«السجادة الخضراء».. رسالة المشاهير لدعم الموضة المستدامة وحماية الكوكب

رفع العديد من النجمات والمشاهير شعار “الموضة المستدامة” في إطلالاتهن للحد من التأثيرات السلبية لصناعة الأزياء على كوكب الأرض.

وكان هذا التوجه في البداية قاصرًا على العلامات التجارية الشهيرة ودور الأزياء الكبرى، ولكن بمرور الوقت صار المشاهير يروجون للموضة المستدامة، سواء بإعادة ارتداء ملابسهم أو إعادة تدويرها، أو اختيار مصممين يقدمون أزياءً صديقة للبيئة.

السجادة الخضراء

صورة من حفل جوائز السجادة الخضراء للموضة في إيطاليا عام 2019

انتشرت خلال السنوات الماضية كلمات مثل “مستدام” و”تجارة عادلة” و”صديقة للبيئة” و”أخلاقي”، وقاد المشاهير حملة الترويج لهذه المصطلحات، وما تحمله من رسائل متعلقة بنهج جمال أكثر صداقة للبيئة، خصوصًا صناعة الأزياء، وبفضل جهودهم بات الناس أكثر وعيًا بفكرة البصمة الكربونية التي تنبعث من اختياراتهم للأزياء، وخلقوا لدعوتهم أتباعًا بين جيل الشباب.

وتبنى هؤلاء المشاهير أسلوب حياة عضوي، وروجوا للسلع التي تحسن من حياتهم وحياة البشر، وأيضًا لمفهوم “السجادة الخضراء” التي تهتم بطبيعة المواد الخام، وكيفية الحصول عليها أو تصنيعها أو بيعها أو حتى استكشاف إمكانات إعادة التدوير، وهو ما أحدث تأثيرًا ملحوظًا في الطريقة التي ينظر بها الناس إلى الموضة.

أزياء صديقة للبيئة

معروف عن عارضات الأزياء ولعهن بكبرى العلامات التجارية، ولكن بيلا حديد وكيندال جينر قررتا اعتماد بعض الإطلالات لعلامات ناشئة تراعي في تصميماتها الحفاظ على البيئة، وظهرت حديد في العام 2021 بملابس من “Abercrombie & Fitch” الصديقة البيئة، في حين اختارت جينر ارتداء ملابس من “Havre Studio ” التي تعمل على تجديد الملابس القديمة المستعملة، بحسب مجلة فوج.

كيندال جينر بفستان صديق للبيئة

بيلا حديد بإطلالة صديقة للبيئة

وتشتهر أنجلينا جولي بدعمها للبيئة، وليس مستغربًا أن تختار قطعًا صديقة للبيئة في خزانة ملابسها، وفي رحلة إلى باريس في يوليو 2021، اختارت جولي إطلالات من جابريلا هيرست وكلوي، التي حصلت على علامة ” B-Corp” في نفس العام، وهي شهادة لقياس تأثير الشركات الاجتماعي والبيئي.

إضافة إلى حرص جولي على تدوير  ملابسها وتمريرها لبناتها، وظهرت ابنتاها فيفيان وزهرة بفساتين ارتدتها من قبل مثل فستانها في حفل أوسكار عام 2014.

أنجلينا جولي وابنتها زهرة بنفس الفستان الذي ارتدته جولي في حل أوسكار 2014

إطلالات معاد تدويرها

تعتبر سفيرة الأمم المتحدة، إيما واتسون، واحدة من أبرز دعاة الموضة المستدامة في هوليود، ومنذ العام 2015، تبنت تحدي “السجادة الخضراء”، ومن أبرز إطلالاتها فستان من هاريس ريد المعاد تدويره في حفل جوائز جائزة “إيرث شوت” العالمية للحفاظ على البيئة.

إيما واتسون بفستان من القطن والساتان المستدام المصنوع من البلاستيك المعاد تدويره من تصميم كالفين كلاين

واختارت إيما إطلالة من إميليا ويكستيد المصنوعة من خيوط معاد تدويرها لمقابلة آل جور، وفي مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ Cop26 في نوفمبر الماضي ارتدت إطلالة معاد تدويرها من العلامة التجارية سكاندي. وكذلك أطلقت موقع “Feel Good Style” المخصص للترويج للأزياء المستدامة والجمال الطبيعي وبدأت التعاون مع المعرض التجاري البريطاني “People Tree” لإنشاء مجموعات من الأقمشة المعاد تدويرها.

