ملهمات عربيات.. آمال المعلمي.. حلمت بمشاركة المرأة في مستقبل السعودية فتحقق لها

رنا الجميعي
آمال المعلمي سفيرة السعودية لدى النرويج

في نوفمبر 2020 جاء خبر تولي آمال يحيى المعلمي منصب سفيرة السعودية لدى النرويج، لم يكن الخبر سارًا فحسب للمعلمي وأسرتها، بل للنساء عامة في السعودية، فهي ثاني امرأة تشغل منصب سفيرة بعد الأميرة ريما بنت بندر سفيرة السعودية لدى واشنطن، وكان المنصب حكرًا على الرجال لسنوات طويلة.


لم تكن رحلة المعلمي نحو سلك الدبلوماسية سهلة، اجتهدت ابنة مدينة القنفذة في مكة المكرمة كثيرًا، وحصلت على شهادة الدراسات العليا في الاتصال الجماهيري والإعلام من جامعة “دنفر” الأمريكية.

ولم تكتفي المعلمي، فحصلت أيضًا على بكالوريوس آداب في قسم اللغة الإنجليزية من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في السعودية، بالإضافة إلى زمالة مركز الدراسات الإسلامية في جامعة “أكسفورد” في المملكة المتحدة، لتضع نصب أعينها مشاركة المرأة في صناعة مستقبل السعودية.

أثر الوالد في حياة آمال المعلمي

كانت الأسرة عاملًا مُهمًّا في تشكيل شخصية المعلمي، فوالدها هو الأديب الفريق الراحل يحيى بن عبد الله المعلمي مساعد مدير الأمن العام في السعودية، وعضو مجمع اللغة العربية في القاهرة، زرع والدها فيها حب التعليم ومتعته، وتروي المعلمي عن أثره في حياتها في البرنامج التلفزيوني “اللقاء من الصفر” قائلة: “كان يرى أن العلم من مصادر متعددة واعتاد أسبوعيًّا على شراء الصحف الرسمية والمجلات الفنية”.

وعلمها الوالد أيضًا اللغة الإنجليزية، ففي كل زيارة إلى القاهرة كان يشتري القصص والكتب التعليمية الخاصة باللغة الإنجليزية، واعتادت المعلمي على القراءة بصوت عالٍ في حضرة الوالد فتقول: “وبتلك الطريقة علّمني اللغة الإنجليزية وعلم نفسه وزملاءه أيضًا”.

الأحلام تحتاج إلى قرارات جريئة

حب التعلم والتطور جزء من شخصية المعلمي، لم تركن عند وظيفة معينة، بدأت حياتها المهنية قبل أكثر من 20 عامًا، حيث عملت كمعلمة لمدة 5 سنوات، وموجهة لمدة 8 سنوات، ولكونها طموحة ومتطلعة دومًا للأمام استقالت من وزارة التربية والتعليم، وشغلت منصب متدربة في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، حيث وجدت هناك شغفها.

كان قرار الاستقالة قرارًا جريئًا عاتبها عليه المقربون، لكنها سعت لشغل منصب في مركز الملك عبد العزيز كونها بالأساس متخصصة في مجال الإعلام، وعلى مدار سنتين ظلت المعلمي متعاونة مؤقتًا بالمركز، وبعدها شغلت منصب مدير الفرع النسوي بين عامي 2013 و2015.

آمال المعلمي شاركت في صناعة مستقبل السعودية

عبر سنوات العمل بمركز الملك عبدالعزيز اكتسبت المعلمي عديدًا من الخبرات، تنقلت بين المدن السعودية ودربت عديدًا من السيدات والفتيات، وتأهلت المعلمي بعدها للتدريب الدولي، ما فتح لها آفاق التواصل مع ثقافات مختلفة، ومن خطوة لأخرى كانت المعلمي تتفوق على نفسها، بعدها شغلت منصب مدير عام المنظمات والتعاون الدولي في هيئة حقوق الإنسان الرسمية بالسعودية.

لذا لا يبدو مُستغربًا وصول المعلمي لمنصب السفيرة الذي جاء بعد كد وتعب، صحيح أن ظروف النشأة هيّأت لها تشكّل شخصية قوية، لكنها وضعت نُصب عينيها حلمًا كبيرًا هو مشاركة المرأة في صناعة مستقبل السعودية، بحسب حوار تليفزيوني لها.

ربما يعجبك أيضا