القبض على نبيل القروي في الجزائر.. هل بدا حلفاء إخوان تونس في السقوط؟

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

مثل خبر إلقاء القبض على رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي وشقيقه النائب عن نفس الحزب غازي القروي في مدينة تبسة الجزائرية ضربة موجعة لحركة النهضة الإسلامية التي تحالفت مع الحزب وشكلا إضافة إلى الحزب ائتلاف الكرامة الإسلامية الحزام السياسي لحكومة هشام المشيشي قبل سقوطها.

واتهم نبيل القروي بالفساد وتبييض الأموال واستغلال فقر الناس للتأثير عليهم قبل الانتخابات التشريعية والرئاسية الفارطة وبتأسيس قناة خالفت كراس الشروط التي أصدرتها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري كما اتهم القروي بعقد صفقة مع شركة ضغط على ملك ضابط إسرائيلي للتأثير في الداخل الأميركي.

ورغم أن نبيل القروي القي عليه القبض فترة حكومة يوسف الشاهد في 2019 لكن حركة النهضة قامت بكل الجهود لإخراجه من السجن وتمكنت من ذلك في مرات عديدة خاصة في عهد حكومة المشيشي.

واتهمت النهضة بالانتهازية خاصة وأنها شنت ضد القروي حملات واسعة واتهمته بالفساد إثناء الحملة الانتخابية سنة 2019 بعد تخوفها من تحقيق حزبه للأغلبية البرلمانية لكنها عملت على التحالف معه بعد سقوط حكومة الياس الفخفاخ وتناست تهم الفساد التي طالما وجهتها له.

وتحالفت النهضة مع حزب القروي للتهجم على الرئيس قيس سعيد الذي تعهد بمكافحة الفساد ومنع تغلغله في أجهزة الدولة ليتخذ يوم 25 يوليو الماضي مجموعة من الإجراءات الاستثنائية  أبرزها حل الحكومة وإقالة رئيسها المشيشي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه.

النهضة تحمي فساد القروي

وعملت حركة النهضة بعد تحالفها مع حزب قلب تونس على حماية القروي حيث تعهد رئيس الحركة راشد الغنوشي بالإفراج عنه ليتحقق ذلك بعد أيام ما يشير إلى حجم سيطرة الإخوان على القضاء التونسي والضغط عليه لخدمة مصالحهم السياسية.

وتداولت وسائل الإعلام نوابا عن النهضة وهم ينتظرون أمام مكتب التحقيق للضغط من اجل الإفراج على نبيل القروي الذي اتهموه قبل أشهر بالفساد وهو أمر أثار انتقاد خصوم الحركة وكذلك قواعدها.

ومثلت تلك الحادثة دليلا واضحا على هيمنة الإسلاميين على القطاع القضائي ما دفع الرئيس سعيد إلى العمل على إصلاح القطاع حيث اجتمع بالمجلس الأعلى للقضاء داعيا إياهم إلى  فرض الاستقلالية والنزاهة كنا وضع بعض القضاة المتهمين بالفساد تحت الإقامة الجبرية بعد عزلهم.

وعمل قضاة النهضة على التستر على ملفات فساد نبيل القروي وتأجيل بعض القضايا المتعلقة به بذريعة بعض المخالفات الإجرائية حيث يتم استغلال بعض الثغرات القانونية لحمايته من المحاسبة.

وفي رد للجميل من قبل نبيل القروي للنهضة خصص قناته “نسمة” للدفاع عن الإسلاميين في مواجهة خصومهم السياسية دون احترام لأدنى مقومات المهنة الإعلامية والتهجم على الرئيس وقراراته.

اختفاء نبيل القروي

مع سقوط حكومة المشيشي اثر اتخاذ الإجراءات الاستثنائية تفاجأت حركة النهضة وخصومها على حد سواء باختفاء نبيل القروي عن الساحة لتجد الحركة الإسلامية نفسها وحيدة أمام قرارات الرئيس ودعوات المحاسبة.

ولوحظ أن بعض قيادات حزب القروي عبرت نتيجة الضغوط والخوف من المحاسبة عن تأييدها للمبادرات الاستثنائية للرئيس مشيرة إلى انقطاع الاتصال بالقروي لتكتشف أن زعيمها خير الفرار إلى الجزائر ليتم القبض عليه هنالك.

وبعد القبض على القروي حاولت قيادات من النهضة التبرأ منه على غرار النائب المجمد ووزير الصحة الأسبق عبد اللطيف المكي الذي تسائل عن سبب فرار القروي الى الجزائر إذا كان يعتقد بانه بريء من التهم الموجهة له وانه يثق في القضاء.

لكن المكي يتجاهل بان القروي فر لانه يعلم بان القضاة الذين عينتهم النهضة لحمايته أبعدهم قيس سعيد وبالتالي فان السجن سيكون مصيره بسبب ملفات الفساد العديدة.

ربما يعجبك أيضا