المصالحات الإقليمية تُعيد رسم العلاقات التركية السورية

للتوازن أمام إيران.. تقارب عربي-تركي تجاه سوريا

يوسف بنده

تعتقد تركيا أنه كلما تفاقم الصراع مع إسرائيل ستبدو إيران وكأنها اللاعب الإقليمي الوحيد، ما يعني أن ثمة حاجة أمريكية وغربية لقوة توازن مع إيران.


يبدو أن العلاقات التركية السورية ذاهبة إلى منحى جديد في ظل المصالحات الإقليمية، خاصة أن أنقرة تعيش قطيعة مع دمشق، بينما المصالحات العربية مستمرة مع الدولة السورية.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة 28 يونيو 2024، إن أنقرة ودمشق ربما تتحركان لاستعادة العلاقات. بينما كانت سوريا قد أعلنت أن الشرط الأساسي لأي حوار هو إعلان أنقرة استعدادها للانسحاب من الأراضي السورية.

new h alwatan 430

اجتماع عربي وتركي في بغداد

حسب تقرير صحيفة الوطن السورية، الاثنين 1 يوليو 2024، فإن اجتماعات لجنة الاتصال العربية الخاصة بسوريا، ستعاود نشاطها قريبًا.

وأوضحت الصحيفة نقلًا عن مصادرها، فإن مكان انعقاد تلك اللجنة سيكون في العاصمة العراقية بغداد. ويبدو أن العاصمة العراقية بغداد ستشكل خلال المرحلة المقبلة مركزاً لاستعادة النشاط لعدد من الملفات المرتبطة بالشأن السوري، حيث تلعب بغداد اليوم وكما بات معروفاً دوراً فيما يخص ملف «التقارب» السوري- التركي.

وحسب تقرير الصحيفة السورية، فإن اجتماع سوريا وتركيا في بغداد، سيكون بداية عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية، وأشارت إلى أن الجانب التركي كان طلب من الوسيطين الروسي والعراقي الجلوس على طاولة حوار ثنائية مع الجانب السوري ومن دون حضور أي طرف ثالث وبعيداً عن الإعلام للبحث في كل التفاصيل التي من المفترض أن تعيد العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها.

2024 06 30 18 50 42 205991

تقارب تركي-سوري

تقارب للتوازن

يشير المحلل السياسي، جوني منير في صحيفة الجمهورية اللبنانية، إلى أن أنقرة تتقارب من دمشق بمباركة إقليمية وقوى غربية، بل وحتى من أخرى شرقية مثل الصين وروسيا، من أجل التوازن أمام إيران، بما يعزز الاستقرار في المنطقة.

ويوضح جوني منير، أن أنقره على ما يبدو تندفع لانتزاع دور ووظيفة تكرّس حضورها كلاعب أساسي للمرحلة المقبلة طالما أن شروط وأوراق اللعبة تسمح لها بذلك.

وبخصوص الحرب الدائرة في غزة وتصاعد التهديدات باتساع الحرب تجاه لبنان، فحسب المحلل اللبناني، فإنه احتمال موجود، ولكن بنسبة ما تزال منخفضة، فإن تركيا ستعمد الى ملء الفراغات والبحث عن دور من خلالها.

ويضيف جوني: “تعتقد تركيا أنه كلما تفاقم الصراع مع إسرائيل ستبدو إيران وكأنها اللاعب الإقليمي الوحيد. ما يعني أن ثمة حاجة أمريكية وغربية لقوة توازن مع إيران، لا سيما أن اللعب سيتركز على الساحات السنية الرخوة بسبب أوضاعها الداخلية كسوريا والعراق ولبنان”.

ربما يعجبك أيضا