المخاطر تتزايد.. حان وقت نزع «السلاح النووي» من المنطقة

محمد النحاس
النووي في الشرق الأوسط

التحدي الأساسي يكمن في أن الأطراف المختلفة، بما في ذلك إيران وإسرائيل، لديهما أسباب وجيهة للاحتفاظ بقدراتها النووية، ما يجعل التوصل إلى اتفاق شامل أمرًا صعبًا


تشير التطورات الأخيرة إلى أن الحرب الجارية في غزة قد تدفع إلى إعادة التفكير في جهود منع انتشار الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط. 

في أكتوبر 2023، دعت عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود، ريفيتال غوتليف، إلى استخدام “صواريخ أريحا” والقنبلة النووية ضد غزة، كما صرح وزير التراث الإسرائيلي آنذاك، عميحاي إلياهو، في مقابلة إذاعية بأن إسرائيل قد تفكر في إسقاط قنبلة ذرية على غزة.

زيادة المخاطر

هذا النوع من الخطاب النووي يشير إلى زيادة الخطر المرتبط بتصاعد التهديدات النووية في الشرق الأوسط، وفق مقال لمجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية المنشور، الجمعة 13 سبتمبر 2024. 

كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد وجه “ضربة” لجهود منع انتشار الأسلحة النووية ضربة قوية من خلال انسحابه الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني (JCPOA) في عام 2018، مما دفع إيران إلى تسريع برنامجها النووي.

التوترات تحتدم

مع تصاعد الحرب في غزة، قامت إسرائيل باغتيال عدد من القادة البارزين في حماس وحزب الله وإيران، من بينهم قائد فيلق القدس في لبنان وسوريا محمد رضا زاهدي، والمسؤول المالي لحماس محمد سرور، كما استهدفت مواقع لحزب الله في جنوب لبنان، ما أدى إلى تصعيد الأوضاع بين الطرفين.

قد يؤدي استمرار هذا التصعيد إلى زيادة إصرار إيران على تطوير رادع نووي لمواجهة قوة الردع النووي الإسرائيلي، مما قد يدفع الجهود الدبلوماسية حول الملف النووي الإيراني للعودة إلى طاولة المفاوضات بقوة، حسب مقال المجلة الأمريكية.

نزع السلاح النووي

يرى المقال أنه ورغم التحديات الدبلوماسية الكبيرة، فإن إدارة أمريكية جديدة قد تكون قادرة على التوصل إلى اتفاقات تضع إطارًا لنزع السلاح النووي في المنطقة.

إحدى الأفكار التي قد تُطرح هي أن تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل ضمانات أمنية قوية، مثل مظلة نووية أمريكية، مقابل التزام إسرائيل بالتخلي عن ترسانتها النووية والانضمام إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.

تحديات

مثل هذا الاتفاق يمكن أن يساهم في تخفيف التوترات الإقليمية ويوفر إطارًا دبلوماسيًا طويل الأمد لضمان استقرار المنطقة ومنع انتشار الأسلحة النووية، وفق المجلة الأمريكية. 

لكن التحدي الأساسي يكمن في أن الأطراف المختلفة، بما في ذلك إيران وإسرائيل، لديهما أسباب وجيهة للاحتفاظ بقدراتها النووية، ما يجعل التوصل إلى اتفاق شامل أمرًا صعبًا ويتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة من جميع الأطراف المعنية.

ربما يعجبك أيضا