«الحالمون المنجزون».. قصص الإنسانية والأصالة والانفتاح بـ«إكسبو دبي»

شيرين صبحي

بقصص يعبر مضمونها عن الإنسان وتعكس تقافة وهوية دولة الإمارات العربية، يتألق مجموعة من الباحثين والمبتكرين في "وثائقيات موطن الحلم والإنجاز"


أفكار وإنجازات مبتكرين من جميع أنحاء العالم، قدمتها “وثائقيات موطن الحلم والإنجاز”، التي أطلقها جناح الإمارات في “إكسبو 2020 دبي”.

تعرفنا الوثائقيات بالحالمين المنجزين وخلفياتهم المجتمعية والدراسية والدور المؤثر لوجودهم في الإمارات وما وفّرته لهم من دعمٍ وإمكاناتٍ ساهمت في تحويل أحلامهم إلى إنجازات. وقالت وزير الثقافة والشباب الإماراتية والمفوض العام لجناح الإمارات الوطني، نورة بنت محمد الكعبي، إن “الحالمون المنجزون” أبطال قصة “موطن الحلم والإنجاز”، الذين يجسدون ثقافة وقيم الإمارات، وتلهم ابتكاراتهم الأجيال الشابة.

الأصالة والانفتاح

تروي الوثائقيات قصصًا يعبر مضمونها عن الإنسان ويعكس جوهرها ثقافة الإمارات وتراثها الأصيل وقيمها الفريدة. و”الحالمون المنجزون” هم مجموعة من روّاد الإبداع والابتكار يمثلون قيم الطموح والإنسانية والأصالة والانفتاح والمرونة والتفاؤل.

تتراوح مدة كل حلقة من “وثائقيات موطن الحلم والإنجاز” بين 30 ثانية ودقيقة، وتتناول المجموعة الأولى منها 12 قصة ملهمة لعاملين في مجالات الأبحاث والعلوم والهندسة والتعليم والتمريض والابتكار الزراعي والبيئة وتغيّر المناخ والأمن الغذائي والمائي والاستدامة.

البحث في الموروث

1 4

سعيد السويدي صاحب مبادرة موروث

سعيد السويدي، الخبير في علم الأنساب والباحث في التاريخ والثقافة الإماراتية، صاحب مبادرة “الموروث“، التي تجمع وتسجل الروايات التاريخية الإماراتية المتناقلة شفويًا، حفاظًا عليها من الضياع، يوثق الموروث الإماراتي منذ صغره بقراءة تاريخ القبائل، وينشر ما يجمعه على حساب يحمل اسم “الموروث” عبر “إنستغرام” و”تويتر”، فينشر معلومات مهمة وقصائد قديمة جمعها.

السويدي لا يبحث عن الأحداث وإنما عن الشخصيات في الأحداث، إلى جانب الألقاب والأسماء ومتابعة شجرة العائلة لدى بعض القبائل ما يتطلب دقة كبيرة، لذلك يحرص في بعض الأحيان على زيارة نحو 10 أشخاص للتأكد من صحة المعلومة، وتقوده الزيارات في الكثير من الأحيان إلى اكتشاف قصص وحكايات أخرى.

عمارة تعبر عن الهوية

61275179144779943

المهندس وائل الأعور

تفتقد العمارة الحديثة لروح الهوية المحلية فبعض الأبنية في الإمارات، باتت تشابه أبنية أخرى في البرازيل أو اليابان، لذلك سعى المهندس وائل الأعور في مشروعه لتقديم عمارة جديدة يمكننا من خلالها قراءة هويتنا وثقافتنا.

لا تفكر العمارة الحديثة، في البناء الثقافي لكل مجتمع، مثل كيف يجلس الأفراد مع بعضهم داخل الغرف؟، وكيف يأكلون معًا؟، كونها جزء من حالة التنوع المذهلة بين مختلف الثقافات، ويقول الأعور: “علينا التفكير في كيفية إعادة العمارة إلى هويتها المحلية لأن العالم لا يملك خيارًا آخر، كجزء من الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع الثقافي”.

