المصالح تتفوق على الخلافات.. ماكرون في ألمانيا لمواجهة التحديات اليمينية

«أوكرانيا وترامب».. لماذا تخلى ماكرون عن الخلافات وزار ألمانيا؟

أحمد الحفيظ

قال خبراء تحدثوا لـ”شبكة رؤية الإخبارية” إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لألمانيا تأتي في محاولة لتعطيل تقدم اليمين المتطرف في أوروبا.

وتاتي الزيارة التي بدأت الأحد 26 مايو 2024 قبل الانتخابات الأوروبية بأسبوعين ، والتي أظهرت استطلاعات الرأي الخاصة بها تراجعًا في ائتلاف ماكرون وتقدم في صفوف اليمين المتطرف.

قطيعة للزيارات الرسمية

وفرنسا وألمانيا لم يتبادلا الزيارات الرسمية منذ حوالي 24 عامًا بسبب خلافات، لكن مخاوف من سيطرة اليمين المتطرف على البرلمان الأوروبي دفعت ماكرون لطلب الزيارة في محاولة لحشد مؤيدين.

وبحسب وسائل إعلام فرنسية، فإن ماكرون سيطلب من الأحزب الوسطية والمعتدلة الدعم اللازم للإطاحة باليمين المتطرف وسيحذره من انهيار الاتحاد الأوروبي إذا سيطروا عليه.

إنقاذ سياسي

يقول الخبير في العلاقات الدولية جاسر مطر لـ”شبكة الرؤية الإخبارية” إن زيارة ماكرون لألمانيا هي محاولة لإنقاذ مستقبله السياسي خاصة بعد تصاعد نجم اليمين المتطرف في أوروبا.

وأضاف أن ماكرون يرى نفسه وفرنسا الآن القوى المهيمنة على السياسة الأوروبية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأن خططه الخاصة بالوضع الاقتصادي والأمني في أوروبا ستفشل حال وصول اليمني المتطرف.

صراع مع ألمانيا

يكمل مطر، أن فرنسا وألمانيا تنحارا سياسيا بقوة بسبب رغبتهم في الهيمنة منفردين بالسياسات الأوروبية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد كونهم أكثر المساهمين ماليا فيه.

وأوضح أن هذا الصراع سمح لليمين المتطرف الوصول إلى درجة عالية في أوروبا واستطاعت هذه الكتلة الظهور متماسكة عن باقي التحالفات

سعي لتوحيد الأحزاب الوسطية

يقول مطر إن ماكرون سيرافقه مجموعة من قادة الأحزاب الوسطية والمعتدلة للقاء كتل سياسية استطاع اليمين المتطرف اقناعها بدعمه، وأنه سيتم تقديم عروض سياسية ومكاسب كبرى حال التخلي عن اليمين المتطرف.

وأشار مطر إلى ان وحدة أوروبا بالفعل ستكون في خطر إذا سيطر اليمين المتطرف على البرلمان لدعم بعضهم تيارات انفصالية لا تجد جدوى من الاتحاد الأوروبي.

أمريكا وأوكرانيا

يقول المحلل السياسي الأمريكي جواد الشامي لـ”شبكة رؤية الإخبارية” إن اليمين المتطرف يعارض بشدة خطط ماكرون بشأن أوكرانيا ويريده أن يتوقف عن تقديم مزيد من الدعم هناك.

ويضيف الشامي، أن فرنسا هي التي تقود أوروبا لدعم أوكرانيا وتتبنى سياسة حتمية التصدي لروسيا وبوتين.

وأشار إلى أن ماكرون يدعم أيضا ضرورة الانفصال عن الولايات المتحدة الأمريكية أمنيا بخلاف اليمين المتطرف الذي سيدعم ترامب (المرشح الأوفر حظا للانتخابات) وهو أيضا ذو ميول يمينية متطرف.

نزاعات انفصالية

يتفق الشامي مع مطر في أن اليمين المتطرف قد يثير قضايا الانفصال داخل الاتحاد الأوروبي بسبب وجود تيارات داخله تدعم ذلك.

وأوضح أن أي دولة ستخرج مرة أخرى من الاتحاد الأوروبي سيكون بمثابة صفعة قوية لأوروبا بأكملها.

ربما يعجبك أيضا