الملك سلمان في تونس.. نحو آفاق واسعة من التعاون

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

يتوجه العاهل السعودي  الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم الخميس، إلى تونس في زيارة تستغرق يومين تلبية لدعوة من الرئيس الباجي قائد السبسي.

وأكدت الرئاسية التونسية في بيان أن الملك السعودي سيزور البلاد على رأس وفد هام من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين، وذلك قبيل قمة جامعة الدول العربية التي ستنطلق أعمالها في تونس الأحد القادم.

ولفتت الرئاسة التونسية إلى أن العلاقات الثنائية بين الدولتين شهدت زخما كبيرًا منذ زيارة السبسي إلى الرياض في ديسمبر 2015، وتلتها زيارات مهمة أخرى أبرزها زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس في نوفمبر الماضي.

من جانبه أكد الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي أن العلاقات السعودية التونسية في أعلى مستوياتها وتشهد تناميا ملحوظا على كافة الأصعدة.

الاستثمارات السعودية في تونس

الاستثمارات السعودية في تونس موجودة منذ السبعينيات، وبالتالي المشاريع القادمة ما هي إلا امتداد لتلك المشاريع. كما أن المستثمرين السعوديين من أوائل المستثمرين الذين استثمروا في تونس في مجالات عدة؛ منها المنشآت السياحية والزراعة والمدن الصناعية وإصلاح الأراضي وتطويرها.

وتأتي زيارة الملك سلمان في إطار تمتين العلاقات التاريخية المتميزة القائمة بين تونس والمملكة العربية السعودية ورغبة البلدين المشتركة في تعزيزها وتنميتها في كافة المجالات بما يعود بالخير والفائدة على الشعبين الشقيقين.

وستكون هذه الزيارة فرصة لتونس لاقتراح مشاريع من المحتمل أن تجذب استثمارات سعودية جديدة، حيث يبلغ حجم الاستثمارات حاليا ملياري دينار (600 مليون يورو).

سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس محمد بن محمود العلي، وصف زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى تونس بـ”التاريخية والهامة”، والتي تأتي تتويجا للعلاقات الأخوية والمتينة بين البلدين الشقيقين.

وأوضح السفير العلي، أن الشعب التونسي يتطلع إلى هذه الزيارة التي تدعم العلاقات الأخوية بين البلدين وترتقي بها لآفاق واسعة، لافتا إلى أن الشارع التونسي شهد ترحيباً كبيراً وتزينت الشوارع التونسية بالأعلام السعودية.

تفاهمات تجاريـة واقتصاديــة

رئيس مجلس الأعمال السعودي – التونسي الدكتور سليمان العييري، أكد أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى تونس تتويجا للتفاهمات التي تمت بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، خلال زيارته إلى تونس أخيرا.

ولفت إلى أن الشاهد ووزراء المالية والاستثمار والتجارة التونسيين زاروا السعودية قبل عدة أشهر، بغرض التفاهمات التجارية والاقتصادية بين البلدين وتنميتها.

وقال: كانت هناك مشكلة في النقل البحري بين البلدين، وبعد إنشاء الشركة المختصة بذلك التي يتم العمل عليها حاليا، سيتم تسهيل نقل البضائع بين البلدين وزيادة التبادل التجاري بين البلدين.

وتطرق إلى مشروع البحيرة 1 والبحيرة 2 إلى 6 التي كانت في السابق مكب نفايات وصرف صحي وأصبحت الآن من أرقى المناطق في تونس، لافتا إلى أن المملكة تضخ حاليا استثمارات في تونس في بناء المستشفيات وإصلاح الأراضي وترميم المساجد والآثار الإسلامية.

محور رؤية المملكة 2030

وعن رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، أوضح العييري: تلك المنشآت هي محور رؤية 2030، وبالتالي لها دور كبير في الاستثمارات في السعودية وفي تونس والمجال مفتوح لهم.

وأشار العييري إلى أن هناك بعض المعوقات التي تواجه المستثمرين السعوديين ونعمل على معالجتها، وقد تم حل الكثير منها، وتلك رغبة البلدين.

مشروعات إنســانية وثقافيــــة

وتمثل العلاقات الاقتصادية بين البلدين ركيزة هامة لانطلاق التعاون المشترك حيث تسهم المملكة في تمويل عدة مشروعات إنسانية وثقافية من بينها مستشفى الملك سلمان الجامعي في القيراون وترميم وتهيئة جامع عقبة بن نافع وصيانة المدينة العتيقة، والأماكن التاريخية في المدينة الإسلامية وفسقية الأغالبة الشهيرة وغيرها من المشروعات.

وفي نوفمبر 2016 قدمت المملكة 800 مليون دولار قروضا ومساعدات اقتصادية لتونس. وفي أبريل 2017 تم توقيع مذكرة تفاهم لتمويل عمليات الترميم لجامع الزيتونة التاريخي وفي يوليو من نفس العام تم توقيع 8 اتفاقيات تعاون وتمويل بقيمة إجمالية بـ200 مليون دولار، وفي ديسمبر 2018 تم توقيع اتفاقيات بقيمة 120 مليون دولار.

وبلغ حجم الصادرات بين السعودية وتونس في نهاية سنة 2017، حوالي 222 مليون دولار فيما بلغ حجم الواردات نحو 44 مليون دولار، فيما يوجد أكثر من 30 ألف تونسي يقيمون في المملكة.

ربما يعجبك أيضا