جائزة البوكر.. مسيرة متوجة بفوز 14 رواية مهمومة بقضايا الوطن

رنا الجميعي
فوز الأردني جلال برجس بالبوكر العربية عام 2021

تعد جائزة البوكر العربية أشهر جائزة في الوسط الأدبي العربي، حتى الآن فازت 14 رواية عربية مهمومة بقضايا المنطقة.


توج 14 عملًا أدبيًا بالجائزة العالمية للرواية العربية حتى الآن، وفي انتظار إعلان الرواية الـ15، اليوم، في عمر الجائزة التي تأسست عام 2008.

وكانت رواية “واحة الغروب” للكاتب المصري بهاء طاهر، أولى الروايات الفائزة في تاريخ الجائزة الأدبية، وتلاها في عام 2009 حصول الكاتب المصري يوسف زيدان بالجائزة عن رواية “عزازيل”، وتشتهر الجائزة العالمية للرواية العربية باسم جائزة البوكر العربية.

“واحة الغروب”.. حكاية واحة متمردة على السلطة

ولاقت رواية واحة الغروب نجاحًا جماهيريًّا واستحسانًا نقديًّا كبيرًا بعد صدورها، وفيها عاد الكاتب بهاء طاهر إلى نهايات القرن الـ19، تحديدًا زمن الزعيم المصري أحمد عرابي وهزيمته، وسقوط مصر تحت الاحتلال الإنجليزي.

بدأت الرواية بخبر نقل ضابط البوليس المصري محمود عبدالظاهر، الذي كان يعيش حياة لاهية بين الحانات وبنات الليل، مأمورًا جديدًا إلى واحة سيوة المتمرد على السلطة المركزية في القاهرة، وتعد “واحة الغروب” العمل الأدبي السابع لبهاء طاهر، أبرز كتاب جيل الستينيات في مصر.

“عزازيل”.. تمرد راهب على سلطة الكنيسة

ودارت أحداث رواية عزازيل في القرن الخامس الميلادي في صعيد مصر ومدينة الإسكندرية الساحلية، وشمال سوريا، من خلال الراهب هيبا الذي يعاصر أحداثًا وصفت بالدموية في تاريخ الكنيسة المصرية.

وعلقت رئيسة لجنة التحكيم يمنى العيد آنذاك: “اتسم عمل لجنة التحكيم بقدرة لافتة على التفاهم، انطلاقًا من وجهات نظر نقدية مختلفة سعت الى التعمّق والإنصاف، ولم تكن عملية الاختيار بالسهلة نظرًا لما تتمتع به أعمال القائمة القصيرة جميعها من تميز”.

“ترمي بشرر” عالم القصر في السعودية.. روائيان عربيان يفوزان للمرة الأولى في تاريخ الجائزة

وفي عام 2010 فازت رواية “ترمي بشرر” للكاتب السعودي عبده خال، وقال عنها الروائي طالب الرفاعي، رئيس لجنة تحكيم تلك الدورة: “استكشاف رائع للعلاقة بين الشخص والدولة، وأعطت للقارئ من خلال عيون بطلها صورة حية عن الحقيقة المروعة لعالم القصر المفرط في كل شيء”.

جاء عام ثورات الربيع العربي 2011 مميزًَا، حيث تقاسم الفوز الروائي الغربي محمد الأشعري عن رواية “القوس والفراشة”، والروائية السعودية رجاء العالم عن رواية “طوق الحمام”، وهي سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الجائزة.

“دروز بلجراد”.. واقع لبنان بعد حرب 1860 الأهلية

وفي 2012 اقتنص الروائي اللبناني ربيع جابر الجائزة، عن رواية “دروز بلجراد”، وتتناول رواية جابر “دروز بلجراد” واقع الحال في لبنان بعد حرب 1860 الأهلية في جبل لبنان.

وتحكي الرواية قصة رجل مسيحي من بيروت، حنا يعقوب، بائع البيض الذي وضعه قدره في ساعة نحس على أرصفة المرفأ، لتنقلب حياته رأسًا على عقب، حيث نفي واقتيد إلى قلعة بلجراد، بدلًا من شخص أطلق سراحه بعد دفعه رشوة للضابط العثماني، وتسجل الرواية معاناة حنا وبقية السجناء على امتداد 12 سنة من السجن في بلجراد.

“ساق البامبو”.. سؤال الهوية لشاب من أب كويتي وأم فلبينة

وتمكن الروائي الكويتي سعود السنعوسي من الفوز بالبوكر العربية عام 2013، عن رواية “ساق البامبو”، وعبر المفكر الاقتصادي جلال أمين رئيس لجنة التحكيم آنذاك عن سعادته بفوز الرواية، واصفًا إياها بالعمل الجريء لمحتواها الاجتماعي والإنساني.

