المناورات العسكرية قرب تايوان.. ما أهداف الصين؟

تقارب تايوان مع واشنطن يعني المزيد من التوتر في علاقات بكين وتايبيه

بسام عباس
التدريبات العسكرية الصينية بالقرب من تايوان

بدأت بكين، الثلاثاء 21 مايو 2024، مناورات عسكرية لمدة يومين حول تايوان، ردًا على خطاب التنصيب الذي ألقاه الرئيس التايواني “لاي تشينج تي” الاثنين الماضي.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن التدريبات البحرية والجوية التي أجريت حول تايوان وبعض جزرها اقتربت كثيرًا من مجال تايوان الجوي ومياهها الإقليمية، لكنها لم تدخلها.

نبرة أكثر تصالحية

أوضحت مجلة “وورلد بوليتكس ريفيو”، في تقرير نشرته الجمعة 24 مايو 2024، أن خطاب الرئيس التايواني لاي تشينج تي، الاثنين الماضي، أكد مرة أخرى على موقفه وموقف حزبه المتمثل في الدعم الثابت للسيادة التايوانية، لكنه لم يمثل تصعيدًا لهذا الموقف.

ووصفت الصحيفة خطاب “لاي” بأنه يحمل نبرة أكثر تصالحية من تلك التي استخدمها حزبه، الحزب الديمقراطي التقدمي، في الماضي، إذ أعرب عن أمله في إجراء محادثات مع الصين، والتي توقفت بعد أن تولى سلفه، تساي إنج وين، وهو أيضًا من الحزب الديمقراطي التقدمي، منصبه في عام 2016.

 الصين تجري مناورات عسكرية بالقرب من تايوان

الصين تجري مناورات عسكرية بالقرب من تايوان

استعراض للقوة

قالت المجلة الأمريكية إن أمل “لاي” في تخفيف التوترات مع بكين، لم يترجم عبر المضيق، فكما لاحظ بعض المراقبين، فإنه ربما لا يهم ما قاله لاي في خطابه، ونظرًا للتوتر المتصاعد في العلاقات عبر المضيق، فمن المرجح أن بكين كانت سترد دائمًا على تنصيب رئيس آخر للحزب الديمقراطي التقدمي باستعراض القوة.

وأضافت أن هذا في حد ذاته أمر مثير للقلق، وليس علامة جيدة للذين يأملون في أن يتمكن لاي من تحسين العلاقات بعد 8 سنوات من التوترات المتزايدة، مشيرة إلى أن استخدام الصين للتدريبات العسكرية يمثل استمرارًا للوضع الراهن الجديد عبر المضيق.

وذكرت أن الصين، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي لتايوان عام 2022، كثفت تكتيكاتها العسكرية المعتادة للترهيب لتشمل تدريبات بالذخيرة الحية وتوغلات في منطقة تحديد الدفاع الجوي في تايوان، ما يعكس الشكل الذي سيبدو عليه الحصار المحتمل للجزيرة، ويبدو أن تدريبات هذا الأسبوع كانت للغرض نفسه.

سفينة تابعة للبحرية الصينية خلال تدريبات عسكرية بالقرب من تايوان

سفينة تابعة للبحرية الصينية خلال تدريبات عسكرية بالقرب من تايوان

علاقات أكثر توترًا

أفادت المجلة بأن التوترات التي ميزت العلاقات عبر المضيق على مدى السنوات الـ8 الماضية كانت في جزء منها استجابة للسياسة الداخلية لكلا الدولتين، وكانت أيضًا نتيجة للمنافسة المتنامية بين الولايات المتحدة والصين، ففي ظل إدارتي ترامب وبايدن، أصبحت تايوان الشريك الرئيس في جهود واشنطن لمواجهة الصين في المنطقة، وقدمت لها المزيد من المساعدات الدفاعية.

وأشارت إلى أنه رغم شعور حلفاء واشنطن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بالقلق المتزايد بشأن ولاية ثانية محتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فمن غير المرجح أن تتغير علاقات تايوان مع واشنطن بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، ما يعني أن تصبح العلاقات بين الصين وتايوان أكثر توترًا.

ربما يعجبك أيضا