فيديو| رقصة أحواش.. ذاكرة الأمازيغ الفنية

شيرين صبحي

ما رقصة أحواش الأمازيغية؟ وما الذي يميزها عن غيرها من الرقصات الأخرى؟


تعكس رقصة أحواش تفاعل الأمازيغ مع محيطهم الطبيعي والبشري، بطريقة تكشف عن همومهم وآمالهم وأحاسيسهم.

والأحواش ليست مجرد رقصة عادية، بل هي إطار جماعي، يمارس فيه الأمازيغ حياتهم الفكرية والوجدانية، إنها وجه آخر للحياة التي تبعث على الإبداع ورؤية الجمال.

رقصة جماعية

يطلق مصطلح أحواش على جميع أنواع الرقص الجماعي، مهما كانت أشكاله وإيقاعاته، بجنوب المغرب، خاصة في مناطق الأطلس الكبير والصغير، حيث يعيش الأمازيغ.

وكلمة أحواش جامعة لأنواع متعددة متباينة من الرقص والغناء، منها رقصات خاصة بالرجال فقط، وأخرى بالنساء وثالثة مشتركة.

اقرأ أيضًا: المغرب يعلن رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية

ويشارك في تلك الرقصة مجموعة من الأشخاص غير محدودي العدد، وتمارسها النساء بشرط أن يكن عازبات وتستبعد المتزوجات، في حين لا يسري الأمر نفسه على الرجال.

أحواش.. رقصة المناسبات

في مختلف المناسبات التي يحييها الأمازيغ في القرى والقبائل، مثل الأعياد الدينية والوطنية، تحضر رقصة أحواش، فهي تعبير عن الفرحة الجماعية.

ولا بد أن تتوافر عدة عناصر في تلك الرقصة، حتى تكتمل أركانها، وهي: الشاعر، والراقصون، والموقعون، والجمهور، والمقدم.

اقرأ أيضًا: كيف احتفل الجزائريون برأس السنة الأمازيغية؟

ويشترط في الشاعر سرعة البديهة والقبول الاجتماعي، في حين يشكل الراقصون اللوحة الزاهية الجميلة، التي تثير إعجاب المشاهدين، ويصطفون ويضبطون حركاتهم وإيقاعاتهم. ويترأس المجموعة الراقصة أكثرهم وجاهة وخبرة بالرقص.

مظهر ثقافي في مجتمع القبيلة

الزي الموحد، الذي يرتديه المشاركون، هو ما يميز تلك الرقصة، مثل زي الحفلات والأعياد المميز للقبيلة، فالرجال يلبسون الجلباب الوطني والقميص والبرنس والعمامة البيضاء، ويتقلدون الخنجر الفضي، في حين تتزين النساء بالحلي التقليدية.

الجمهور له أهمية كبيرة في تلك الرقصة، ويعدّ عنصرًا أساسيًّا في إغناء مضمونه الأدبي والفني والاجتماعي، لتأثيره في إثارة حماس الشعراء والراقصين والموقعين.

ذاكرة الأمازيغ الفنية

3 2

رقصة أحواش

تعدّ “أحواش” من أشهر فنون الرقص والغناء عند الأمازيغ بالمغرب، وهي واحدة من أهم عناصر ذاكرتهم الفنية، ومظهرًا ثقافيًّا في مجتمع القبيلة، وفق ما نقله موقع “العربي الجديد”.

وهذا الفن الذي يشحذ همم الشعراء والراقصين وأصحاب المواهب، كان له دور بارز في حياة الأمازيغ، فهم يؤدونه في ميدان له خصوصية يسمى “أسايس”، الذي كان مدرسة فنية متكاملة الفصول، فالشعر الذي يقال في فضائها سجل تاريخهم وتراثهم، وهو ملتقى الفنانين وميدان تنافس المواهب، ونقل القيم وتنميتها من جيل إلى آخر.

التلقائية تميز رقصة أحواش

AJ104815 scaled 1

رقصة أحواش

مهما تنوعت رقصات “أحواش”، فالميزة الأساسية لكل نوع، هي التلقائية والعفوية والصدق في التعبير. وغالبًا ما تبدأ حفلات أحواش، بموال افتتاحي، بعد أن يأخذ كل واحد موقعه الخاص به، وعادة ما يكون الافتتاح بالبسملة وطلب العون من الله والمدد أو التوسل بالأولياء والصالحين.

وتتعالى الأهازيج للتغني بكل جميل ولكل جميل في الحياة، وفي كل ملتقى يجمع الأمازيغ، عند البناء أو الحرث، فضلًا عن حفلات الزواج أو الفرح بالمولود الجديد أو استقبال ضيف أو الحجاج العائدين من مناسك الحج.

ربما يعجبك أيضا