القرن الإفريقي على شفا كارثة.. ما هي؟

أحمد ليثي

يبدو ان إفريقيا موعودة بالمجاعات، حيث تشير التنبؤات إلى جفاف قادم نتيجة شح مياه الأمطار


يواجه القرن الإفريقي جفافاً حاداً يهدد بمضاعفة الأزمات الإنسانية المستمرة، بما في ذلك الصراع المدمر في إثيوبيا الذي أدى إلى نزوح ما لا يقل عن مليوني شخص، بحسب تقرير لجريدة فورين بوليسي نشر الجمعة 18 فبراير الجاري.

وقال التقرير إن منقطة شرق إفريقيا تتعرض لأكثر الظروف جفافًا منذ أربع عقود بسبب التغير المناخي، والذي يهدد بالقضاء على البنى التحتية ومفاقمة الأزمات الإنسانية المتصاعدة بالفعل في المنطقة المليئة بالصراعات.

الجفاف يهدد المحاصيل الزراعية

وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يدمر الجفاف المحاصيل والثروة الحيوانية، لذلك من المتوقع أن يعاني أكثر من 13 مليون شخص من مستويات حادة من الجوع، لقد أدت الظروف القاحلة بالفعل إلى خفض إنتاج الغذاء وقتل ما يقدر بنحو 1.5 مليون رأس من الماشية، وهي خسارة فادحة أدت إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء المنطقة.

في إثيوبيا، من المرجح أن يحتاج أكثر من 6 ملايين شخص متضرر من الجفاف إلى مساعدات غذائية، وفي الصومال المجاورة، تسبب الجفاف بالفعل في نزوح ما يقرب من 245 ألف شخص، ويمكن أن يرتفع هذا الرقم إلى 1.4 مليون إذا تفاقم الجفاف، وفقًا لتوقعات من المجلس النرويجي للاجئين.

من جهته، يقول الباحث غير المقيم المختص في الشؤون الإفريقية بالمجلس الأطلسي، كاميرون هدسون، إن عديدًا من سكان إفريقيا سيتعرضون لجفاف شديد، وأشار إلى أن أجزاء من المنطقة عانت سابقًا من تفشي الجراد المكثف، ما أدى إلى تدمير المحاصيل.

الأفارقة يتعرضون لأزمات صحية

تعرضت منطقة شرق إفريقيا لقلة الأمطار، وذلك بفعل فترات متتالية غير معتادة من الجفاف، وفي طريقه لفترة جفاف ثالثة، بعد أن أشارت التنبؤات إلى أن الموسم المقبل من الأمطار سيكون ضعيفًا، الأمر الذي استدعى لاستجابة الحكومات الغربية استعدادًا لظهور المجاعة.

وبحسب هدسون، إذا كان الجهاز المناعي للإنسان يتعرض للهجوم باستمرار، سيكون من الصعب عليه مقاومة الأمراض الجديدة لأنه يفتقد لأشياء أساسية، مثل الجوع والعطش، وبالتالي لن يعمل بمرونة لمكافحة الأمراض.

مساعدات خارجية لإفريقيا

بحسب التقرير، أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هذا الأسبوع عن أكبر معونة خارجية أمريكية، على الرغم من صعوبة جمع الأموال لأن المانحين يعانون بالفعل، وخصصت الوكالة 39 مليون دولار إضافية للاستجابة للجفاف، وهي أموال تهدف إلى مساعدة 1.6 مليون شخص متضرر من بعض الظروف الأكثر جفافاً في المنطقة.

كما دعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة إلى تمويل 130 مليون دولار لمساعدة المنطقة، وقال مدير الطوارئ في المنظمة رين بولسن في بيان: “نحن الآن على شفا كارثة بالتأكيد، وحث على اتخاذ إجراء فوري ضروري، نظرًا لضيق الوقت ولمنع أسوأ السيناريوهات”.

التغير المناخي يتسبب في جفاف إفريقيا

في إثيوبيا، صرّح مسؤول في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته عن أن نقص المياه إلى مستويات قياسية، حيث يؤدي تغير المناخ إلى زيادة حالات الجفاف، ما يسهم في ارتفاع درجات حرارة الهواء وانخفاض معدل هطول الأمطار ويتسبب في ظروف خطيرة.

من جهة أخرى، انخفضت محاصيل الغذاء في كينيا، بنسبة 70%، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ومن المحتمل أن يواجه ما يقرب من نصف الأطفال الصوماليين دون سن الخامسة، يصل عددهم إلى أكثر من 1.4 مليون طفل إلى سوء تغذية حاد في الأشهر المقبلة، وفقًا لليونيسف. في جميع أنحاء المنطقة، يقدر أن 5.5 مليون طفل معرضون للخطر.

من جهته، قال مدير مركز مخاطر المناخ في جامعة كاليفورنيا، كريس فانك: “هذه ظروف مثاليه لانعدام الأمن الغذائي”، وفي ظل توقعات برنامج تتبع أزمات الغذاء في العالم، شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة، قد تواجه أجزاء من المنطقة موسم مطر آخر فاشلًا هذا الربيع، بعدما قال مسؤول الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إذا تحققت هذه التوقعات، “فسيكون ذلك وضعاً غير مسبوق تاريخيًا؛ لأننا لم نشهد مثله في المنطقة من قبل”.

ربما يعجبك أيضا