المخدرات.. سلاح خامنئي السري لتدمير مستقبل إيران

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

لم تتوان المساعي الإيرانية للبحث عن كل وسيلة لتدمير كل شيء حتى شبابها، فالتفكير الشيطاني الذي يتبناه نظام الملالي نجح في تدمير الأجيال في الداخل والخارج، فالأفيون في إيران أصبح بأوراق حكومية معتمدة، وكيف لا ومن يقوم بتوزيعها هو الحرس الثوري، ولأن البداية كانت من داخل النظام في تفشي المخدرات في جميع طبقات المجتمع، فهو يسعى الآن للحد من هذه الظاهرة ولكن بأيدٍ مرتعشة.

تفاقمت مشكلة المخدرات في إيران مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وتفشي البطالة في المجتمع؛ التي دفعت بالشباب إلى طريقها، سواء من خلال بوابة التهريب أو التجارة أو الإدمان ، أو الوقوع في مستنقع الإدمان والضياع، ويصل عدد مدمني المخدرات ومتعاطيها إلى أكثر من مليوني شخص في إيران، وفق الإحصائيات الحكومية، غير أنه من المتوقع أن يكون الرقم ضعف الرقم الحالي، خاصة أن ظاهرة الإدمان في ارتفاع مستمر في المجتمع الإيراني.

تحت أعين الحكومة

كشف”فضل الله أذرفر” -رئيس منظمة “دانا” الزراعية شرق إيران- أن مواطناً حصل علی قرض قدره 400 ملیون ريال إيراني، من “لجنة إغاثة الإمام الخميني” الحكومية، لإیجاد فرصة عمل، وزرع بدل ذلك عشبة الماريجوانا المخدرة”.

لكن سرعان ما نفت “لجنة إغاثة الإمام الخميني” منح القرض لزارع الماريجوانا بعد أن تداولته الصحافة الإيرانية وأصبح محرجاً لمسؤولي اللجنة.

رغم ذلك لم تنف أي جهة صحة الخبر وزرع الماريجوانا، لا سيما أن صوراً تداولتها مواقع شبه رسمية عن شجرة الماريجوانا المزروعة في الحديقة وحضور الشرطة في المكان.

إلغاء الإعدام

ذكرت الإذاعة الفرنسية، أن “قانوناً إيرانياً، بمجرد دخوله حيز التنفيذ، سيؤدي إلى إفلات آلاف من تجار المخدرات من الإعدام، حيث يخفف القانون عقوبة الاتجار بالمخدرات”.

وأضافت الإذاعة، أن القرار اتخذه رئيس الهيئة القضائية الإيرانية، “صادق لاريجاني”، الذي وجه الأجهزة القضائية، إلى تطبيق القانون الذي صوت عليه البرلمان في أغسطس من العام الماضي.

ووفقاً للقانون الإيراني الجديد، فإنه سيفلت قرابة 5 آلاف مسجون محكوم عليه بالإعدام بتهمة الاتجار بالمخدرات، من الحكم، كما أنه على القضاة إعادة النظر في سجلات قضايا أحكام الإعدامات لقضايا المخدرات لوقف تنفيذها.

وكان القانون الجنائي الإيراني ينص على أن أي شخص بحوزته أكثر من 30 جراماً من المخدرات، يحكم عليه بإلإعدام، إلا أن نص القانون الجديد المقرر دخوله حيز التنفيذ، الحكم بالإعدام على من يضبط بحوزته، أكثر من 2 كيلوجرام من تهريب المخدرات، “وليس الاتجار”، ويعامل معاملة تجار الأسلحة والقتلة المحترفين.

الحرس الثوري

لم يقف الأمر على ترويج المخدرات في الداخل فقط، بل أيضا دول مجاورة؛ بحسب تصريحات مدير اللجنة الوطنية العراقية لمكافحة المخدرات، إذ أكد أن إيران تحولت لعاصمة ومركز للتهريب على مستوى العالم، فهي تربط بين مزارع الإنتاج في أفغانستان، وأسواق الاستهلاك في الدول الأخرى، مستغلة دول الجوار في عمليات التهريب، خاصة أذربيجان والعراق ودول الخليج العربي.

