مركز “فاروس”: تجارة الأعشاب والعقاقير الطبية بتونس معرضة للخطر

يوسف بنده

في قلب المدينة العتيقة بتونس العاصمة، يقع سوق البلاط المختص بالأعشاب والعقاقير الطبية بتاريخه الغني حاملًا بين جنباته كثيرًا من أسرار وحكايات الآباء والأجداد من التجار.


سلط مركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية الضوء على سوق العطارة والأعشاب في تونس، وسط تحولات العصر الحديث وتفشي أمراضه، واهتمام الطبقات الشعبية بهذا النوع من العلاج.

ويأمل الباحثون والأطباء الذين يعملون في إنتاج أنواع العقاقير المستخرجة من النباتات والأعشاب الطبيعية، أن تدعم الحكومة التونسية جهودهم في مجال البحث بمختبرات حديثة التجهيزات وأن تضع حدًا للاشكال المختلفة لما يسمى “الطب الروحاني”.

0103 681x1024.jpg.pagespeed.ce .xKaIgUW2oq

السوق العتيق

يقول تقرير المركز إنه على مدى قرون حافظت الأعشاب على أجساد التونسيين، فمنذ أن تطأ قدمك داخل سوق البلاط، تجد حزم من الزعتر البري والمريمية والخشخاش والثوم والأوكالبتوس (الكافور) تصطف على جدران هذا السوق الغامض منذ 700 عام.

وينقل التقرير عن بعض المعالجين بالأعشاب إنه بعد تفشي فيروس كورونا المستجد في تونس أوائل العام 2020، ارتفع الطلب على الأعشاب الطبية، مع رغبة أعداد كبيرة في تقوية جهاز المناعة لديهم بمواد طبيعية، لكن العادات تتغير، ودون أي دعم من الدولة أصبحت هذه التجارة معرضة للخطر.

الشفاء في الطبيعة

يشير “مركز فاروس” إلى أنه في تونس ينبت أكثر من 200 نوع من النباتات البرية التي تستخدم في الوصفات الطبيعية أو تدخل في تركيب أنواع عديدة من العقاقير الطبية.

لكن العاملين في جمع النباتات والبذور من جميع أنحاء البلاد يواجهون صعوبات كبيرة لأداء عملهم فعلى سبيل المثال، تجمع نبتة الشيح التي تستخدم لعلاج أمراض السكري بين الصخور الوعرة لجبال أوست الجنوبية، في الوقت نفسه يعمل بعض الأطباء المتخصصين داخل مختبرات متواضعة في الغالب لإنتاج عقاقير طبية مستخلصة من أعشاب ونباتات، إلا أن تونس من الدول القليلة التي تمنح تراخيض لمثل هذه المختبرات.

ربما يعجبك أيضا