في عيد ميلاد الزعيم عادل إمام.. هذا سر نجومية استمرت 50 عامًا

رنا الجميعي
عادل إمام

قدم عادل إمام أكثر من 168 عملّا فنيًّا ما بين فيلم ومسلسل ومسرحية احتل بها صدارة نجوم السينما المصرية لفترة طويلة من الزمن.


يحل اليوم ذكرى مولد الفنان الكبير عادل إمام ، الذي جماهيرية واسعة النطاق داخل الوطن العربي، لم تأت من فراغ، بل للقيمة التي أضافها للسينما المصرية.

ويعد عادل إمام أحد عمالقة السينما المصرية، وكان التمثيل هوايته المفضلة في مرحلة الدراسة، كما يذكر موقع السينما دوت كوم، ولفت الأنظار إليه كممثل كوميدي خلال الجامعة، ثم بدأ التمثيل منذ ستينات القرن الماضي، ليصبح بعد ذلك النجم الأول لعقود طويلة.

السر في الاستمرارية والتنوع

الناقد الفني، رامي المتولي، قال لـ”شبكة رؤية الإخبارية” إن سر نجومية “الزعيم” كما اشتهر بين جمهوه، يكمن في الاستمرارية وتنوع أدواره، ويفسر ذلك بالقول إن عادل إمام لديه ذكاء شديد استطاع من خلاله إدارة موهبته على نحو جيد، وبالتالي أدى أدوارًا عديدة.

وبلغ عدد الأعمال التي قدمها الزعيم حوالي 168 بين فيلم ومسلسل ومسرحية، بحسب موقع السينما دوت كوم، ويؤكد المتولي على أنه امتداد مباشر لنجيب الريحاني، وفؤاد المهندس في الكوميديا، لكنه كان أقدر منهما في احتلاله صدارة نجوم السينما المصرية لفترة طويلة من الزمن.

عادل إمام ويسرا في فيلم جزيرة الشيطان

كوميديا بتوقيع الزعيم

يرى المتولي أن الزعيم دعم ممثلين كثر، بينهم في جيله مصطفى متولي، وأحمد راتب، وسعيد طرابيك، ويسرا، ولبلبة، وكذلك شجع ممثلين صغار وقتها ليكونوا نجومًا، مثل محمد هنيدي، وعلاء ولي الدين، وأحمد آدم، وبعد ذلك في مرحلة لاحقة دعم خالد سرحان، وأحمد مكي، وشريف سلامة، وبسمة.

وفي اعتقاد الناقد الفني فإن إمام قدّم أيضًا نوعًا خاصًّا من الكوميديا، ويوضح: “كان لديه خصوصية في تقديم الكوميديا من الصعب تقليدها”، ويفسر ذلك أن كوميديا إمام ليست لها أسس، بل اعتمد فيها على مهاراته الشخصية، وطريقته الخاصة في صناعة الإفيه، فقدم كوميديا الفارص والموقف، وكذلك الكوميديا السوداء، وامتلك بعض اللزمات منها حركة اليد مع حك الأنف، ورفع الحاجب.

عادل إمام في مسرحية مدرسة المشاغبين

تطور شخصية البطل الشعبي على يد عادل إمام

قدم عادل إمام شخصية البطل الشعبي التي أحبها المتفرج المصري والعربي، وعن ذلك يقول المتولي: “قدم ممثلون شخصية البطل الشعبي قبله، مثل فريد شوقي وفؤاد المهندس واسماعيل ياسين، لكن تلك الشخصية تطورت على يد عادل إمام”.

ويوضح الناقد الفني أن إمامقدم تنويعات كثيرة لتلك الشخصية، منها البطل الشعبي المتمرد، والبطل الشعبي الساذج الذي يمتلك كودًا أخلاقيًّا، وآخر يعاني من خفة العقل كفيلم “الهلفوت”، وبطل شعبي لكن لص في فيلم “حنفي الأبهة”، حتى أنه قدم ضابط الشرطة ولكنه بطل شعبي أيضًا في فيلم “النوم في العسل”.

عادل إمام في فيلم الهلفوت

رفق سقف النقد الاجتماعي والسياسي في مصر

مما أضافه عادل إمام إلى السينما المصرية هو رفع سقف النقد السياسي والاجتماعي، بحسب المتولي الذي قال إن الزعيم نجح في صناعة أفلام لها صبغة تجارية، لكنها تقدم أيضًا نقدًا اجتماعيًّا وسياسيًّا، بالتالي جذبت شرائح مختلفة من الجمهور، ويذكر بعض تلك الأفلام مثل “رجب فوق صفيح ساخن” مع المخرج أحمد فؤاد، و”واحدة بواحدة” مع نادر جلال، و”الإنسان يعيش مرة واحدة” مع سيمون صالح.

عادل إمام وسعيد صالح في فيلم رجب فوق صفيح ساخن

وينافس عادل إمام في استمراريته لسنوات طويلة ممثلين كبار مثل يوسف وهبي، وحسين فهمي، كما يقول الناقد الفني رامي عبدالرازق، ولكن ما يميز إمام في نظره هو تنوع أدواره ونجوميته الكاسحة في المجتمعات العربية، إضافة إلى عدد الأفلام التي شارك بها.

وعن ذلك يقول عبدالرازق: “إمام كان يؤدي 3 أفلام في السنة، وقدم أدوارًا متنوعة بين الكوميديا والدراما والتراجيديا والسيكودراما والأكشن والإثارة”، ويضيف: “يكاد يكون بنفس مقدار التنوع هو الفنان أحمد زكي، لكن القدر لم يمهله لاستكمال مسيرته الفنية”.

عادل إمام في فيلم حتى لا يطير الدخان

ويرجع عبد الرازق السبب وراء ذلك التنوع إلى الوعي الشديد لدى عادل إمام في إدارة موهبته واختياراته الذكية، ويلحق ذلك بقوله: “لا يتخيل أحد أن من يمثل فيلم البحث عن فضيحة هو من سيقدم بعد سنوات فيلم حتى لا يطير الدخان، ولا يمكن تخيل أيضًا أن بطل فيلم الإنس والجن، هو بطل فيلم النمر والأنثى”.

التحولات المجتمعية والتلفزيون سر الشعبية

ساعد في نجومية عادل إمام في اعتقاد عبدالرازق التحولات الاجتماعية داخل المجتمع المصري، فنموذج البطل في السينما المصرية كان ذو ملامح شديدة الوسامة، وله شعر أشقر وعيون ملونة، ومع تغير ذلك نتيجة هجرة الأجانب عن مصر، أصبحت الشريحة الأكبر من رجل الشارع المصري ذو ملامح خمرية أو قمحية، وجاء عادل إمام في تلك الفترة، وقدم أدوار الحلاق وعامل التحويلة والفلاح وهاوي كرة الشارع وغيرها.

عادل إمام في فيلم الحريف

ساعد انتشار التلفزيون في اتساع جمهور عادل إمام في المجتمعات العربية في رأي عبدالرازق الذي أوضح: “يوجد أجيال كاملة رأت عادل إمام على شاشة التلفزيون، وبسبب استمراريته شاهده أجيال السبعينيات والثمانينيات وما بعدهما، وبالتالي امتلك محبة في قلوب أعمار مختلفة من الجمهور المصري والعربي”.

عادل إمام في مسرحية الزعيم

ربما يعجبك أيضا