أزياء مستدامة

تشتهر دوقة كامبريدج، كيت ميدلتون، بإعادة تدوير ملابسها، ورغم انتمائها للقصر الملكي فإنها لا تكترث بالظهور بنفس الإطلالة أكثر من مرة، واختارت إعادة ارتداء فستان من جيني باكهام عمره 10 سنوات للظهور في حفل توزيع جوائز إيرث شوت، ورويال فارايتي شو، وبعيدًا عن السجادة الحمراء اختارت كيت في 2021 أيضًا الظهور بسترة معاد تدويرها من علامة ” Ganni” خلال قمة المناخ Cop26.

كيت ميدلتون تعيد ارتداء فستان جيني باكهام

وفي حضور ذكوري لافت، يسعى الفنان الشاب تيموثي شالاميت باستمرار إلى دعم العلامات التجارية التي تركز على الاستدامة، وأبرزها ستيلا مكارتني، وظهر في العام 2021 بقطع من مجموعة برادا ” Re-Nylon” المصنوعة من شباك الصيد المهملة، وغيرها من النفايات البلاستيكية.

أزياء أخلاقية

كانت ستيلا مكارتني من أوائل مصممي الأزياء الذين دمجوا الاستدامة في خط الأزياء الراقية الخاص بها، وتعهدت بعدم استخدام الجلد الطبيعي في جميع تصميماتها بما في ذلك الأحذية، وصُنعت مجموعتها الخاصة بأديداس في ربيع عام 2019 من 70% من المواد المعاد تدويرها. وقدمت في نفس العام أيضًا، مجموعة مستدامة محدودة الإصدار من المنتجات للمغنية تايلور سويفت، وحتى في حياتها اليومية تخرص مكارتني على العيش على نحو عضوي صديق للبيئة بقدر ما تستطيع، وفقًا لموقع جود تريد.

ستيلا مكارتني تفوز بجائزة السجادة الخضراء للموضة عام 2020

وأطلقت مصممة الأزياء ريبيكا مينكوف، في 2021، مجموعتها صديقة البيئة للأطفال في أسبوع الموضة بنيويورك، واستخدمت في مجموعة “ليتل مينكوف” تقنية من شركة ” Resonance” للتكنولوجيا للتأكد من أن كل قطعة ملابس مصنوعة على نحو أخلاقي وبمواد مستدامة وصحية للبيئة، بحسب موقع فاشنوفيشن.

نجمات عربيات يروجن للموضة المستدامة

درة بفستان من الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها

عربيًّا، تعتبر المصرية سارة عبدالرحمن من الفنانات لشابات اللاتي يحرصن على تبني الموضة المستدامة، وارتدت على السجادة الحمراء ملابس معاد تدويرها من الأكياس البلاستيكية، وكذلك ارتدت فستانًا مستعملًا من “وكالة البلح”، وتشجع دومًا على التقليل من الاستهلاك والتخلص من الأشياء التي لا تستخدمها، مسلطة الضوء على استغلال العمال في مصانع الملابس.

سارة عبد الرحمن بسترة معاد تدويرها من البلاستيك

سارة عبد الرحمن بفستان مستعمل من الوكالة

وفي العام 2019، ظهرت الفنانة التونسية درة بفستان مصنوع يدويًّا من زجاجات بلاستيكية جمعت خلال مهرجان الجونة السينمائي، لتسليط الضوء على أهمية إعادة تدوير المنتجات، وتحويل منتجات من البلاستيك إلى أزياء أنيقة، بدلًا من تحويله إلى نفايات تشكل خطرًا على البيئة.

وعلقت درة على إطلالتها عبر حسابها على إنستجرام، وقالت: “الأشياء الاي نتخلص منها بيكون ليها حياة تانية بعد استخدامنا ليها، خلقت حياة جديدة للقوارير (الأزايز) البلاستيكية اللي اتجمعت من مهرجان الجونة السينمائي عن طريق هذا الفستان، المصنوع من بلاستيك أزايز المياه، سعيدة بأني جزء من هذه المبادرة كسفيرة للمياه”.

فستان درة من البلاستيك المعاد تدويره

فستان درة من البلاستيك المعاد تدويره

فستان درة من البلاستيك المعاد تدويره