المسعفون في فلسطين .. متطوعون في وجه الموت

محمود

رؤيـة – محمد عبد الكريم

رام الله – لا يباري حُسنها، إلا شجاعتها فقد أنقذت جرأتها وتفانيها في تأدية عملها كمسعفة حياة شابين جامعيين من خطر الاحتجاز وتركهم ينزفون حتى الموت، رغم أنها لما تكمل عقدها الثاني بعد.

الفتاة المتطوعة في الدفاع المدني الفلسطيني نسرين عميرة (19 عاما)، تحدت اليوم مع مجموعة من رفاقها المسعفين الموت المتحفز لينطلق من فوهات بنادق الاحتلال الموجهة إلى رأسها لتنقذ طالبين من جامعة بير زيت أصيبا برأسيهما (إصابة أحدهما وصفت بـ”الحرجة”) خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، اليوم، عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، احتجاجا على اختطاف “المستعربين” رئيس مجلس طلبة بير زيت عمر الكسواني من حرم الجامعة بعد اقتحامها.

عميرة التي نقلت عدسات المصورين شجاعتها في إنقاذ حياة المصابين، لم تنقل مشهد الدماء التي غطت أجزاء من زي المسعفة، فبعيدا عن العدسات حدثتنا عميرة وهي تلملم جراحها وتمسح دماءها الناتجة عن الضرب بأعقاب البنادق في منطقة الصدر والظهر، عن إصرارها هي وكل المسعفين على إنقاذ المصابين من جنود الاحتلال الذين يتعمدون احتجاز أي مصاب لتركه ينزف حتى الموت.

وتستذكر عميرة مشهد في المكان ذاته (المدخل الشمالي لمدينة البيرة) في جمعة الغضب الأولى المنددة بقرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة إليها، حيث واجهت هي وزملاءها الموت لإنقاذ حياة الجريح محمد أمين عقل قبل استشهاده.

وكان جنود الاحتلال قد أطلقوا النار على الشاب عقل بذريعة طعنه جنديا، حيث أمطروه بوايل من الرصاص، وعند تدخل المسعفين لإنقاذه هاجمهم جنود الاحتلال.

وقبل أن تعود لاستكمال عملها، تجيب عميرة باسمة وهي تضع قناع الواقي من الغاز على كتفها، هذه الإصابة الثالثة خلال عملي، ولكن هذا لن يثنينا عن مواصلة عملنا الإنساني.

وتشير أرقام جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فقط، إلى أن عدد الانتهاكات على طواقمها بلغ منذ بداية عام 2017 وحتى نهاية أيلول من العام ذاته قد بلغت 52 انتهاكا منها 12 إصابة في صفوف المتطوعين والمسعفين، و53 حالة عرقلة لحركة سيارات الإسعاف، و8 حالة اعتداء على سيارات الإسعاف.

ربما يعجبك أيضا