فنانة الجرافيتي «ميس تيك».. رحيل روح الشارع الفرنسي

رنا الجميعي
رحيل فنانة الجرافيتي الفرنسية ميس تيك

وزيرة الثقافة الفرنسية: "خسرنا فنانة عظيمة، ومبدعة نسوية، كانت شاعرة شوارعنا لفترة طويلة".


خفتت الحياة في الشارع الفرنسي بعد رحيل فنانة الجرافيتي، ميس تيك، عن عمر قضته في التعبير عن آرائها على جدران الشوارع في باريس لمدة تصل إلى 37 عامًا.

ميس تيك، اسمها الحقيقي راضية نوفات، فنانة شارع فرنسية، ولدت لأب تونسي، وأم فرنسية، قضت طفولتها في الأزقة القريبة من كاتدرائية القلب الأقدس، بحسب بي بي سي، وبدأت هناك ممارسة هواية الرسم على الجدران والتعبير عن آرائها المتحررة بجمل قصيرة وجريئة.

ميس تيك وفنها الثوري

يعد رحيل ميس تيك بالنسبة للكثير من الفنانين حول العالم خبرًا محزنًا، ويعتبر فنها حتى الآن ثوريًّا من قبل هواة الفن، بحسب الموقع الرسمي لفنانات الشارع WSA، بدأت الفنانة الفرنسية الراحلة في الرسم على الجدران عام 1985. لتلتفت أعين السلطات لها في عام 1997 وتحتجز بتهمة تشويه الممتلكات العامة.

رحيل فنانة الجرافيتي الفرنسية ميس تيك

رسمت نساء ذوات شعر أسود تشبهها

كانت رسومات ميس تيك بسيطة وغير معقدة، تتبعها بجمل قاطعة تتلاعب فيها بالألفاظ، وعادة ما كانت تعبر في رسوماتها عن النساء بأشكال مميزة، خاصة ذوات الشعر الأسود الفاحم اللاتي تشبهها، ففن تيك قائم على مزيج خفي من الخفة والجاذبية والإهمال والاستفزاز.

واحدة من مؤسسات فن “الستينسيل”

ولدت الآنسة تيك عام 1956 في حي مونمارتر الباريسي، ودرست الفنون التطبيقية ومسرح الشارع، قبل انتقالها إلى كاليفورنيا، وبحسب “بي بي سي” فإن الفنانة تيك تعد واحدة من مؤسسات فن الرسم على الجدران باستخدام “الستينسيل”، وانتشرت أعمالها بطول باريس، وصارت مألوفة لرجل الشارع العادي.

وقدمت أعمالها في معارض فرنسية شهيرة، وعرضت أيضًا في دول أخرى، وتعاونت تيك كذلك مع علامات تجارية مثل كينزو ولويس فيتون.

رسومات فنانة الجرافيتي الفرنسية ميس تيك

فنانة بروح شاعرة

جاءت روح تيك المميزة من حبها للشعر، وبجانب كونها فنانة شارع، فهي شاعرة أيضًا، وبحسب حوار سابق لها مع وكالة فرانس برس عام 2011، قالت: “في البداية فكرت، سأكتب القصائد، وبعد ذلك كنا بحاجة إلى الرسوم، ومع هذه القصائد بدأت برسم نفسي، قبل التوجه إلى رسم النساء الأخريات”.

وعلى تويتر نعاها عدد من الفنانين، من بينهم فنان الشارع كريستيان جيمي، وكتب: “جدران الدائرة 13 في باريس (حيث انتشرت رسوماتها هناك) لن تكون هي نفسها مرة أخرى”.

وعبرت وزيرة الثقافة الفرنسية، ريما عبدالملك، عن حزنها لرحيل تيك، قائلة: “خسرنا فنانة عظيمة، ومبدعة نسوية، كانت شاعرة شوارعنا لفترة طويلة”.

رحلت ميس تيك بعد معاناتها مع المرض، مخلفة وراءها إرث ينم عن روح ثائرة وصاخبة، ستظل رسوماتها الجريئة منتشرة على جدران شوارع باريس تذكر بقوة الفن.

ربما يعجبك أيضا