الكمامة القماشية المستدامة .. اتجاه مصري جديد لمواجهة جائحة كورونا

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

في ضوء الإجراءات الاحترازية التي أقرتها الحكومة المصرية، أمس، بشأن الوقاية من فيروس كورونا خلال فترة ما بعد انقضاء إجازة عيد الفطر المبارك، أصبح ارتداء الكمامة إجباريًا على المواطن حيث ألزم قرار رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في مادته الحادية عشرة، العاملين والمترددين على جميع الأسواق، أو المحلات، أو المنشآت الحكومية، أو المنشآت الخاصة، أو البنوك، أو أثناء التواجد بجميع وسائل النقل الجماعية؛ سواء العامة أو الخاصة، بارتداء الكمامات الواقية، وذلك لحين صدور إشعار آخر.

كما نص القرار، في مادته الرابعة عشرة، على أنه مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد تنص عليها القوانين المعمول بها، يُعاقب كل من يخالف حكم المادة الحادية عشرة من هذا القرار بغرامة لا تجاوز أربعة آلاف جنيه، ويُعاقب كل من يخالف باقي أحكام هذا القرار بالحبس وبغرامة لا تجاوز أربعة ألاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.​

في غضون ذلك، تساءل البعض عن إمكانية توفير كمامات اقتصادية للوقاية من الفيروس ويسهل استخدامها أكثر من مرة، لا سيما بعد الحديث عن الكمامة القماشية المستدامة وشروع الدولة في إنتاجها وطرحها للمواطنين بأسعار مناسبة، فما هي الكمامات القماشية؟ وما هي مواصفاتها؟ وهل تقي من مخاطر العدوى؟



الكمامة القماشية المستدامة

قبل يومين، كشف المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج “التاسعة” المذاع عبر القناة الأولى بالتلفزيون المصري، أن شركات الملابس المتوقفة حصلت على تصريح من وزارة الصحة للبدء في إنتاج كمامات القماش، وستباع بسعر في متناول الجميع.

وأضاف سعد: أنه سيتم طرح الكمامات القماش بسعر 5 جنيهات للواحدة عبر مصانع الملابس.

وأوضح متحدث مجلس الوزراء، أنه تم اصدار موافقات قياسية من وزارة الصحة لصنع هذه الكمامات بحيث تكون آمنة تماما لمن يرتديها كما ستكون صالحة للاستخدام لمدة شهر.

وفي تصريحات سابقة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أشار إلى التنسيق مع وزارة الصناعة على إنتاج الكمامات المصنعة من الأقمشة، لتكون متاحة أمام جميع المواطنين، حيث أعلن مدبولي تعميم مواصفات معتمدة لـ”الكمامات المستدامة” على المصانع المتخصصة، بالتنسيق مع الدكتورة نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، لبدء تصنيعها وفقًا لتلك المواصفات، في إطار جهود الدولة الضخمة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”.

وأضاف مدبولي، في اجتماع عقده لمتابعة توافر المستلزمات اللازمة لمواجهة فيروس كورونا المستجد مع عدد من المسؤولين، أنّ تعميم المواصفات لتصنيعها تهدف لتكون متوافرة ومتاحة لجميع المواطنين.

مواصفات الكمامة القماشية

من جانبه، أوضح الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح -في تصريحات صحفية- مواصفات الكمامة القماشية المطابقة للمواصفات على النحو التالي:

– سُمك طبقة القماش تجعل هذه الكمامات أفضل من الكمامات الورقية التي يتم ارتداؤها لـ6 أو 8 ساعات.

– الكمامة قابلة لإعادة الاستخدام وغسلها للاستفادة منها أكثر من مرة.

– الكمامة الواحدة بـ5 جنيهات أو أقل ويمكن استخدامها على مدار شهر كامل.

– يجب أن تكون الكمامة مناسبة بشكل مريح مع الأنف والخدين، وتربط خلف الرأس أو تستخدم حلقات الأذن، وتشمل طبقات متعددة من القماش.

– يجب أن تغطي الكمامة الفم والأنف والذقن.

– يجب أن تسمح بالتنفس دون قيود، ويمكن غسلها وتجفيفها آليا دون تلف أو تغيير الشكل.

