المجاعة تهدد دارفور.. والجيش السوداني يمنع دخول قوافل الأمم المتحدة الغذائية

إغلاق معبر أدري يفاقم أزمة الجوع في السودان ويعطل جهود الإغاثة الدولية

إسراء عبدالمطلب

قال خبراء إن البلاد التي مزقتها الحرب الأهلية قد تواجه قريبًا واحدة من أسوأ المجاعات في العالم منذ عقود.


بينما يتجه السودان نحو المجاعة، يعمل جيشه على منع الأمم المتحدة من إدخال كميات هائلة من الغذاء إلى البلاد عبر معبر حدودي حيوي.

ويؤدي ذلك فعليًا إلى قطع المساعدات عن مئات الآلاف من الناس الذين يعانون من المجاعة في خضم الحرب الأهلية. ويحذر الخبراء من أن السودان، الذي بالكاد يعمل بعد 15 شهراً من القتال، قد يواجه قريباً واحدة من أسوأ المجاعات في العالم منذ عقود.

ينحني الناس فوق الصنابير التي تملأ عبوات بلاستيكية بالماء.

المجاعة تهدد السودان

حسب صحيفة نيويورك تايمز، الجمعة 26 يوليو 2024، رفض الجيش السوداني السماح لقوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة بالمرور عبر المعبر، يحبط جهود الإغاثة الشاملة التي تعتبر ضرورية لمنع مئات الآلاف من الوفيات، وفقاً لتقديرات تصل إلى 2.5 مليون شخص بحلول نهاية العام.

ويهدد خطر المجاعة دارفور، المنطقة التي تعادل مساحتها مساحة إسبانيا، والتي عانت من الإبادة الجماعية قبل عقدين من الزمان. ومن بين المقاطعات السودانية الأربع عشرة المعرضة لخطر المجاعة، هناك ثماني مقاطعات في دارفور، على الجانب الآخر من الحدود التي تحاول الأمم المتحدة عبورها وينفذ الوقت لمساعدة هذه المقاطعات.

نزوح بسبب الجوع

نقطة الحدود المغلقة عند معبر أدري، التي أصبحت موضوعاً للنداءات الملحة من جانب المسؤولين الأميركيين، تقع على بعد أدري، المعبر الرئيسي من تشاد إلى السودان على الحدود، حيث يبدو أن كل شيء تقريباً يتدفق: اللاجئون والتجار، والدراجات النارية ذات الأربع عجلات التي تحمل جلود الحيوانات، وعربات الحمير المحملة ببراميل الوقود.

ولكن الشاحنات التابعة للأمم المتحدة المحملة بالطعام الذي يحتاجه دارفور يتم حظرها من دخول السودان، ويعاني بالفعل 440 ألف شخص في دارفور من المجاعة، والجوع هو السبب الرئيسي لرحيل اللاجئين من دارفور الآن وليس الصراع.

المساعدات لا تصل

فرض الجيش السوداني المرسوم على المعبر قبل خمسة أشهر بهدف حظر تهريب الأسلحة، لكن الأسلحة والأموال والمقاتلون يواصلون التدفق إلى السودان من خلال مسارات أخرى على الحدود التي تبلغ طولها 870 ميلاً، والتي تسيطر عليها في الغالب جماعة شبه عسكرية معروفة باسم قوات الدعم السريع.

ولا يسيطر الجيش حتى على معبر أدري، حيث يقف مقاتلو قوات الدعم السريع على بعد 100 ياردة خلف الحدود على الجانب السوداني. ورغم ذلك، تصر الأمم المتحدة على أنها لابد وأن تحترم الأمر بعدم العبور من المنطقة العسكرية في بورتسودان، لأنها السلطة السيادية للسودان. بدلاً من ذلك، تضطر شاحنات الأمم المتحدة إلى القيام برحلة طويلة إلى الشمال إلى تين عند معبر تسيطر عليه ميليشيا متحالفة مع الجيش السوداني، حيث يُسمح لها بدخول دارفور.

مجاعة جماعية

تحويل مسار المساعدات يعد أمراً خطيراً ومكلفاً ويستغرق خمسة أضعاف الوقت المطلوب للمرور عبر معبر أدري ولم يمر سوى جزء ضئيل من المساعدات المطلوبة عبر معبر تين منذ فبراير، بسبب إغلاقه بفعل الأمطار الموسمية. ومنذ إغلاق معبر أدري في فبراير، ارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات الطوارئ من الجوع من 1.7 مليون إلى سبعة ملايين في يونيو.

ومع اقتراب احتمالات المجاعة الجماعية في السودان، أصبح إغلاق معبر أدري محوراً رئيسياً للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتكثيف جهود المساعدات الطارئة. وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد: “إن هذا التعطيل غير مقبول على الإطلاق”. وبالنسبة لبرنامج الغذاء العالمي، فإن تحويل المساعدات إلى دارفور يتطلب وقتاً وموارد ضخمة، ولا يمكنه الوصول إلا إلى نسبة قليلة من المحتاجين في ظل عدم الوصول إلى الحدود.

ربما يعجبك أيضا