المناظرة المنتظرة.. هل يرجح العمر كفة ترامب على بايدن؟

إسراء عبدالمطلب

تجذب المناظرات الرئاسية عددًا كبيرًا من المشاهدين. رغم انخفاض متابعي التلفاز، لا تزال المناظرات تجذب جمهورًا كبيرًا.


تعقد أول مناظرة بين المتنافسين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الرئيس الحالي جو بايدن، والسابق دونالد ترامب، مساء الخميس 27 من يونيو 2024 بتوقيت واشنطن (الساعة 01:00 الجمعة بتوقيت جرينتش).

وتعد المناظرة إيذاناً بالانطلاق الرسمي لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، والتي تأتي في وقت حساس للغاية فيما يتعلق بالسياسات الداخلية والخارجية، خاصة تلك المتعلقة بالاقتصاد وحرب غزة ودعم إسرائيل.

الانتخابات الأمريكية 2020: اشتباك شرس بين ترامب وبايدن في مناظرة اتسمت بالفوضى - BBC News عربي

مناظرة بين ترامب وبايدن

حسب وكالة أنباء أسوشيتد برس، فإن معظم البالغين في الولايات المتحدة يخططون لمشاهدة المناظرة الرئاسية، ويعتقد الكثيرون أن هذا الحدث سيكون مهمًا لحملات الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، وفقًا لاستطلاع جديد أجرته الوكالة، رغم أن الرجلين لا يزالان غير محبوبين على نطاق واسع، إلا أن ترامب يتمتع بميزة حماس أكبر بين مؤيديه.

ومن جانبه، قال الاستراتيجي الديمقراطي الذي أدار الحملة الرئاسية لباراك أوباما في عام 2012، جيم ميسينا: “لا يمكن إخفاء حقيقة أن بايدن يبلغ من العمر 81 عامًا، ولا يمكن إخفاء حقيقة أن ترامب في نفس العمر تقريبًا، إنها ليست منافسة على العمر، إنها منافسة على السياسة والشخصية”.

قلق بشأن عمر بايدن

أظهرت استطلاعات الرأي أن الناخبين أكثر قلقًا بشأن عمر بايدن مقارنة بخصمه، وإذا فاز ترامب، فسوف يحطم الرقم القياسي لبايدن كأكبر رئيس سنًا قبل نهاية ولايته، وأشار استطلاع رأي أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن 73% من الناخبين المسجلين يعتقدون أن بايدن “كبير السن جدًا ليكون رئيسًا فعالًا”، في حين قال 42% فقط من الناخبين نفس الشيء عن ترامب، رغم أن الفارق العمري بينهما يبلغ ثلاث سنوات ونصف فقط.

وفي تصعيد من ترامب بشأن الصحة العقلية لبايدن، دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منافسه جو بايدن إلى إجراء اختبار مخدرات قبل المناظرة الرئاسية، موضحًا أنه سيجري اختبار بدوره. وكتب ترامب على منصة تروث سوشيال: “اختبار مخدرات لجو بايدن المحتال؟.. أنا أيضًا سأوافق على إجراء واحد على الفور”.

رجل مسن

في منشورين آخرين على منصته للتواصل الاجتماعي، أثنى ترامب على النائب روني جاكسون، الذي أرسل خطابًا للرئيس وطبيبه يطالب بإجراء اختبارات مخدرات قبل وبعد المناظرة على الفور. وقال ترامب إن روني جاكسون كان طبيبًا وضابطًا لامعًا، والآن نائب عظيم بالكونجرس. وأضاف أنه محق تمامًا بشأن ما تمت كتابته في هذا المقال الذي يجب قراءته، لكن لسوء الحظ، لن يحدث شيء حيال هذا الأمر.

وحاول ترامب وحلفاؤه مرارًا وصف بايدن بأنه رجل مسن لا يصلح لتولي فترة رئاسية ثانية، وكرروا مزاعم “المخدرات” في وقت سابق من هذا العام في محاولة للتقليل من أهمية خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه بايدن في وقت سابق من هذا العام.

