القتل الرحيم.. جدل الموت الطوعي بين أمل الحياة وألمها

أماني ربيع

منذ أشهر أعلن نجل النجم العالمي، آلان ديلون، رغبة والده في إنهاء حياته بـ"القتل الرحيم"، فما هو؟ ولماذا يثير الجدل دائمًا؟


دائمًا ما أثارت قضية القتل الرحيم الجدل لأسباب دينية وأخلاقية وعاطفية، فما هو الموت الرحيم؟ وما الدول التي تقرًه؟ والتي تمنعه؟

القتل الرحيم “EUTHANASIA” طريقة للموت الطوعي غير المؤلم، يطلبه المرضى الميؤوس من شفائهم لتخفيف معاناتهم، وفي معظم الدول يعد القتل الرحيم مخالفًا للقانون، وفي الولايات المتحدة تختلف قانونية الأمر بين الولايات، بحسب موقع ميديكال نيوز توداي.

تصنيفات القتل الرحيم

يسمح القانون للطبيب بإنهاء حياة أي شخص بطريقة غير مؤلمة، طالما وافق المريض وعائلته، ويكون طوعيًّا بموافقة المريض، أو غير طوعي عندما يُنفذ لشخص غير قادر على الموافقة بسبب حالته الصحية، ويتخذ القرار نيابة عن المريض أحد الأقرباء.

ويوجد أيضًا ما يعرف بالقتل الرحيم السلبي، الذي تمنح فيه العلاجات التي تحافظ على الحياة، مثل مسكنات الآلام القوية، مثل المواد الأفيونية، ولكن يرفض البعض هذا التوصيف باعتبار عدم وجود نية للقضاء على الحياة، أما عن القتل الرحيم النشط، فيكون باستخدام مواد قاتلة لإنهاء حياة المريض، وفقًا لموقع مدرسة الطب بجامعة ميسوري الأمريكية.

كبسولة الموت

كبسولة “ساركو” تعد أحدث طرق القتل الرحيم، وبدأ الحديث عنها في ديسمبر 2021، واسمها جاء اختصارًا لكلمة “Sarcophagus” وتعني التابوت، وهي عبارة عن حجرة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد تسهم في تنفيذ الانتحار عبر ملئها بالنيتروجين ما يقلل مستويات الأكسجين بسرعة، ويفقد الشخص وعيه ويموت في غضون 10 دقائق تقريبًا،.

وقالت منظمة Dignitas المساعدة على الانتحار في سويسرا إنه من غير المرجح أن تلقى كبسولة ساركو قبولًا كبيرًا، خصوصًا أنها تنتشر في البلاد بمؤسسات الانتحار المهني المصحوب بطاقم مدرب بالتعاون مع الأطباء منذ عقود دون حاجة لها، وفق تقرير لموقع بي بي سي.

القتل الرحيم قانوني في هذه الدول

وبحسب موقع “هيلث لاين“، يعدّ القتل الرحيم والانتحار بالمساعدة عملية قانونية في سويسرا، وفي العام 2020 تُوفي نحو 1300 شخص هناك بهذه الطريقة، وهي قانونية أيضًا في بلجيكا ولوكسمبورج وهولندا، إضافة إلى ولاية فيكتوريا في أستراليا، وكذلك في بعض المقاطعات الكندية، وفي ولايتي واشنطن وأوريجون في الولايات المتحدة.

وفي تلك المناطق الإدارية يكون القتل الرحيم مسؤولًا عن ما بين 0.3 و 4.6% من الوفيات، وأكثر من 70% منها يتعلق بالسرطان، وفي ولايتي أوريجون وواشنطن الأمريكيتين يكتب أقل من 1% من الأطباء وصفات طبية تساعد على الانتحار كل عام.

الطب يمنح الأمل في الحياة ولا يُنهيها

تقول الأستاذة بالمعهد القومي للأورام، ريم عماد، لشبكة رؤية الإخبارية، إن القتل الرحيم ليس منتشرًا في مصر والدول العربية، وكثير من دول العالم تجرّمه لأسباب دينية وأخلاقية وقانونية، وعادة ما يكون بجرعة زائدة من دواء معين تحت إشراف الطبيب تؤدي إلى توقف عضلة القلب، ما يختلف عن إيقاف الأجهزة التي تبقي المريض الميت إكلينيكيًّا على قيد الحياة.

وتضيف الطبيبة المصرية أنه على الرغم من معاناة مرضى الأورام السرطانية، فإن الأطباء لا يتركونهم فريسة للألم، بل يمنحون جرعات مسكنات تخفف من أعراض المرض، وتكون لرعاية التمريض دورًا في تمسك المريض بالأمل في الشفاء، وقالت: “هذا دور الطب منح الأمل في الحياة، وليس المساعدة على إنهائها”.

أول جمعية للقتل الرحيم في أمريكا

في العام 1828، مُرر أول قانون لمكافحة القتل الرحيم بالولايات المتحدة في ولاية نيويورك. وحذت دول أخرى حذوها، ويعدّ البعض أن العصر الحديث للقتل الرحيم بدأ بظهور التخدير وتوفّره. وتأسست أول جمعية للقتل الرحيم في الولايات المتحدة في العام 1938.

وقبل ذلك بعام، أصبح الانتحار بمساعدة الطبيب قانونيًّا في سويسرا طالما أن الطبيب الذي أنهى حياة المريض لم يكسب شيئًا. وخلال الستينيات، نمت الدعوات لتقنين الموت الرحيم، وألغت هولندا تجريم الانتحار بمساعدة الطبيب، وخففت بعض القيود في 2002، وفي العام نفسه وافقت بلجيكا على الانتحار بمساعدة الطبيب.

ولكن كشف استطلاع لمجلة نيوإنجلند جورنال أوف ميدسن في عام 2013 عن أن 65% من الناس في 74 دولة كانوا ضد الانتحار بمساعدة طبيب. وفي بريطانيا، وجدت دراسة أن غالبية الأطباء لم يؤيدوا القتل الرحيم الطوعي ونظام تقييم الأداء، وكان اعتراضهم الرئيس على أساس ديني.

ربما يعجبك أيضا