“المعمول” يزين بيوت الفلسطينيين في العيد

مراسلو رؤية

رؤية

القدس المحتلة – يعتبر كعك العيد او كما يسمى فلسطينيا بـ”المعمول” طقسا من اهم طقوس العيد في فلسطين، فهو اشبه بتراث متوارث عبر الاجيال حيث تحرص العائلات على تقديمه في العيد .

 تتحول الكثير من محال بيع الحلويات في الايام الأخيرة من رمضان الى إنتاج كعك العيد الحلوى التراثية في عيد الفطر الذي لا يكاد يخلو اي بيت فلسطيني منه، رغم انتشار المئات من المخابز ومحلات الحلويات ، فضلا عن مئات النساء اللواتي يبعن عن طريق التواصل ، واللواتي يتفنن فى صنع أجود أنواع الكعك والحلويات الخاصة بالعيد إلا أن ان عادة صناعة الكعك في المنزل تظل ضرورة تحرص عليها غالبية الأسر.

ومع ايام رمضان الاخيرة تجد ان رائحة طيبة تفوح في الشوارع حيث توجد العديد من محال الحلوى في وقت يجتهد الكثير من اصحاب المحال على انتاج اصناف واشكال متعددة من هذا الكعك.

ويقول ابو اسعد الشنتير احد اصحاب محال الحلوى في مدينة نابلس فيما كان يقف في محله القديم داخل البلدة القديمة في نابلس “هذا العيد هو عيد الكعك او المعمول، وهذا الشارع اسمه شارع المعمول نظرا لوجود العديد من المحلات التي تعمل كعك العيد ولكن لكل ما يميزه.”

وأوضح الشنتير ان الايام الاخيرة من شهر رمضان تشهد إقبالا كبيرا على شراء كعك العيد، حيث يساعده عدد من أفراد عائلته في محله خلال الأيام الاخيرة من رمضان نظرا لزيادة الطلب على كعك العيد.

وأضاف أنه تدخل في عمل الكعك مواد الطحين والزيت وماء الورد وبهارات متعددة تسمى دقة الكعك اضافة الى التمر المطحون او الجوز او اللوز او الفستق.

واوضح انه يتم عمل أشكال مختلفة من الكعك وتسمى القوالب التي يعمل بها على اسم المنطقة التي أتى منها فهناك القالب المصري وهو عبارة عن دائرة في وسطها ثقب وهناك القوالب السورية المصنوعة من خشب الزان باحجام وأشكال مختلفة.
 
وقال إنه بعد الانتهاء من عمل العجينة يتم تقطيعها إلى قطع صغيرة حسب الحجم المطلوب ثم يوضع في داخلها التمر المطحون أو اللوز أو الجوز أو الفستق الحلبي وتوضع داخل قالب مخصص لذلك لتأخذ الشكل المطلوب وبعد ذلك توضع في الفرن لمدة عشر دقائق تقريبا لتكون جاهزة بعد ذلك للاكل.

وقال إنه يعمل الكعك المحشو بالتمر المطحون لأن عليه طلب أكثر من المواطنين الذين كان يصطف عدد منهم بانتظار دوره للحصول على الكمية المطلوبة.

وتكون حبات الكعك على هيئة حلقات دائرية، أما المعمول فيعدّ في قوالب مزخرفة ويحلّى بالسكر، ويدخل في تجهيز حلوى العيد اليانسون والمحلب والعجوة والسميد والطحين.

في المقابل تزدهر حركة بيع الكعك والمعمول في محلات الحلويات المنتشرة داخل المخيمات، وتصير المحلات كخليّة نحل فتشهد التحضير للعيد خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان لتبلغ ذروتها في الأيام الثلاثة الأخيرة من رمضان.

وتعود صناعة كعك العيد في التاريخ الإسلامي إلى الطولونيين، الذين كانوا يصنعونه في قوالب خاصّة مكتوب عليها: “كُل واشكُر”. ثم أخذ مكانة متميّزة في عصر الإخشيديين، وأصبح من بعدهم أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في كافة أقطار البلاد العربية والإسلامية المختلفة.

وتقول مراجع تاريخية إنّ الفراعنة هم أوّل من عرف الكعك، إذ كان خبّازوهم في البلاط الفرعوني يحسنون صنعه بأشكال مختلفة زادت على 100، وكانوا يقدّمونها في مناسبات عديدة، فيما كانوا يصنعونه بالعسل الأبيض.

ربما يعجبك أيضا