الكشف عن قاعدتين للصواريخ والطائرات المُسيَّرة في إيران.. ما دلالاته؟

يوسف بنده

التشديد على "البرنامج الصاروخي" وتطوير الاستفادة من "المُسيَّرات" والضغط للخروج من "العقوبات".. ما دوافع الاستعراض المتكرر لقدرات "الحرس الثوري" الإيراني؟


كشف الحرس الثوري الإيراني، السبت 5 مارس 2022، عن قاعدة تحت الأرض للطائرات المسيرة وأخرى للصواريخ الباليستية، تابعتين لقواته الجوية، مصرحًا بدخولهما الخدمة عمليًّا.

وأعلن قائد قوات الجو-فضائية بالحرس الثوري، علي حاجي زاده، زيادة قدرة تشغيل وإطلاق الصواريخ لأكثر من 7 أضعاف، وأن وقت الاستعداد لإطلاق النار تقلص بقدر كبير أيضًا.. فماذا تعني هذه الخطوة، في ظل مفاوضات طهران والغرب بشأن إعادة الاتفاق النووي؟

مهمة انتحارية

بيّن تقرير وكالة “مهر” الإيرانية، أن الإعلان حضره القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي. وجاء عشية الاحتفال بيوم الحرس الثوري، وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها سلاح الجو التابع للحرس الثوري عن قاعدة للطائرات المسيرة تحت الأرض.

وكشفت القوات البرية للحرس الثوري الإيراني، يوم الأحد 6 مارس 2022، عن إحدى “طائراتها الانتحارية المسيرة” المسماة “ميراج 504”. وهي قادرة على حمل متفجرات بوزن 2.5 كيلوجرام وتصل إلى مدى 100 كيلومتر. ويستخدم الحرس الثوري “الطائرات المسيرة الانتحارية” في عملياته المختلفة، ومنها استهداف الجماعات المسلحة في إقليم كردستان العراق، في صورة تشبه العمليات الانتحارية.

265225 722

على أعتاب الاتفاق النووي

الإعلان جاء تزامنًا مع زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي إلى طهران، لحل الخلافات بين طهران والوكالة الدولية، والاقتراب من اتفاق نووي بين إيران والمجموعة الدولية “5+1”. ويشدد الحرس الثوري والقوى المحافظة في النظام الإيراني على عدم تناول المحادثات النووية لأي قضايا خارج الملف النووي، بما فيها ملف الصواريخ الإيرانية.

الحرس الثوري كثّف من تجاربه الصاروخية للتشديد على عدم تنازله عن قدرات إيران الصاروخية، وعلى أن هذا الملف خط أحمر. من هذه التجارب اختبار أول “صاروخ فضائي” يعمل بالوقود الصلب، في 13 يناير 2022. ومحاولة فاشلة لإطلاق “صاروخ فضائي” يحمل قمرًا صناعيًّا من محطة الخميني الفضائية في 3 مارس 2022. إلا أن أمريكا ودولًا غربية تصف برنامج الأقمار الصناعية الإيراني بأنه غطاء لتجارب الصواريخ الباليستية.

رفع اسم “الحرس” من العقوبات

يضغط الحرس الثوري على الحكومة الإيرانية، لإدراج مسألة رفع العقوبات عنه ضمن أولوية المطالب في المحادثات النووية الجارية في فيينا. وإلى جانب هذا، كشف مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، للشؤون الإيرانية، جابرييل نورونا، عن عرض أمريكي لرفع اسم الحرس الثوري من قائمة العقوبات.

وعبر مدير صحيفة “كيهان” المقربة من مؤسسة المرشد والداعمة للحرس الثوري، حسين شريعتمداري، عن قلقه من عدم إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة العقوبات المتعلقة بالجماعات الإرهابية، قائلًا إن “أمريكا غير مستعدة لرفع عقوبات الحرس الثوري أو وزارة الدفاع أو غيرهما” ما يعبر عن ضغوط المحافظين على الحكومة، خاصة وزارة الخارجية، في إيران لشمول المحادثات لهذه العقوبات.

في مرمى إسرائيل

تقرير وكالة مهر أشار إلى أن وجود “طائرات مُسيرة” بمدى 2000 كم، يحمي إيران من أي تهديد (يعني إسرائيل) وهي مسافة الوصول لاستهدافها. ويبدو أن النجاحات التي حققها سلاح “الطائرات المسيرة” في دعم مليشيات إيران في المنطقة، على سبيل المثال استهداف الحوثيين في اليمن لدول الخليج وتهديد مصالحها، دفعت إيران للاستفادة منها كسلاح استراتيجي مع برنامجها الصاروخي.

وقال وزير الحرب الإسرائيلي، بيني جانتز، في 12 ديسمبر 2021، إن سلاح الطائرات المسيرة واحد من أقوى الأسلحة الإيرانية التي يمكنها اجتياز آلاف الكيلومترات، مثل فاعلية الصواريخ الباليستية.

وتضمن تقرير لمعهد أورشليم للدراسات الاستراتيجية الإسرائيلي أن إيران باتت تعتمد على “المسيرات” على اعتبار أنها تحقق توازنًا للقوى في مواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي. وخلص التقرير إلى أنه لا يمكن اعتبار المسيرات الإيرانية مجرد منظومات تسليح ثانوية، لأنها تحولت إلى  منظومة تسليح كبرى، من شأنها أن تغير وحدها معادلات اللعبة حال استخدامها بنحو جيد.

ربما يعجبك أيضا