“المشهد الأخير في رفح المصرية”.. قل وداعًا وابتسم

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:
القاهرة – مشهد إنساني مؤلم يعيشه أهالي محافظة شمال سيناء منذ أكثر من 6 سنوات تقريبا، بدأت خيوطه تتشكل منذ عقود بداية من الاحتلال الذي استوطن أرض الفيروز لسنوات، مرورا بإهمال الأنظمة السياسية طوال حوالي 4 عقودا، إضافة إلى العمليات الإرهابية التي استهدف كل من وطأة قدميه أرض سينار.

“تهجير لصد الإرهاب” 

رسائل مؤلمة تركها أبناء حي الصفا المهجرون من منازلهم على جدران المنازل والمساجد والمدارس قبل توديعهم الأرض التي رأوا الدنيا من خلالها، في إطار الخطة الأمنية المصرية الموضوعة منذ عام 2014 لإخلاء المنطقة من السكان تمهيدا لتطهيرها من العناصر الإرهابية التي استوطنتها خلال السنوات السبع التي أعقبت ثورة يناير المجيدة.

وانتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الآونة الأخيرة تحمل رسائل الوداع لأهالي المرحلة الرابعة من عملية إخلاء منطقة الشريط الحدودي لمدينة رفح المصرية، والتي بدأت منذ شهر أكتوبر عام 2014، طبقا لقرار القيادة السياسية والأمنية المصرية.

وبرزت كلمات وداع عدة من خلال الصور لعل أبرزها: “قل وداعا يا رفح وابتسم، ونحن التاريخ ونحن الواقع، فراق ثم لقاء إن شاء الله، الوداع يا رفح، عائدون يا رفح”.

“الخطة الأمنية”

كان مجلس الدفاع الوطني المصري أقر عقب العملية الإرهابية التي استهدفت النقطة العسكرية في كرم القواديس إجراءات أمنية، فإلى جانب إعلان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حالة الطوارئ في شرق شمال سيناء، والذي ترتب عليه قرار القوات المسلحة بإخلاء الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وبدأت عمليات إزالة المنازل المتاخمة للشريط الحدودي بعمق 500 متر وبطول 14 كيلومترا لمنع تدفق الإرهابيين.

وأصدرت مصر في 24 أكتوبر 2014 قرارا برقم 366 لسنة 2014 بشأن إعلان حالة الطوارئ بمنطقة محددة من غرب العريش وحتى خط الحدود الدولية برفح مع حظر التجوال بتلك المنطقة، وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى في 29 أكتوبر 2014 بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1957 لسنة 2014.

وأوصى القرار بتوفير أماكن بديلة لكل من يتم إخلاؤهم، وهو القرار الذي استكمله مجلس الوزراء في الأول من ديسمبر بمد العمل في الشريط حتى عمق كيلو متر بزيادة الضعف عما كان مقررا.

واستمرت الأجهزة الأمنية في إعلان حالة الطوارئ بمحافظة شمال سيناء، حتى اليوم، حيث أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى، قرارا رقم 56 لسنة 2017، بمد حالة الطوارئ المعلنة بقرار رئيس الجمهورية رقم 487 لسنة 2016، والمشار إليه فى المنطقة المحددة شرقاً من تل رفح ماراً بخط الحدود الدولية وحتي العوجة غرباً من غرب العريش وحتى جبل الحلال، وشمالاً من غرب العريش ماراً بساحل البحر وحتى خط الحدود الدولية فى رفح، وجنوباً من جبل الحلال وحتى العوجة على خط الحدود الدولية لمدة ثلاثة أشهر اعتبارً من الساعة الواحدة من صباح يوم الإثنين الموافق 30 يناير 2017.

“وعد السيسي”

,أوضح الرئيس المصري خلال حديثه بمؤتمر “حكاية وطن” الأسبوع الماضي، أن أجهزة الدولة لم تحاول هدم المنازل أو المزارع التي كانت تستهدف القوات حرصا على حياة أهالي سيناء، مستطردا: “لما بنشيل البيوت بنعوض الناس، رغم أنهم حابين يكونوا موجودين هناك بس مش قادرين على الناس دي (الإرهابيين)، لو حد سقط خطأ يتم التعويض، هيبقى فيه جهد لعودة الدولة لسيناء، مطار العريش اتفقل خلال الـ3 سنوات اللي فاتوا، عشان محدش يقرب لأهالينا هناك”.

وتابع: “حجم ما ينفق على تنمية سيناء ربع تريليون جنيه لعدد سكان يبلغ 600 ألف نسمة، لن نسمح أن الكلام دا يستمر، إحنا غاشمين أوي في استخدمنا للقوى عشان مش هنسمح بيه تاني، أهلنا في سيناء يساعدونا بجد، عايز سيناء تبقى مع مصر”.

ربما يعجبك أيضا