عودة البرقع الأزرق.. فصل جديد من قمع النساء في أفغانستان 

رنا الجميعي
عودة البرقع الأزرق.. بداية فصل جديد من قمع المرأة في أفغانستان

بين عامي 2001 و2022، دخلت النساء مجالات العمل، كما أنهن عبرن عن رأيهن وعما يردن ارتدائه بحرية.


مع عودة البرقع الأزرق مجددًا، أُسدل الستار على الحقوق التي اكتسبتها المرأة الأفغانية، خلال 21 عامًا الماضية.

ويمر عام على عودة حركة طالبان إلى الحكم مجددًا، اتسمت الأشهر الأولى منه بمخاوف تجاه حقوق النساء في أفغانستان، إلى أن بات الأمر مؤكدًا، بعد إلزام المرأة بارتداء النقاب، مايو الماضي، في الأماكن العامة، والتحذير من مواجهة عقوبات في حال عدم تنفيذها.

في التسعينات.. قمع المرأة الأفغانية

النقاب الذي ترتديه المرأة الأفغانية هو رداء أزرق يغطي الجسد بكامله، وكذلك الوجه، ارتدته النساء الأفغانيات خلال الفترة الأولى من حكم حركة طالبان، بين عامي 1994 و2001، وكانت تلك الفترة مظلمة في حق النساء، وكان قمع المرأة يبدأ بحرية الزي، ولا ينتهي بحق التعليم والعمل، كل ذلك يجري فرضه بالقوة، عن طريق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وبعد إنهاء سيطرة الحركة المتشددة من قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا، دشنت أفغانستان فصلًا جديدًا في تاريخها، وتمكنت النساء من الحصول على بعض الحقوق، كان على رأسها حرية الزي، بالأساس فإن أفغانستان دولة محافظة، لذا فإن كثيرًا من النساء، بحكم العادة والدين الإسلامي، يرتدين البرقع وغيره من أغطية الوجه، بإرادتهن، أما البعض الآخر فكن يكتفين بتغطية الشعر فقط.

أفغانيات يغطين أجسادهن كاملة

بعد 2001.. البرقع الأفغاني يختفي من شوارع العاصمة

في تلك الفترة، بين عامي 2001 و2022، دخلت النساء مجالات العمل، كما أنهن عبرن عن رأيهن وعمّا يردن ارتداءه بحرية، سواء كان البرقع أو غيره، وبمرور الوقت لم يُلحظ البرقع الأفغاني بكثرة في شوارع العاصمة كابول بالتحديد، حتى إن باعة البراقع في تلك الفترة غيروا نشاطهم التجاري إلى أنشطة بيع أخرى.

و”بي بي أكبري”، خياطة براقع أفغانية، قررت عدم ارتدائه، لأنها تشعر بالاختناق، كما ذكرت في تصريح سابق لها عبر تليفزيون “بي بي سي عربية”. وفي نفس الوقت كانت مصممة الجرافيتي، شمسيا حساني، ترسم على جدران شوارع كابول البراقع الزرقاء، كرمز للقوة، كما تراه، فبحسب حديث سابق لـ”بي بي سي عربية”، فإن الحرية لا تعني بالنسبة إليها خلع البرقع، بل في طريقة التفكير نفسها.

الأفغانية شمسيا حساني بجانب إحدى رسوماتها الجدارية

الأفغانية شمسيا حساني بجانب إحدى رسوماتها الجدارية

بعد عودة «طالبان» ثانية.. نكسة أخرى للنساء

مع عودة طالبان إلى الحكم في أغسطس 2020، عادت مخاوف تجاه النساء مجددًا، ورغم تأكيدات الحركة المتشددة على حقوق المرأة، فإن الأمر بدأ يتكشف رويدًا بمرور الوقت، وبعدما حققت النساء بعض المكاسب مثل الظهور على شاشة التليفزيون مكشوفة الوجه، عادت طالبان تكشف عن وجهها الحقيقي بعدة قرارات. ومن بين القرارات مرسوم صدر في نوفمبر 2021.

وبوجب هذا القرار يُمنع ظهور النساء في المسلسلات التليفزيونية والأفلام، فضلًا عن تعميم ارتداء الحجاب على الصحفيات ومقدمات البرامج التليفزيونية. وأصدرت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيضًا، قرارًا، مطلع مايو الماضي، يلزم جميع النساء بارتداء النقاب في الأماكن العامة، وفرض عقوبات عمن ترفض ارتداءه، وذكرت حكومة طالبان أن العقوبة ستؤدي برب الأسرة إلى السجن.

نساء أفغانيات يرتدين البرقع

نساء أفغانيات يرتدين البرقع

 

 

ربما يعجبك أيضا