المبعوثة الأممية إلى ليبيا.. هل تصل لانتخابات أم تزيد جراح البلاد؟ 

أحمد  حويدق

حالة من الجمود السياسي تعيشها ليبيا، وسط غضب شعبي مطالبًا بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، لبناء مؤسسات الدولة التي دمرها التناحر الداخلي بين الساسة.

وفي ظل المحاولات الدولية لإنقاذ الوضع الهش في البلاد من الخروج عن السيطرة، اجتمعت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة بليبيا ستيفاني خوري مع كل من المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند والقائم بالأعمال في السفارة الأمريكية لدى البلاد جيرمي بيرنت لمناقشة الوضع السياسي في البلاد.

خطوات على الأرض

في السياق يقول الباحث الليبي، محمد الترهوني، إن الوضع في البلاد يواجه مزيدًا من التعقيد، فمنذ سقوط حكم معمر القذافي، فشلت جميع الحكومات في الإيفاء بوعودها، سواء المتعلقة بإخلاء العاصمة من الجماعات المسلحة أو بتحسين الأحوال الاقتصادية والمعيشية المزرية في ليبيا.

ويُضيف الترهوني، خلال تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن سبب تعميق جروح البلاد هو فشل المبادرات الهادفة لإنهاء حالة الانقسام المؤسّساتي التي تشهدها البلاد منذ 2014، بجانب تعين ستيفاني خوري صاحبة الأصول اللبنانية والجنسية الأمريكية خلفًا لعبد الله باثيلي، على حد وصفه.

من المنتظر أن تقدم ستيفاني خوري إحاطة بشأن الأوضاع السياسية والاجتماعية والإنسانية في ليبيا أمام مجلس الأمن الدولي، وتأتي الإحاطة في جدولها المقرر كل نصف شهر للمجلس حول الوضع في ليبيا، وذلك بعد أن عقدت خوري في الأيام القليلة الماضية سلسلة من اللقاءات مع عدد من أطراف الصراع الليبي، بينهم المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ومستشار الأمن القومي إبراهيم بوشناف، وعضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، وعضو المجلس الرئاسي موسى الكوني.

ملتقى الحوار السياسي

يتوقع بعض المراقبين أن تعمل خوري على عقد ملتقى حوار سياسي ليبي على غرار رئيسة البعثة بالإنابة السابقة ستيفاني ويليامز، والذي أفرز السلطة التنفيذية الحالية، وهو ملتقى جرى تشكيله في 2021، تألف من 75 شخصية تمثل كافة الأطياف الليبية وقد قاد جهود تشكيل حكومة جديدة وحدد موعدًا للانتخابات.

وهنا يؤكد الترهوني، أن ملتقى الحوار السياسي لم يمثل كل الأطياف الليبية، بجانب أن هناك أطراف ليبية همشت من المشاركة وهذا ما يخل في الكثير من قرارات هذه اللجنة وهذا الحوار، مشيرًا إلى أن أحد أسباب فشل هذا الملتقي أيضًا “واشنطن”، لأن ليبيا منذ 10 سنوات تحت وصاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتحت سلطة قرارتهم.

المهمة الصعبة

بقدر ما يرجح الخبراء في الشأن الليبي إمكانية نجاح المسؤولة الأممية بقيادة خوري في الدفع بالعملية السياسية وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، بقدر ما يؤكدون أن حل الأزمة يبقى بيد الأطراف الليبية.

أطراف الصراع الداخلي الليبي لا يرفضون إيجاد حل سياسي سلمي يُنهي حالة الإنقسام في البلاد، لكنه رافضون للتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي، وأن خوري تسعى لتحقيق أهداف الإدارة الأمريكية في ليبيا، وهذا ما أكدته الباحثة السياسية الليبية حورية بويمامة، في تصريحاتها لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن “الشعب الليبي في حالة ملل من هذه التحركات خاصة في العامين الأخيرين، فترة باتيلي، وخوري، وأصبح دور البعثة الأممية في ليبيا غائب تماما”.

وأضافت حورية، أنه يجب على خوري أن تبتعد عن سياسة بلادها لكونها تمثل الأمم المتحدة بدور محايد، ولا تمثل بلادها في هذا المنصب، ويجب عليها العمل بسياسة تفيد الليبيين وتصل لبناء مؤسسات الدولة بانتخابات حرة وليس العكس.

وترى الباحثة السياسية الليبية حورية بويمامة أن ستيفاني اليوم تسعى لعقد ملتقى حوار سياسي ليبي جديد لإطالة أمد الفترة المؤقتة في البلاد الى أجل غير مسمى، وهذا ما يرفضه الشعب الليبي.

ربما يعجبك أيضا