ذاكرة المكان

عفراء الظاهري نلعب بيت؟ يستدعي ذاكرة الطفولة

الفنانة عفراء الظاهري

الفنانة عفراء الظاهري، الحاصلة على ماجستير الفنون الجميلة من جامعة رود أيلاند الأمريكية، تعمل على مجموعة واسعة من الوسائط والنحت والتصوير والرسم والتركيب والطباعة والتصوير الضوئي، وتعبر عن أفكار الوقت والتأقلم، والصلابة والهشاشة، وتعتمد مادتها الأساسية، على المحتوى المحلي بما يتضمنه المكان من عناصر وذاكرة.

تستلهم عفراء في أعمالها تراث الإمارات، لتبرز الجانب المشرق في هذه الثقافة، وتقول: “أحيانًا أشعر أن الفن اختارني، بالنسبة لي هو أسلوب حياة، أن تبدأ بمزج الأشياء على أنها لُعبة، وإذا بالمتعة تقودك إلى خيارات أوسع، تكتشف أن كل ما حولك يتآمر بشكل ما ليجعل منك فنانًا، وتؤمن بأنه عليك أن تلمس العمل الفني في داخلك ومن ثم تطلقه للعالم الخارجي”.

اللؤلؤ وهوية الإمارات

image 4 2

محمد السويدي

على قصص البحث عن اللؤلؤ وحكايات البحر، نشأ محمد السويدي الحاصل على شهادة في العلاقات الدولية من جامعة جريفث الأسترالية، إذ كان جده غواص لؤلؤ، وقاده شغفه بالتصميم والتراث إلى تأسيس “استوديو أساطير”، ليعبّر من خلال المنتجات اليدوية عن الرؤية المعاصرة لصيد اللؤلؤ، وينتج الشاب نوعًا فريدًا من الهدايا الفاخرة المصنوعة من مواد أولية محلية مثل الصدف واللؤلؤ والأخشاب والأحجار، يعبر بها عن هوية شعبه وثقافته.

01 saefa

دكتورة صفاء عزت المصطفى

أما الدكتورة صفاء عزت المصطفى فهي أول إماراتية تشغل منصب رئيسة قسم التمريض وضابط صحة في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، دفعتها معاناة والدتها مع المرض إلى السعي للتخفيف عن المرضى، وحصلت على شهادة التمريض من جامعة سوذر كوينزلاند في أستراليا، وبدأت مسيرتها المهنية في القطاع الصحي كممرضة عام 1992، ولعبت دورًا أساسيًا في تأمين صحة “أبطال خط الدفاع الأول” خلال جائحة كورونا.

تجسير الفجوة في الفن والأدب

عمل سالم القاسمي في مجال تدريس التصميم في جامعة الشارقة، وأسس عام 2006 منصة التصميم التعليمية “فكرة”، لتوفير حلول التصميم الجرافيكي باللغتين العربية والإنجليزية، من خلال وسائط حديثة ومطبوعة.

تتلخص رؤيته في إبراز حضور الثقافات العربية والتقليدية والإسلامية في الحياة المعاصرة، من خلال التصميم. ويوضح أن “فكرة” تسعى إلى تجسير الفجوة بين الأجيال الجديدة والرواد في مجال الفن والأدب عبر صالون ثقافي، فالكثير من الفنانين الشباب يمتلكون علاقات قوية مع الفنانين الأجانب، ولكن علاقاتهم ضعيفة وتكاد تكون مقطوعة مع رواد الفن المحلي.

بينما يزن القضماني فورث شغفه بالزراعة العضوية من والده، ويتولى إدارة العمليات في مزرعة “إمارتس بيو فارم” للزراعة العضوية المستدامة، ويعمل عبرها على نشر التوعية حول أهمية الطعام العضوي للصحة والترويج للإنتاج المحلي، ودرس القضماني الإدارة المالية، لكن الزراعة كانت جزءًا من عمله، وجاءت البداية بمزرعة ليست إلا كثبان رملية.

ربما يعجبك أيضا