– يفضل أن يرتديها الأشخاص الأصحاء فقط، أما الشخص المريض أو المشبته إصابته بالفيروس فيرتدي الكمامة الطبية.

– يجب أن تخضع مواصفات الكمامة المستدامة للقياسات الصناعية.

أطباء: الكمامة القماشية تقلل انتشار العدوى.. وليست للأطباء والممرضين

من ناحيته، أوضح الدكتور عبدالهادي مصباح، أستاذ المناعة والطب الوقائي، أن الكمامات القماشية أمر متبع بالفعل في عدد من دول العالم، من بينهم أمريكا، للتغلب على نقص الكمامات الضخم حاليًا وزيادة الطلب عليها، حيث يتم توفير الأنواع الطبية للأطقم التمريض والأطباء الذين يحتكون باستمرار مع تلك الحالات.

وأضاف عبدالهادي: أن فكرة تلك الكمامات ترتكز إلى إعادة استخدامها مرة أخرى، لذلك فهي “قماشية”، حيث إنها تمنع الرذاذ المتطاير أثناء السعال أو العطس من الوصول إلى الشخص، باعتبار أنه كلما قلت كثافة الفيروس انخفضت نسبة انتشار العدوى.

وتابع أن تلك الكمامات القماشية يمكن غسلها وإعادة استخدامها، حيث لا يوجد بها فلتر، على غرار الكمامات الطبية الأخرى، فهي بمثابة حاجز لتقليل انتشار العدوى، مشيرًا إلى أن الأبحاث العلمية بالعالم أكدت أن الأشخاص الذين يرتدون الكمامات باستمرار هم الأقل عرضة للمرض، محذرًا الأطباء والممرضين من ارتدائها لتعاملهم الدائم مع مرضى كورونا.

فيما قال المهندس علي هندي، مدير عام قطاع الكهرباء في شركة مصر للغزل والنسيج بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، والمسؤول عن صناعة الكمامات بها، إنه بالفعل تم تصنيع تلك الكمامات القماشية المستدامة مع بداية ظهور فيروس كورونا بالبلاد، ولكن تم وقفها لاحقا لإنتاح الكمامات الطبية، مشيرًا إلى إنتاج 170 ألف كمامة في اليوم، عبر 3 ماكينات.

وأردف “هندي” أن الكمامات القماشية نوعان، الأولى مصنوعة من طبقة واحدة قطنية 100% لمنع الرزاز بحيث تكون المسام مغلقة تمامًا، ويمكن إعادة استخدامها بغسلها عقب العودة للمنزل ثم كيها كبديل للتعقيم.

يشار إلى أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC أوصت بضرورة ارتداء الكمامات “أقنعه الوجه” المصنوعه من القماش، وذلك أثناء التواجد بالأماكن العامة لمنع انتشار فيروس كورونا بعد تأكيدات العديد من الباحثين أن العدوى بالفيروس تنتقل على مسافات بعيدة قد تصل إلى 8 أمتار نتيجة لسعال أو عطس المصاب.

ووفقا للموقع الرسمي لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منه تمتاز أغطية الوجه القماشية بالعديد من المميزات، وهي أن تتناسب بشكل مريح مع جانب الوجه، وتكون مؤمنة بالعلاقات أو حلقات حول الأذن، تشمل طبقات متعددة من القماش، تسمح بالتنفس بدون قيود، ويمكن غسلها وتجفيفها آليًا دون تلف أو تغيير الشكل.

وبالرغم من أن الكمامات القماشية يعتبرها كثيرون حلًا مثاليًا لمواجهة تفشي فيروس كورونا “كوفيد-19″، كونها تسمح بالاستخدام المتعدد، كما يمكن صناعتها منزليًا باستخدام أدوات بسيطة وخامات متاحة، لكن خبراء يحذرون من أن تلك الكمامات ربما تأتي بنتائج عكسية تمامًا إذا لم يتم تطهيرها بانتظام، وأنها بذلك لن تكون فعالة بنفس القدر الذي توفره “الكمامة الطبية” التقليدية، والتي يتم التخلص منها بعد مرة واحدة من الاستخدام.

ربما يعجبك أيضا