المستقبل لـ«بكين».. هل تتفوق الصين على أمريكا عسكريًا؟

محمد النحاس
الصين تتفوق عسكريًا على أمريكا

في خضم النقاشات الحالية بشأن القدرات العسكرية المستقبلية، يحتل الذكاء الاصطناعي مكانة بارزة، حيث يُنظر إليه كعامل محوري سيغير طبيعة الحروب.  

لكن، يبدو أن الطموحات الأمريكية في هذا المجال لا تتماشى مع الواقع المالي لوزارة الدفاع، بحسب مقال للرئيس الأسبق لهيئة الأركان البحرية الأمريكية، جاري روجهد، على موقع “ديفنس نيوز” اليوم السبت 24 أغسطس 2024.

تقدم صيني

رغم أن زيادة الميزانية ليست دائمًا الحل الأمثل لكافة مشاكل وزارة الدفاع، إلا أن القوات المسلحة الأمريكية تعتمد على ما تشتريه.

ويردف روجهد: “تابعت من كثب النمو العسكري الصيني المثير للإعجاب، ورغم أن التكنولوجيا الصينية ليست على نفس مستوى نظيرتها الأمريكية، إلا أن الصين تواصل شراء المزيد من المعدات وتحسينها بسرعة”.

ومع تطور الحوارات والنقاشات لتشمل التقنيات التحويلية والذكاء الاصطناعي، تسعى بكين لتحقيق تقدم ملحوظ في هذا المجال. 

أمريكا تحاول المواكبة

في هذا السياق، بدأت القوات الجوية والبحرية الأمريكية منذ سنوات في تطوير مقاتلة جديدة من الجيل السادس مزودة بالذكاء الاصطناعي للتفوق على المقاتلات الصينية.

وتفرع المشروع إلى نهجين رئيسيين: F/A-XX (مقاتلة جديدة من الجيل السادس للبحرية الأمريكية تهدف إلى تعزيز القدرات الجوية البحرية) وNext Generation Air Dominance System (NGA (وهو نظام متكامل يهدف إلى ضمان الهيمنة الجوية للقوات الجوية الأمريكية ويتضمن تطوير مقاتلات جديدة مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي).

ورغم اختلاف إطلاقهما من اليابسة أو البحر، يهدف المشروعين إلى الحفاظ على الهيمنة الجوية العالمية وتعزيز قدرة الولايات المتحدة على تحقيق الريادة في الحرب الجوية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بحسب المقال. 

تداعيات القيود على ميزانية الجيش

يستدرك المسؤول العسكري السابق قائلا: لكن قانون المسؤولية المالية الذي أقره الكونجرس العام الماضي فرض قيودًا على ميزانية الجيش الأمريكي. 

وبحسب المقال، فقد تأخرت البحرية عن تمويل بقيمة مليار دولار لمشروع F/A-XX، فيما حذرت القوات الجوية من إمكانية الحاجة إلى اتخاذ “قرارات صعبة” بشأن برنامج، بما في ذلك إمكانية إنهاء البرنامج بالكامل.

هذه العقبات قد تؤدي إلى فقدان الهيمنة الجوية الأمريكية في مواجهة التقدم الصيني المتسارع، ومن المتوقع أن يكون نظام المقاتلات الجديد للصين جاهزًا بحلول عام 2035، ما يزيد من التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة.

مساعي بكين

 في ظل سباق الذكاء الاصطناعي، تقدر قيمة السوق العالمي للذكاء الاصطناعي العسكري حاليًا بحوالي 9 مليارات دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 25 مليار دولار بحلول عام 2032.

وتسعى الصين إلى جانب الدول الحليفة، لتكون القوة المهيمنة في هذا المجال، وتأخير أو إيقاف المبادرات الأمريكية قد يسهل تحقيق هذا الهدف، بحسب المقال.

تأخر أمريكي 

التصريحات الجريئة للبنتاجون، بشأن الالتزام بالجداول الزمنية المُعلنة تبدو غير واقعية، التأخيرات المحتملة قد تؤدي إلى تعزيز موقف بكين، التي حددت عام 2035 كموعد لإكمال تحديث جيشها.

بحسب المقال، يجب على البنتاغون، ولا سيما القوات الجوية والبحرية، تخصيص ميزانيات كافية لتسريع تطوير الأنظمة الحيوية مثل F/A-XX وNGAD، ويتعين على الكونجرس، كما ينصح المسؤول العسكري السابق، تمويل هذه البرامج الحيوية للفوز في سباق الذكاء الاصطناعي العسكري، لأن الحرب لا تعرف المركز الثاني، إما النصر أو الهزيمة.

نهج بكين في الدمج بين المدني والعسكري، بالإضافة إلى البنية التحتية والتقنيات جعلت من الصين مركزًا للتصنيع العالمي، ما يعزز سرعتها في تحسين قدراتها العسكرية، بحسب المقال. 

تفوق صيني

بين عامي 2015 و2020، تجاوز حجم البحرية الصينية حجم البحرية الأمريكية، والفجوة تستمر في التوسع، وفقًا لتقرير للبنتاجون، زادت البحرية الصينية بـ30 سفينة العام الماضي، بينما أضافت الولايات المتحدة سفينتين فقط، ما يعكس أزمة أخرى في قطاع بناء السفن الأمريكي.

الوضع في القوات الجوية الأمريكية ليس أفضل حالًا، في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أكد الأدميرال جون أكويلينو أن “أكبر بحرية في العالم ستصبح قريبًا أكبر قوة جوية في العالم”. الصين تنتج 100 طائرة مقاتلة من طراز J-20 سنويًا، بينما تنتج الولايات المتحدة حوالي 135 طائرة F-35، مع تخصيص 60 إلى 70 منها فقط للقوات الجوية الأمريكية، هذه الأرقام تشير إلى احتمال فقدان الهيمنة الجوية الأمريكية.

ماذا عن المستقبل؟ 

علاوة على الأرقام المُقلقة، يلفت المقال، أن القضية تتعلق أيضًا بالوظائف والمهارات والشركات التي تساهم في تطوير هذه الأنظمة التكنولوجية المتقدمة،

ويخلص المسؤول العسكري الأمريكي السابق، إلى أنه إذا لم يتم دعم الصناعة الأمريكية بشكل كافٍ، فقد “نواجه فقدان هذه القدرات الحيوية، مما يهدد المكانة العالمية للولايات المتحدة في المستقبل”.

ربما يعجبك أيضا