التسقية والتشريب.. أشهر أنواع الفتة في الدول العربية

تشتهر الفتة في عدة دول عربية، وتختلف مسمياتها ومكوناتها، لكنها تظل طبقًا رئيسًا على الكثير من الموائد خلال الأعياد، خاصة عيد الأضحى.

اللحم والأرز والخبز، هي المكونات الأساسية للفتة، ويفضلها البعض بإضافة السمن والفلفل الأسود فقط، أما الفتة باللحم الضاني فتتشمل على الخبز والأرز والصلصة الحمراء، في حين تظل إضافة الخل والثوم هي الأشهر.

كسرات من الخبز المحمص

في رسائلها التي كتبتها الليدي دوف جوردن، خلال رحلتها إلى مصر، من 1862 حتى 1869، أخبرت زوجها ألكسندر عن يوم قضته مع أسرة مصرية في منطقة بولاق.

 اقرأ أيضًا: «الفتة والرقاق».. أطباق عيد الأضحى الشهية بنكهة تاريخية

تحكي الإنجليزية جوردن التي وجاءت إلى مصر للعلاج، عن أكله مصرية أحبتها اسمها “الفتة”، وقالت إنهم يضعون كسرات من الخبز المحمص ويضيفون إليها طبقة من الأرز ثم قطع من اللحم المسلوق، ويأتي الخل والثوم على السطح ليضفيا نكهة تعطي الفتة مذاقًا خاصًّا.

أصل الفتة

الفتة

تتعدد الروايات عن أصل الفتة، فيذكر البعض أنها تعود إلى العصر الفرعوني، لوجود نقش على جدران معبد سوبيك يحمل صورة لكاهنة تدعى “كارا” ذبحت خروفًا، وحشته بالبصل والبرغل وزينته بقطع الباذنجان المقلي، وفتتت عليه قطع الخبز، وأضافت إليه الثوم والخل والبصل والمرق، ووزعته بمناسبة عيد الإله.

ويرى آخرون أن أصول الفتة تعود إلى بلاد الشام، وتحضر من خلال إضافة الحمص بدلًا من اللحم، وتعرف باسم “التسقية”، ومع الوقت أبدع أهل الشام في تحضير الفتة، فأدخلوا عليها إضافات جديدة ومختلفة، فتوجد فتة الدجاج وفتة الشاورما.

اقرأ أيضًا: الكمونية المصرية بفواكه اللحوم.. طبق شهي من حوايا الأضحية

ويرجع البعض أصول الفتة إلى العصر الفاطمي، إذ اعتاد الطهاة داخل قصور الأمراء تحضير أطباق الفتة وتوزيعها على الشعب، احتفالًا بعيد الأضحى، وتطورت طريقة تحضيرها، ليضاف إليها السمن والثوم والبهارات ومرق اللحم.

الفتة المصرية

الفتة المصرية

تعتمد الفتة المصرية على تحميص الخبز، ثم رش الملح والفلفل والزيت والقليل من بودرة الثوم والمرقة، ويوضع فوقه الأرز، مع صلصة الطماطم واللحم المسلوق.

وفي مصر أيضًا نوع آخر من الفتة هي الفتة الإسكندراني، التي تتميز بروائح الثوم مع الخل والشطة والفلفل، وهي من أجمل الوجبات خلال المناسبات، وأكثرها شعبية.

الفتة السورية واللبنانية

تتميز الفتة السورية بوجود الزبادي والطحينة والأرز البسمتي، مع إمكانية الاستغناء عن قطع اللحم الضاني الكبيرة، واستبدال قطع من صدور الدجاج أو الشاورما مكانها.

اقرأ أيضًا: «خروف العيد».. ضيف لذيذ على الموائد العربية

وتعتمد الفتة السوري على التوابل والمستردة وشرائح اللحم، مع إضافة بعض المكونات الأخرى مثل شرائح البصل، والطماطم، والبقدونس، مع تقطيع الخبر اللبناني وقليه في الزيت، مع طبخ الأرز البسمتي، ثم يقدم في طبق مغطى بالخبز المقرمش والأرز، وطبقة من اللحم مع سلطة الزبادي.

الفتة اللبنانية

وتتعدد أنواع الفتة على المائدة اللبنانية، ومن أشهرها الفتة بلحم الموزة والحمص، وتتكون من اللحم والخبز اللبناني المحمص واللبن الرايب والثوم، مع إضافة اللوز والصنوبر للتزيين.

«التشريب» العراقي.. وفتة الكسكسي

في العراق يطلق على الفتة اسم “التشريب”، وتحضر من خلال تحميص الخبز، وتحضير المرق واللحم، مع إضافة الثوم المهروس، ووضع طبقة من الحليب الرائب فوق الخبز، ثم طبقة من اللحم المقلي مع الملح والبهارات، وتزين بالبقدونس.

ومن أشهر الأطباق في المغرب، فتة الكسكسي، التي تعتمد على سلق الكوسة واللحم، ثم نقع الكسكسي في الشوربة، وإضافة قطع الخبز والخضراوات المسلوقة، والحمص المسلوق، مع إضافة الزبادي على صلصة الهريسة، وأخيرًا إضافة الكسكسي.