كبار السن من أجل بايدن وهاريس

بحسب صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، تسعى حملة بايدن في نفس الوقت، للتواصل مع الناخبين كبار السن للاستفادة من تأثير هذه الكتلة التصويتية التي أظهرت في انتخابات سابقة مدى اعتماديتها، وفي الأسبوع الماضي، أطلقت حملة إعادة انتخاب الرئيس بايدن جهودها تحت شعار “كبار السن من أجل بايدن وهاريس”، والتي ستقودها السيدة الأولى جيل بايدن، وتتضمن هذه الحملة فعاليات في ولايات رئيسية مثل ويسكونسن، مينيسوتا، نيفادا، وأريزونا.

قالت شبكة “سي إن إن” إن ما يهم الناخبين في المناظرات الرئاسية هو أنها تكشف عن شخصية المرشحين وقدراتهم أكثر من سياساتهم. ويبدو أن هذا الأمر ينطبق بشكل خاص على مناظرة بايدن وترامب، حيث سيواجهان يوم الخميس أسئلة جوهرية حول كفاءة كل منهما لتولي المنصب.

وترى الشبكة أن أداء بايدن المتردد قد يزيد من شكوك الناخبين الذين يعتبرونه مسنًا أو ضعيفًا. في المقابل، فإن أداء ترامب الذي وصفته الشبكة بالمتغطرس في المناظرة الأولى بينهما في عام 2020، قد يعزز مخاوف الناخبين من أن عودته إلى البيت الأبيض ستزيد من الفوضى.

ست حقائق عن المناظرة

تعتبر المناظرات الرئاسية جزءًا أساسيًا من الحملات الانتخابية. فيما يلي ست حقائق عن المناظرة بين ترامب وبايدن، وفقًا لمعهد بيو للأبحاث:

أولاً: جذب المشاهدين
تجذب المناظرات الرئاسية عددًا كبيرًا من المشاهدين. رغم انخفاض متابعي التلفاز، لا تزال المناظرات تجذب جمهورًا كبيرًا، حيث جذبت المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن في 2020 أكثر من 73 مليون مشاهد، وهي ثالث أكبر مناظرة من حيث عدد المشاهدين بعد مناظرة كلينتون وترامب في 2016 وكارتر وريغان في 1980. وكان كبار السن الأكثر متابعة، حيث شكلوا 43% من المشاهدين الذين يبلغون 55 عامًا فأكثر.

ثانيًا: تذبذب معدل متابعة المناظرات الرئاسية
يتفاوت معدل متابعة المناظرات الرئاسية على مر العقود. وفقًا لبيانات نيلسن، حصلت مناظرات 1960 على أعلى معدل متابعة بأكثر من 60% من الأسر، بينما انخفضت في 1976 إلى حوالي 50%. وكانت مناظرة آل غور وجورج دبليو بوش في 2000 الأقل متابعة بنسبة أقل من 26%. في 2020، تابع أكثر من 40% من الأسر المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن.

ثالثًا: عدم حسم المناظرات لتوجهات الناخبين بالضرورة
تعتبر المناقشات في المناظرات الرئاسية “مفيدة” لكنها ليست حاسمة دائمًا لتوجهات الناخبين. في استطلاعات بيو منذ 1988، قال حوالي 60% من الناخبين إن المناظرات “مفيدة جدًا” وتؤثر إلى حد ما في اختيار المرشح. في انتخابات 1992، قال حوالي 70% إن المناظرات كانت مفيدة إلى حد ما.

رابعًا: قلة أهمية مناظرات نواب الرئيس
تعتبر مناظرات المرشحين لمنصب نائب الرئيس أقل أهمية وتحظى بنسبة مشاهدة أقل. في 2020، شاهد أقل من 58 مليون شخص مناظرة هاريس وبنس، أي أقل بـ 8% من مشاهدة مناظرة بايدن وترامب.

خامسًا: تغير طبيعة المناظرات التلفزيونية
منذ المناظرات الأولى في 1960، كان المرشحون يجيبون على أسئلة الصحفيين لشرح القواعد. لكن بحلول الثمانينيات، بدأت المناظرات تشبه المؤتمرات الصحفية. منذ 1992، تولت لجنة خاصة التحضير للمناظرات وتنويع أساليبها، بما في ذلك طرح الأسئلة من خلال محاورين أو ناخبين.

سادسًا: المحاورون من التلفاز والإذاعة
منذ 1960، كان المحاورون من الصحفيين التلفزيونيين أو الإذاعيين، مع استثناءين من الصحف اليومية. جيم ليرر من “بي بي إس” هو أكثر صحفي أدار مناظرات رئاسية.

ربما يعجبك أيضا