الكونجرس الأمريكي بعد انتخابات التجديد: دعمنا لأوكرانيا بلا حدود

بعد أسابيع من انتخابات التجديد النصفي، توجه وفد من أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى مؤتمر أمني في كندا، للتشديد على دعم أوكرانيا.

لكن المتخصص بالشؤون الدبلوماسية، روبي جرامر، يشير في تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” يوم 21 نوفمبر 2022، إلى تزايد مخاوف كييف وأوروبا بشأن الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا، بسبب انتصار الجمهوريين المحدود في مجلس النواب.

الجمهوريون والكونجرس ودعم أوكرانيا

حسب التقرير، شكك عدد قليل من الجمهوريين في الدعم الأمريكي لأوكرانيا قبل انتخابات التجديد النصفي لمجلسي الكونجرس، وسعى بعضهم لوقف المساعدات الأمريكية من الأسلحة، لكن المشرعين الآخرين يقاومون هذه الرواية، ويصرون على أنها لا تمثل وجهة نظر الغالبية العظمى من أعضاء الكونجرس.

من جهته، أجاب كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ورئيس وفد الكونجرس إلى كندا، السيناتور جيم ريش، عندما سئل عن استمرار دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا: “الحزبان ملزمان بذلك، بصرف النظر عن أي خلافات.. نحن متعاونون في هذا الأمر”.

جيم ريش – الكونجرس

قلق مستمر

سلم رئيس الوفد و8 مشرعين أمريكيين آخرين من كلا الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) الرسالة إلى شخصيات أجنبية بارزة من أوكرانيا وكندا، ودول أخرى في حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في منتدى “هاليفاكس” للأمن الدولي، وهو تجمع سنوي لقادة وخبراء الأمن القومي.

ويرى جرامر أن الرسالة تهدئ أي شكوك عالقة بين الأوكرانيين وحلفاء “الناتو” الآخرين، وهو ما أكدته مقابلات مع 5 مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين، تحدث بعضهم بشرط عدم الكشف عن هويته، لكنها لم تبدد المخاوف بشأن تغير السياسة الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة 2024.

ترامب قد يتخلى عن أوكرانيا

قال مسؤول أوروبي كبير لـ”فورين بوليسي”، مشترطًا عدم الكشف عن هويته: “لقد أوصل المشرعون رسالة مفادها أن التحالف مع أوروبا أولوية للولايات المتحدة، وأنهم لن يتخلوا عن أوكرانيا، وشددوا على التزامهم بذلك”.

واستدرك المسؤول: “لا نزال نعاني من فترة ترامب، وشعاره الذي انتشر (اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) خاصة أننا لا نعرف ماذا سيحدث بعد عامين في انتخابات الرئاسة، وما إذا كان (ترامب) سيرشح نفسه أم لا.. حينها يمكن للتحالف الذي يشكله ترامب أن يتخلى عن دعم أوكرانيا”.

بايدن يطلب دعمًا لأوكرانيا

حسب التقرير، طلب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، هذا الشهر من الكونجرس تمويلًا طارئًا بقيمة 37 مليار دولار لأوكرانيا، منها مساعدات عسكرية وإنسانية، وهو ضخ نقدي ضخم جاء بعد أن أحرزت القوات الأوكرانية سلسلة من الانتصارات الكبيرة ضد الجيش الروسي، واستعادت مدينة خيرسون الساحلية الرئيسة.

من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في حديثه بمؤتمر “هاليفاكس”، إن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا حيوي للأمن عبر المحيط الأطلنطي، وصحة الاقتصاد الأمريكي، لأن أوروبا من أكبر وأهم الشركاء التجاريين. وأشار إلى أن أي أزمة أمنية ضخمة في أوروبا تؤثر في الأمريكيين العاديين.

استطلاعات الرأي علامة تحذير

تشكل سلسلة من استطلاعات الرأي الجديدة علامة تحذير مبكرة، من أن المسؤولين المنتخبين في الولايات المتحدة قد يواجهون ضغوطًا من الناخبين في المستقبل، لأنهم يواصلون ضخ عشرات المليارات من الدولارات لتمويل الحرب في أوكرانيا، في وقت تصارع فيه الدول الغربية التضخم وتستعد لانكماش اقتصادي كبير.

وحسب تقرير جرامر، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” في وقت سابق من هذا الشهر، أن 48% من الناخبين الجمهوريين يعتقدون أن الولايات المتحدة تفعل الكثير لدعم أوكرانيا.

وأظهر استطلاع منفصل أجراه منتدى “هاليفاكس” للأمن الدولي ومجموعة استطلاعات “إيبسوس” أن 88% من الأمريكيين يعتقدون أن البلاد “يجب أن تركز على الداخل في الأوقات الاقتصادية الصعبة”.

سارة جاكوبس – الكونجرس

أوروبا يجب أن تسهم

قال المبعوث الخاص لأوكرانيا تحت إدارة ترامب السابقة، كورت فولكر، إن واشنطن قد تواجه مزيدًا من الضغوط السياسية لوقف ضخ المساعدات لأوكرانيا في نهاية المطاف، إذا اعتقد الناخبون أن أوروبا لا تتحمل نصيبها العادل من العبء.

وأضاف فولكر لمجلة “فورين بوليسي”: “إذا لم تتعاون أوروبا وتزد من الدعم لمساعدة أوكرانيا، فسيصبح ذلك عبئًا سياسيًّا في الولايات المتحدة”. وتوقع اندلاع نقاش جديد حول دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في دورة الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

سبب الخوف

قال أحد المشرعين الديمقراطيين البارزين إنه يتفهم سبب خوف حلفاء الولايات المتحدة من توقف الدعم الأمريكي لأوكرانيا، فقد سبق أن أوقفت بلاده دعمها عن إثيوبيا والصومال في غرب إفريقيا، وتوقف الدعم الأمريكي عن أفغانستان، لذلك، هذا مصدر قلق مفهوم، حسب ما نقلت “فورين بوليسي”.

وعبّر المشرعون في “هاليفاكس” عن إحباطهم من التغطية الإعلامية الضخمة التي حظيت بها تعليقات عدم دعم أوكرانيا، قائلين إنها لا تعكس رأي الغالبية العظمى من كلا الحزبين. وتحدثت النائبة الديمقراطية، سارة جاكوبس، عن إجماع واسع بين الحزبين على دعم أوكرانيا.