وتحكي الرواية قصة الشاب عيسى المنحدر من أب كويتي وأم فلبينية، ويطرح العمل الأدبي سؤال الهوية من خلال رصد حياة شاب ولد لأبوين مختلفين في المنشأ والانتماء.

“فرانكشتاين في بغداد”.. شاب يجمع جثث ضحايا التفجيرات في العراق

في عام 2014 فازت رواية “فرانكشتاين في بغداد” للكاتب العراقي أحمد سعداوي، وعلق المفكر السعودي سعد البازعي رئيس لجنة تحكيم الجائزة في تلك الدورة قائلًا: “جرى اختيار ”فرانكشتاين في بغداد” لعدة أسباب، منها مستوى الابتكار في البناء السردي كما يتمثل في شخصية ”الشسمه”.

وتتناول الرواية قصة شاب يقوم بجمع بقايا جثث ضحايا التفجيرات الإرهابية خلال شتاء 2005، ليقوم بلصق هذه الأجزاء فينتج كائنَا بشريًا غريبَا، ينهض ليقوم بعملية ثأر وانتقام واسعة من المجرمين الذي قتلوا أجزاءه التي يتكوّن منها. ويجري ذلك في خلال عملية مطاردة مثيرة في بغداد وأحيائها.

“الطلياني”.. تاريخ حقبة تونسية، و”كونشرتو الهولوكوست والنكبة”.. حكاية الفلسطينيين المهجرين

وفازت رواية “الطلياني” للتونسي شكري المبخوت في عام 2015، وتجري أحداث الرواية في تونس، وتتناول تاريخ البلد الحديث بكل تعقيداته، خاصة فترة انقلاب زين العابدين بن علي على نظام الحبيب بورقيبة في أواخر ثمانينيات القرن الماضي.

حازت فلسطين على الجائزة لأول مرة عام 2016، وفيها فاز الكاتب ربعي المدهون عن رواية “مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة”، وتتساءل الرواية حول النكبة والهولوكوست وحق العودة للفلسطينيين، وتناولت حكايات الفلسطينيين الذين هاجروا من أرضهم إلى بلاد العالم، ثم حاولوا العودة بطرق فردية إلى بلادهم المحتلة.

“موت صغير”.. سيرة متخيلة لحياة ابن عربي، و”حرب الكلب الثانية”.. معاناة واقعية

نال الكاتب السعودي محمد حسن علوان الجائزة عام 2017 عن رواية “موت صغير”، وهي سيرة روائية متخيلة لحياة الفيلسوف محيي الدين بن عربي منذ ولادته في الأندلس في منتصف القرن السادس الهجري حتى وفاته في دمشق.

وللمرة الثانية يفوز كاتب فلسطيني بالجائزة عام 2019، حيث حصلت رواية “حرب الكلب الثانية” لإبراهيم نصر الله عليها، وعلق الروائي الفلسطيني على روايته أنه كان جزءًا أساسيًا منها، وكل تجربة عاشها في حياته هي جزء من العمل الفائز، وبسبب معاناته كفلسطيني واقع تحت احتلالات عدة، أولها الاحتلال الإسرائيلي، ويليها أعداء آخرون مستترون، على حد وصفه.

“بريد الليل”.. حكايات العرب المعذبين و”الديوان الإسبرطي”.. تاريخ احتلال الجزائر

في 2019 فازت اللبنانية هدى بركات عن رواية “بريد الليل”، والتي تناولت حكايات العرب المشردين في الأرض، وقالت عنها لجنة التحكيم: “هي رواية إنسانية، ذكية الحبكة، توازن بين جدة التكنيك وجمال الأسلوب وراهنية الموضوع الذي تعالجه”.

وفاز الروائي الجزائري عبد الوهاب عيساوي بالجائزة عام 2020، عن رواية “الديوان الإسبرطي”، وتناولت الرواية تاريخ احتلال الجزائر، ومن خلاله تاريخ صراعات منطقة المتوسط، وقال محسن الموسوي رئيس لجنة التحكيم، إن الرواية تدعو القارئ إلى فهم ملابسات الاحتلال، وكيف تتشكل المقاومة.

“دفاتر الوراق”.. عالم التشرد والفقر عن طريق قارئ مصاب بالفصام

أما العام الماضي فازت رواية “دفاتر الوراق” للكاتب الأردني جلال برجس، وهي عن قصة قارئ نهم مصاب بالفصام وينفذ سلسلة من الجرائم متخفي وراء أقنعة شخصيات روائية.

وذكرت لجنة التحكيم عن الرواية أنها عبارة عن بورتريهات شديدة القتامة عن عالم التشرد والفقر وفقدان المعنى، وهي طريقة الكاتب بأن الوصول إلى الصخرة العميقة للألم، هو الشرط الإلزامي لاختراع الأحلام.

ربما يعجبك أيضا