كيف يُصنع الثلج المزيف في الأفلام؟

أماني ربيع

يعتبر فيلم The Gold Rush لتشارلي شابلن عام 1924 نقطة تحول في تاريخ الثلج المزيف السينمائي.. فماذا استخدم طاقم العمل لمحاكاة الثلج؟


 الطقس جزء مهم من بناء العالم السينمائي، وبالطبع لن تضيّع شركات الإنتاج الوقت والمال في انتظار العاصفة المثالية، لذا يلجأون إلى خلق الأجواء المطلوبة على طريقتهم.. فكيف يصنع الثلج المزيف؟

وتسمح آلات المطر بنزول سيول اصطناعية من السماء، في حين يسهم تصحيح الألوان ورذاذ الجلسرين المخفف في إظهار العرق خلال يوم صيفي حار، لكن في ما يتعلق بخلق طقس مزيف، والقدرة على التحكم به وتحمل ميزانية صناعته، كان أصعب التحديات هو الثلج.

مما يصنع الثلج المزيف في الأفلام؟

توجد العديد من الطرق المختلفة لصنع ثلج مزيف، بدءًا من التركيبات العملية مثل الملح والورق، إلى الحلول الحديثة مثل الصور المنشأة بواسطة الكمبيوتر ” CGI”، وأحيانًا تجلب الأستوديوهات ثلجًا حقيقيًا لموقع التصوير، وهو خيار جيد في اللقطات القريبة لأنه يذوب.

وكان القطن من أولى المحاولات لصنع الثلج المزيف بالسينما، ولكنه أثبت فشلًا لأن وضع القطن تحت أضواء الأستوديو الساخنة كان غير آمن كونه قابلًا للاشتعال، بحسب موقع “سنترال كاستنج”، وكان البديل هو التصوير في الأماكن الباردة.

نقطة تحول في تاريخ الثلج السينمائي

فيلم حمى الذهب

في فيلم The Gold Rush عام 1925 استخدم مزيجًا من الملح والدقيق والجص لمحاكاة الثلج.

يعتبر فيلم The Gold Rush لتشارلي شابلن عام 1924 نقطة تحول في تاريخ الثلج المزيف السينمائي، عند تصوير الفيلم في جبال سييرا بنيفادا أصبحت ظروف الطقس صعبة، أعيد إنشاء المشهد في أستوديوهات شابلن في هوليود، واستخدم الطاقم مزيجًا من الملح والدقيق والجصى لمحاكاة الثلج.

وخلال الثلاثينات والأربعينات، لجأ الفنيون إلى طريقة كارثية باستخدام مادة الكريسوتيل، وهي مادة غير قابلة للاشتعال تُعرف باسم الأسبستوس الأبيض المسببة للسرطان، واستخدمت في أفلام شهيرة منها، Citizen Kane وThe Wizard of Oz، بحسب موقع “أفريم أوسكار”.

من البطانيات إلى الورق المقوى

its a wonderful life fake snow 02

ابتكر فريق فيلم It’s a Wonderful Life ثلج صامت قابل للرش من خلال خلط رقائق الصابون والماء والسكر والفوميت المستخدمة في طفايات الحريق

البطانيات المنسوجة البيضاء كانت خيارًا شائعًا لتغطية مساحات شاسعة من الثلوج، خصوصًا البعيدة عن الكاميرا، وعادة ما تستخدم مع الورق أو رغوة الصابون، وكذلك الثلج الورقي عبر استخدام الورق المقصوص المربع كغطاء للأرض، أو مزج الورق بالماء بحيث يلتصق بالأسطح، ويكون هذا مناسبًا لتغطية المساحات الكبيرة.

وأنشئت أول آلة معروفة لصنع الثلج بواسطة المدير الفني لشركة “وارنر بروس”، لويس جيب، الذي استخدم جهازه شفرات دوارة لجز كتلة كبيرة من الجليد، ودفع القطع الصغيرة عبر الهواء لتتحول إلى ثلج يذوب جاهز. وكان أحد الاتجاهات الشائعة في تاريخ المؤثرات الخاصة بالسينما، هو استخدام المواد الغذائية والعضوية مثل رقائق الذرة المبيضة، ولكن عيبها أنها لا تترك أثرًا، وتصدر صوتًا عاليًا مع الحركة.

البحث عن ثلج صامت

دكتور زيفاجو

استخدم طاقم فيلم Dr Zhivago غبار الرخام لإعطاء تأثير الثلج

كلف المخرج فرانك كابرا في فيلم It’s a Wonderful Life عام 1946، سام شيرمان بصنع بديل أكثر هدوءًا للثلج، فابتكر فريق العمل ثلج صامت قابل للرش من خلال خلط رقائق الصابون والماء والسكر والفوميت المستخدمة في طفايات الحريق، بحسب مجلة “سميثسونيان”.

ومن طرق إنتاج الثلج المزيف أيضًا الجبس المطحون والملح الذي استخدمت أكوام منه لإنشاء الأراضي القاحلة في القطب الشمالي داخل أستوديوهات “باينوود” في أثناء تصوير فيلم Superman عام 1978، ولكن لاحقًا أثبت الملح أنه مضر بالبيئة ومعدات تصوير الأفلام الحساسة، لذا لم يدم استخدامه طويلًا.

أول أسلوب حديث لإنتاج الثلج المزيف

snowcel spraying 1

SnowCel منتج ثلج مزيف من السليلوز الورقي غير قابل للاشتعال

يعد ” SnowCel” أول أسلوب حديث لإنشاء ثلج مزيف للأفلام، وهو منتج من السليلوز الورقي استخدم للمرة الأولى في فيلم The Company of Wolves، ومن مميزاته أنه غير قابل للاشتعال وقابل للتحلل، ويمكن إعادة استخدامه، أما سلبياته فهي مثل العديد من بدائل الثلج أنه يصعب تنظيفه، لتستحوذ الصور المصممة بواسطة الكبيوتر CGI، على نصيب الأسد من إنتاج الثلج المزيف في هوليود، بحلول الألفية الثالثة.

ربما يعجبك أيضا