المنافسة تشتد.. هل ينجح الغرب في كبح سوق السيارات الكهربائية الصينية؟

عبدالرحمن طه
المنافسة تشتدد.. هل تنجح الدول الغربية في كبح سوق السيارات الكهربائية الصيني؟

تشتد المنافسة في قطاع السيارات الكهربائية خاصة في الصين، والتي استحوذت العام الماضي على 60% من إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية، متفوقة بشكل كبير على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، إن شركات السيارات الكهربائية الصينية هي “أكثر شركات السيارات تنافسية في العالم”، محذرًا من أنه “إذا لم يتم إنشاء حواجز تجارية، فستدمر [تلك الشركات] غالبية نظيراتها حول العالم على الأرجح”، فهل تنجح الدول الغربية في كبح السيطرة الصينية على هذا السوق؟

السيارات الكهربائية في الصين

أظهر تقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر في أبريل الماضي، أن الصين أصبحت أكبر مصدر للسيارات في العالم خلال 2023، متفوقة على اليابان وألمانيا بأكثر من 4 ملايين سيارة.

وبلغت صادرات الصين من السيارات الكهربائية العام الماضي 1.2 مليون سيارة بزيادة 80% على أساس سنوي، بفضل زيادة المبيعات في أوروبا وآسيا بشكل أساسي، وأدت زيادة صادرات السيارات الكهربائية الصينية إلى زيادة مخاوف شركات السيارات الأوروبية الكبرى مثل فولكس فاجن ورينو وستيلانتس.

وفي العام الجاري، واصلت السيارات الكهربائية الصينية توسعها، حيث توضح البيانات أن المبيعات بلغت 1.03 مليون سيارة كهربائية بزيادة 14.7% في الربع الأول 2024.

حرب الأسعار

نتيجة للإنتاج الضخم للشركات الصينية، شهدت السوق العالمية منافسة شرسة بين شركات السيارات الكهربائية الصينية والغربية، أدت إلى قيام الشركات الغربية لطرح خصومات كبيرة على أسعارها.

وخفضت تسلا مؤخرًا أسعار بيع سياراتها في الصين، ليتراجع سعر بيع سيارتها طراز 3 بنحو 6% إلى 32 ألف دولار، فيما خفضت سعر سياراتها من طراز Y إلى 34 ألفا و500 دولار، وهو أدنى سعر في 5 سنوات.

كما خفضت شركة تسلا الأسعار في كل من الولايات المتحدة وألمانيا بعد أن ساهمت مبيعات الربع الأول المخيبة في تضخم المخزون لديها.

تخفيضات الأسعار

على الجانب الآخر، قامت شركة “بي واي دي” الصينية بتخفيض أسعار بعض سياراتها الأكثر شعبية، فعلى سبيل المثال، تبلغ تكلفة سيارة “Seagull Hatchback” الآن أقل من 10 آلاف دولار.

في حين خفضت “لي أوتو” الصينية أسعار سياراتها بنسبة 6% إلى 7% ليبدأ سعر السيارة الرياضية “L7” من 41 ألفا و600 دولار، وحتى طبقت هذه الخصومات على من طلب سيارة جديدة ولم يستلمها بعد.

نتيجة لذلك، وجدت الشركات الغربية نفسها في مواجهة المنافسة المتزايدة من العلامات التجارية الصينية المدعومة من الدولة بشكل كبير، وطالبت بفرض رسوم جمركية أعلى على المركبات الكهربائية المستوردة لحماية الشركات المصنعة المحلية.

الموانئ الأوروبية تتحول لمواقف

في الشهر الماضي، كشف تقرير لـ”فاينانشيال تايمز” عن أن السيارات الكهربائية الصينية المستوردة تراكمت بشكل كبير في الموانئ الأوروبية، ما حول هذه المواني إلى مواقف مركبات (جراجات للسيارات الصينية).

وأصبحت السيارات الصينية مادة متكررة في وسائل الإعلام الأوروبية مؤخرًا، مصحوبة بتحذيرات متعددة من هيمنة بكين على الصناعة من خلال حزمة دعوم هائلة، ومطالبات بحماية الصناعات المحلية في دول القارة العجوز من المنافسة غير العادلة من تلك الواردات.

الرسوم الجمركية هي الحل

في منتصف الشهر الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن حزمة من الزيادات الحادة في الرسوم الجمركية على مجموعة من الواردات الصينية، تشمل زيادة إلى 100% للرسوم الجمركية المفروضة على السيارات الكهربائية الصينية، من 25% في السابق.

تلى ذلك، دعوات من وزيرة الخزانة الأمريكية “جانيت يلين” تحث فيها الاتحاد الأوروبي على الانضمام إلى الجهود الأمريكية للتصدي للصادرات الضخمة من السيارات الكهربائية الصينية، وقالت: “إنه ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أن يكون لهم رد فعل «موحد» في وجه قوة التصنيع الصينية المتنامية وإلّا فستصبح قطاعات الصناعة فيها في خطر”.

رغم هذا، لم تنجح شركات السيارات الكهربائية الأمريكية في زيادة مبيعاتها، حيث انخفضت مبيعات تسلا من السيارات الكهربائية في أوروبا لأدنى مستوى في 15 شهراً خلال إبريل الماضي.

ربما يعجبك أيضا