وفي مقابلة سابقة مع “التايمز” البريطانية، قال الدبلوماسي الإيراني السابق “أبوالفضل إسلامي”: إن الحرس الثوري الإيراني دخل سوق تجارة المخدرات عام 1982، وكان ذلك بالتزامن مع هبوط أسعار النفط؛ حيث سمحت القيادة الإيرانية للحرس الثوري بأن يدخل في تجارة الممنوعات وعمليات التهريب وغسل الأموال لتغطية تكاليف حروبه، والاكتفاء الذاتي، ولضرب المجتمعات والدول التي يعاديها النظام الإيراني ويتربص بها الشر، لذا يجني الحرس الثوري سنويا مليارات الدولارات من تجارة المخدرات وحدها.

وقبل ذلك، كان الرئيس الإيراني السابق “أحمدي نجاد”، قد لمّح إلى تورط الحرس الثوري في السيطرة على السوق السوداء وتهريب السلع والمخدرات عندما وصفهم في إحدى خطبه بـ”إخوتنا المهربين”.

يُشار إلى أن الحرس الثوري يتكفل منذ سنوات بتأمين الحدود الشرقية مع باكستان وأفغانستان، وهو ما يثير الشكوك حول علاقته بعصابات تهريب المخدرات، ومسارات مرورها إلى الدول الأخرى.

أوروبا والغرب

في يناير 2016، نشر موقع “ويكيليكس” برقية سرية بتاريخ 12 يونيو 2009، صدرت عن السفارة الأمريكية في باكو، تشير إلى أن كميات الهيروين التي مصدرها إيران، والمصدرة إلى أذربيجان، ارتفعت من 20 ألف كيلوجرام في 2006، إلى 59 ألفًا في الربع الأول من 2009 وحده، وأكدت البرقية التي تستند إلى تقارير سرية لمحققي الأمم المتحدة المكلفين بالملف، أن أذربيجان من الطرق الرئيسة لتصدير الهيروين نحو أوروبا والغرب.

ونقلت هذه البرقية عن دبلوماسيين أمريكيين قولهم: إن إيران تعتبر من أكبر مهربي المخدرات في العالم، فهي أكبر مشترٍ للأفيون الأفغاني، وأحد أكبر منتجي الهيروين في العالم، وأضافوا أن 95% من الهيروين في أذربيجان يأتي من إيران، في حين تصدر الكمية نفسها من أذربيجان إلى السوق الأوروبية.

الأفيون

كشف مسح ميداني أجرته منظمة مكافحة المخدرات الإيرانية عن ارتفاع عدد متعاطي المخدرات إلى أكثر من الضعف خلال السنوات الست الماضية، ووجدت الدراسة أن 2.8 مليون مواطن أي حوالى 3,5 في المائة من السكان يتعاطون المخدرات بانتظام، حيث يمثل الأفيون 67 في المئة من استهلاكهم وبعدها الماريغوانا 12 في المائة وثالثا الميثامفيتامين حوالي 8 في المائة.

وفي العام الماضي، نشرت وزارة الصحة الإيرانية أن المخدرات تتسبب بمقتل ثمانية مواطنين في البلاد يوميا، وأن 65% من متعاطي المخدرات عن طريق الحقن مصابون بمتلازمة نقص المناعة المكتسب “إيدز” و50% من المدمنين على المواد المخدرة مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي “سي”.

تعتبر المخدرات رابع مسبب لوفاة الإيرانيين، وتؤدي لوفاة ثمانية أشخاص يوميا، بالإضافة إلى أن 50% من المحبوسين محكومون بقضايا تتعلق بتعاطي المخدرات أو الاتجار بها، وأن 26.5% من أسباب الطلاق سببها الإدمان على المخدرات والكحول.

ووفقا لتقارير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات، تأتي إيران في المرتبة الثانية عالميا من حيث استهلاك المخدرات 15% بعد قارة أوروبا بجميع دولها  19%.

ربما يعجبك أيضا