الشاملة لدول حوض النيل.

وفي ثاني أيام زيارته، التقى عبد العاطي وزير المياه الأوغندي سام مانجوشو شيبتوريس ووزيرة الدولة للبيئة آتيم بياتريك لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين، وموقف المشروعات الجارية، وخاصة مشروع سدود حصاد مياه الأمطار والذي يتم تمويله من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية المصرية.

ربما يعجبك أيضا