المساومة مع خامنئي.. هل ينجح بزشكيان بتحقيق التغيير في إيران؟

عمر رأفت
بزشكيان يعد بإجراء تغييرات في إيران.. هل يمكنه ذلك؟

شوهد الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، وهو يجلس بجانب المقبرة التي تحمل اسم زوجته فاطمة، وبعد لحظات كان راكبا في السيارة وهو يبكي.

ورصدت صحيفة “نيويورك تايمز”، هذا المشهد، في تقرير نشر اليوم الثلاثاء 16 يوليو 2024، وقال بزشكيان وهو يبكي أمام الكاميرا:”أفتقدك أكثر من أي وقت مضى، أتمنى لو كنت هنا معي في هذه الأيام”، في مشهد نادر بإيران.

زعيم حديث لعصر جديد

يصور بزشكيان نفسه كزعيم حديث لعصر جديد في إيران، ورجل متدين اعتبر زوجته شريكة مساوية له عندما كانت على قيد الحياة، ووفيًا لها بعد وفاتها في حادثة سيارة، حيث قام بتربية 3 أطفال ولم يتزوج مرة أخرى.

وقال مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز، بتصريحات لنيويورك تايمز: “من المثير للاهتمام كيف بزشكيان استخدم قصة عائلته كدليل على التزامه وموثوقيته، فهو وعد بأنه سيقف بجانب الشعب الإيراني، مثلما وقف مع أولاده بعد وفاة والدتهم”.

فيما قال بزشكيان إنه يريد توجيه إيران لتصبح أكثر ازدهارا وأكثر انفتاحا اجتماعيا وأكثر انخراطا مع الغرب، وفي مقال رأي نُشر في صحيفة طهران تايمز يوم السبت الماضي، وصف سياسته الخارجية بأنها “مدفوعة بالفرص”، وتعزز العلاقات مع حليفتيها روسيا والصين، ولكنها أيضًا منفتحة على التعاون مع الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن إيران لن تستجيب للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة.

المساومة مع خامنئي

أشارت نيويورك تايمز إلى أنه يبقى الأن رؤية ما إذا كان بزشكيان قادرًا على تنفيذ هذه التغييرات، فكانت هناك محاولات من قبل بزشكيان لكنها فشلت، ولكن الفرصة متاحة للمحاولة، خاصة أن المرشد الإيراني علي خامنئي، أيد بزشكيان، وأصدر تعليماته بالعمل مع الرئيس الجديد.

وفي احتفال ديني في مجمع خامنئي، دخل المرشد الأعلى إلى القاعة مع بزشكيان، وهي لفتة لم يقم بها مع أي رئيس منذ ثلاثة عقود على الأقل، كما قال المراقبون.

وقال محللون إنه سيتعين على بزشكيان المساومة مع خامنئي، إذا أراد أن يفي بالتغييرات التي وعد بها، مثل الحد من فرض الحجاب الإلزامي على النساء، ورفع القيود على الإنترنت، والتعامل مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، والمحاولة لرفع العقوبات.

معتقدات بزشكيان

يقود وزير الخارجية السابق والشخصية البارزة في الحزب، محمد جواد ظريف، الذي شارك في الحملة الانتخابية لصالحه، اللجنة الاستشارية للحكومة الانتقالية.

وقال الدكتور نائب وزير الصحة السابق، في مقابلة عبر الهاتف من طهران، كيانوش جهانبور تعقيبًا على بزشكيان: “لم يتنازل عن معتقداته، ويعرف كيفية التعامل مع التوترات”.

ليس هناك أمل

تعقيبًا على وجود إمكانية بحدوث تغييرات على يد رئيسي، قالت الناشطة في مجال حقوق المرأة، التي سُجنت في عام 2016 علية مطلب زادة: “ليس لدي الكثير من الأمل، لم يتمكن الإصلاحيون، حتى في ذروة قوتهم، من تنفيذ أي تغييرات طويلة الأمد وعميقة فيما يتعلق بحقوق المرأة، وبزشكيان رجل النظام”.

فيما قال الناشطون إنه اتبع الحكومة في عدة مناسبات، حيث طالب النساء بارتداء الحجاب في السنوات الأولى للثورة عندما كان رئيسًا لإحدى الجامعات.

ربما يعجبك أيضا