بسام لطفي.. رائد الدراما السورية وصاحب القضية الفلسطينية

رنا الجميعي
الفنان الفلسطيني السوري بسام لطفي

شارك الراحل بسام لطفي في العديد من الأعمال الفنية التي تحمل قضية فلسطين.


عن عمر ناهز 82 عامًا، رحل الفنان الفلسطيني السوري، بسام لطفي، اليوم الجمعة 19 أغسطس 2022، تاركًا وراءه نحو 90 عملًا دراميًّا أثرت في قلوب العرب.

بسام لطفي أبو غزالة، ولد في مدينة طولكرم الفلسطينية، بتاريخ 1 يناير عام 1940، وتلقى تعليمه الابتدائي فيها، وبدأ مسيرته الفنية عام 1957 في العاصمة السورية دمشق على خشبة المسرح القومي، وكرس نفسه للفن ليصير أحد مؤسسي الدراما السورية.

تغيير اسم العائلة

أحب لطفي مجال الفن منذ صغره، فموهبته ظهرت مبكرًا، واضطر إلى خوض مشكلات مع عائلته، عائلة أبو غزالة، لإصراره على العمل في المجال الفني عقب استقرار العائلة في سوريا بعد حرب عام 1948، ولكن العائلة رأت أنه من العيب اشتغاله بالفن.

وحسب ما قاله في آخر لقاء إذاعي له، كان معروفًا عن العائلة أن أفرادها يعملون أطباء أو صيادلة، لذا اختار الفنان أن يكون اسمه على اسم والده لطفي، وليس اسم العائلة، أبو غزالة.

الفنان الفلسطيني السوري بسام لطفي

الفنان الفلسطيني السوري بسام لطفي

أعماله المسرحية

بدأ بسام لطفي العمل على خشبة المسرح، بعدها اتجه إلى عالم السينما والدراما، وكان أول مسلسل يقدمه على شاشة التلفزيون هو “الغريب”، عام 1960، وشارك في العديد من الأعمال السورية المهمة مثل “بطل من هذا الزمان” و”إخوة التراب” و”يوميات مدير عام” و”نهاية رجل شجاع” و”صقر قريش”، ووصل عدد أعماله الدرامية إلى نحو 90 مسلسلًا و70 مسرحية.

 

في السينما شارك لطفي في عديد من الأفلام، مثل  “رجال في الشمس” عن رواية غسان كنفاني، و”المخدوعون”. وقد أخلص للعمل الإذاعي أيضًا، وتحديدًا إذاعة دمشق التي وصفها ببيته في آخر لقاءاته الإذاعية. ولم يستغنِ لطفي عن العمل بالإذاعة منذ الستينات وحتى وفاته، وتعاون مع ممثلين كبار مثل محمود جركس ورياض نحاس وصلاح قصاص ومروان عبد الحميد.

إسهاماته في تأسيس الكيانات الفنية

يعتبر لطفي واحدًا من رواد الفن السوري، ليس فقط لموهبته المتفجرة في المسرح والسينما والدراما، لكن بسبب إسهامه في تأسيس عدد من المؤسسات الفنية السورية، مثل “نادي الشباب العربي” و”المسرح الوطني الفلسطيني”، فضلًا عن كونه واحدًا من مؤسسي نقابة الفنانين السوريين.

إخلاصه للقضية الفلسطينية

لأنه صاحب فكر حر أيضًا، شارك الراحل في العديد من الأعمال الفنية التي تحمل قضية فلسطين، من بينها مسرحية “قسمَا بالدماء” و”الطريق” و”شعب لن يموت”، وشارك في فيلم عن رواية الفلسطيني غسان كنفاني، التي تحمل نفس الاسم “رجال في الشمس”. وفي لقائه الإذاعي قال لطفي:  “لولا سوريا ما كان فيه أعمال كتيرة تحكي عن فلسطين”.

وحتى آخر لحظات حياته ظل لطفي مخلصًا للفن والدراما، واستمر متواصلًا مع متابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم عدم حصوله على جوائز، شعر بالتقدير من خلال تواصله مع محبيه. وكان آخر أعماله الفنية مسلسل “حارس القدس” في عام 2020.

ربما يعجبك أيضا