أنطوانيت نجيب.. «أم الدراما السورية» التي انتصرت للفن والحب

نعت سوريا صباح اليوم الأربعاء 17 أغسطس 2022، الفنانة أنطوانيت نجيب، التي غادرت عالمنا عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد تدهور حالتها الصحية مؤخرًا، بسبب الغسيل الكلوي.

أنطوانيت التي ولدت بمحافظة درعا عام 1930، تعد من أهم الفنانات السوريات على مر التاريخ، وقد أحبت الفن من صغرها وأخلصت له، ما جعل الناس يكتبون في دفتر عزائها “وداعًا يا أم الدراما السورية”، بسبب نجاحها في أدوار عاشت وستظل في قلوب محبيها.

بداية فنية مبكرة

بدأت أنطوانيت حياتها الفنية في مرحلة مبكرة من عمرها، ولكنها واجهت رفض عائلتها المحافظة، فقررت التمثيل في السر، عزمًا منها على فعل ما تحب، مهما كانت صعوبة الظروف، حسب ما قالت في تصريحات سابقة لبرنامج “إي تي بالعربي” الذي تبثه قناة “إم بي سي 4”.

شاركت الراحلة في بطولة العديد من الأعمال الناجحة، أبرزها مسلسل “صح النوم” الذي قدمته عام 1972 مع الفنان دريد لحام، وقد قدمت في نفس الحقبة أفلامًا متميزة مثل “شقة الحب” و”امرأة حائرة”.

صفعة لا تنسى

بعد مسيرة فنية طويلة، والحصول على جمهور محب في جميع البلاد العربية، لم تنس أنطوانيت الصفعة التي تلقتها من والدها عندما علم بأنها تمارس مهنة التمثيل سرًا، فهذه الذكرى وإن لم تمنعها من استكمال حربها لامتهان ما تحب، ظلت محفورة في قلبها، وتحفزها نحو النجاح أكثر وأكثر، وفق تصريحات الراحلة لوسائل الإعلام.

النجوم يودعون أنطوانيت نجيب

حاربت أنطوانيت من أجل الحصول على كل ما تحب، وكانت مقاتلة ماهرة، فقد هربت مع حبيبها الفنان الراحل يوسف شويري، ليتزوجا في عام 1962 بعد قصة حب دامت 4 سنوات، دون علم عائلة شويري بالأمر، لرفضهم لهذه الزيجة، حسب ما كانت تحكي أنطوانيت.

زواج ضد الفتنة الطائفية

أثبتت أنطوانيت أن الحب يستطيع أن يقف وينجح أمام العقبات، فعلى الرغم من اعتراض عائلة شويري على زيجتها بابنهم يوسف، لاختلاف ديانتهما، على اعتبار أنها مسيحية وهو مسلم، استطاعت أنطوانيت أن تخلق منزلًا متحابًّا لا يعرف الفتنة الطائفية، يُرتَّل فيه القرآن الكريم والترانيم الكنسية البديعة.

غابت أنطوانيت لفترة عن الشاشة، وابتعدت عن التمثيل لمدة 6 سنوات كي تتفرغ لحياتها العائلة، ثم عادت بعدها عام 1982، لتتألق في مسلسل “السعد وعد”.

جدة لفنان شهير

أنجبت أنطوانيت ابنًا وابنة لم يفكرا في اقتحام عالم التمثيل، ولكن سار حفيدها فادي الشامي على خطاها وخطى جده، وأصبح ممثلًا مشهورًا، من أبرز أعماله مسلسل “باب الحارة”، وبقيت أنطوانيت زوجة محبة تقف بجانب زوجها حتى وافته المنية عام 2005، لتصبح أرملة من بعده وتعيش على ذكراه.

النجوم يودعون أنطوانيت نجيب

وسخَّرت أنطوانيت آخر فترة في حياتها بالكامل لحياتها الفنية، فقالت في تصريحات صحفية سابقة: “الفن هو حياتي ونبض قلبي، ولا يمكن أن أتركه إلا عندما أفارق الحياة، ولا شيء يمنعني من اعتزاله إلا قدر الله سبحانه وتعالى”.

أم الدراما السورية

لم تكن أنطوانيت أم الدراما السورية من فراغ، فهي كما تألقت في تجسيد أدوار الأم على الشاشة، كانت أمًا للجميع على أرض الواقع، ولذلك بكاها نجوم سوريا بجانب جمهورها الغفير.

نشر المطرب جورج وسوف في حسابه على “تويتر” صورة لوداع أنطوانيت معلقًا: “هالصورة عالمسرح غالية عليّ، الله يرحم الفنانة الكبيرة أنطوانيت نجيب، وتكون نفسا بالسما”.

علامة فارقة في تاريخ الفن السوري

وصفت الفنانة السورية، أمل عرفة، حياة أنطوانيت في الدنيا بالصعبة، وقالت في حسابها على “تويتر”: “أنطوانيت نجيب، الرحلة ما كانت سهلة، وداعًا”، وقال الإعلامي مصطفى الأغا في حسابه على “تويتر” أيضًا إن “أنطوانيت كانت علامة فارقة في تاريخ الفن السوري”.

“مرايا 2000″، “الفصول الأربعة”، “بواب الريح”، “عطر الشام”، “حمام القيشاني”، “أوراق خريفية”، “بواب الريح”، وغيرها الكثير من الأعمال، ستظل محفورة في قلوب الجمهور العربي.

النجوم يودعون أنطوانيت نجيب